شاهد: العبادي يعلن طرد عناصر “الدولة الإسلامية” من العراق

قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي (السبت) إن القوات العراقية طردت آخر عناصر “تنظيم الدولة الإسلامية” من البلاد بعد ثلاث سنوات من سيطرة التنظيم على نحو ثلث أراضي العراق.

يأتي الإعلان بعد يومين من إعلان الجيش الروسي هزيمة التنظيم في سوريا المجاورة التي تدعم فيها موسكو قوات الحكومة السورية.

ونقل التلفزيون الرسمي عن العبادي قوله أمام مؤتمر للإعلام العربي في بغداد إن القوات العراقية استعادت السيطرة على آخر مناطق كانت لا تزال في أيدي التنظيم على الحدود مع سوريا.

وحلقت أسراب من الطائرات المروحية العراقية فوق بغداد وهي تحمل العلم العراقي ظهر (السبت) فيما يبدو أنه تدريب على عرض عسكري احتفالا بالنصر يخطط العراق لإقامته في الأيام المقبلة.

وقالت الحكومة الاتحادية عبر حسابها الرسمي على “تويتر” “القائد العام حيدر العبادي يعلن أن القوات المسلحة العراقية أمنت الصحراء الغربية والحدود العراقية السورية بالكامل بما يشكل نهاية الحرب على تنظيم الدولة الذين تم دحرهم تماما وطردهم من العراق”.

وفي تغريدة منفصلة قال العبادي “أحكمت قواتنا البطلة سيطرتها على الحدود الدولية العراقية السورية بالكامل. هزمنا “داعش” بوحدتنا وبالتضحية من أجل الأمة. يحيا العراق وشعبه”.

وهنأ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الذي دعم القوات العراقية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية العراق بالنصر عبر تغريدة على تويتر.

وقال “يهنئ التحالف الدولي شعب العراق على انتصاره الكبير على “داعش” ونؤكد أننا نقف بجانب العراق وبجانب العراقيين وهم يفعلون كل ما يمكن من أجل مستقبل زاهر”.

وسيطرت القوات العراقية الشهر الماضي على راوة آخر بلدة كانت باقية تحت سيطرة الدولة الإسلامية قرب الحدود مع سوريا.

واستعادت القوات العراقية السيطرة على الموصل، المعقل الرئيسي للتنظيم في البلاد، في يوليو تموز في حملة ضارية استمرت تسعة أشهر وحظيت بدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ولحق خلالها الدمار بمعظم أنحاء المدينة الواقعة في شمال البلاد.

كما خسر التنظيم في سبتمبر/أيلول الرقة معقله الرئيسي في سوريا إثر حملة شنها تحالف يقوده أكراد ومدعوم من الولايات المتحدة.

وتتوقع الآن كل القوات التي تقاتل التنظيم في الدولتين أن تبدأ الدولة الإسلامية مرحلة جديدة من حرب العصابات وهو أسلوب أظهر التنظيم بالفعل أنه قادر على انتهاجه.

وخلفت الحرب تأثيرا مروعا على المناطق التي كان التنظيم يسيطر عليها.

وقال بيان صادر عن الأمم المتحدة (السبت) إن نحو 3.2 مليون شخص لا يزالون مشردين بسبب الصراع.

ونشر زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، الذي أعلن في منتصف العام 2014 قيام دولة خلافة على المناطق التي اجتاحتها الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، تسجيلا صوتيا في 28 من سبتمبر/ أيلول يشير إلى أنه على قيد الحياة، بعد عدة تقارير عن مقتله، وحث أتباعه على مواصلة القتال رغم الانتكاسات.

ويعتقد أن البغدادي مختبئ في شريط حدودي صحراوي بين العراق وسوريا.

وبعد أن فقد تنظيم الدولة الإسلامية معقليه الرئيسيين في البلدين، ينحصر وجوده حاليا في جيب صحراوي آخذ في الانكماش على الحدود بين سوريا والعراق، ويضيق عليه الخناق أطراف عدة منها دول بالمنطقة وقوى عالمية.

وفي العراق، واجه التنظيم قوات الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة ومقاتلي البشمركة الأكراد وقوات الحشد الشعبي التي دربتها إيران.

وفي خطابه أمام مؤتمر الإعلام قال العبادي “الانتصارات تحققت بالوحدة والعزيمة” في إشارة لمشاركة طوائف مختلفة بما يشمل مقاتلين من عشائر سنية.

لكن العراق يواجه صراعا داخليا جديدا بعد أن ردت بغداد بإجراءات اقتصادية وعسكرية على إجراء إقليم كردستان العراق استفتاء على الاستقلال على الرغم من معارضتها للخطوة.

من ناحية أخرى، رحبت الولايات المتحدة بانتهاء “احتلال” تنظيم الدولة الإسلامية “الشنيع” لمناطق واسعة في العراق بعدما أعلنت حكومة بغداد “انتهاء الحرب” على عناصر التنظيم، لكنها حذرت من أن هؤلاء لا يزالون يشكلون تهديدا.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت إن “إعلان العراق يشير إلى انتهاء “دولة الخلافة” التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وأن الاشخاص المقيمين في تلك المناطق قد تحرروا من سيطرة التنظيم”.

وأضافت “الولايات المتحدة تضم صوتها إلى صوت الحكومة العراقية في التشديد على أن تحرير العراق لا يعني أن المعركة ضد الإرهاب أو ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق قد انتهت”.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز