شاهد: الحرب والفقر يحرمان أطفال اليمن من التعليم

ذكر تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) مؤخرًا، أن ملايين الأطفال في اليمن عرضة لخطر التسرب من التعليم بسبب الحرب الدائرة حاليًا.

التسرب من التعليم أحد الخسائر الفادحة للحرب في اليمن، خاصة لأطفال مثل هؤلاء.

والفقر الذي سببه الصراع أحد أكبر التهديدات، حيث لا يمكن دفع رواتب المعلمين بعد نضوب موارد الدولة.

وخلص تقرير اليونيسيف إلى أن الصراع – الذي بدأ قبل ثلاث سنوات – رفع عدد الأطفال المتسربين من التعليم بنسبة 20%.

في مدرسة “الشهيد الديلمي” بضواحي العاصمة صنعاء، حضر التلاميذ – ومعظمهم ينحدرون من عائلات فقيرة – الى المدرسة 20 يومًا فقط منذ يناير/كانون ثان الماضي بسبب عدم امتلاكهم للأموال.

وتخطط اليونيسيف لتوفير مساعدات مالية بضواحي صنعاء، لكن مسؤوليها يقولون إن هناك حاجة لمساعدات من المجتمع الدولي لإنقاذ أجيال قادمة.

وتقول ميريتكسيل ريلانو، ممثلة يونيسيف في اليمن، خلال زيارة للمدرسة “نحتاج أن يستثمر المجتمع الإنساني بكثافة في قطاع التعليم باليمن، وإلا ستكون هذه هي الأزمة القادمة. سيتضرر جيل كامل.”

ووفقًا للتقرير الذي صدر الشهر الماضي، هناك 4.5 مليون طفل في اليمن يواجهون خطر التسرب من التعليم، ويرجع ذلك بشكل كبير الى اختفاء رواتب المعلمين. وهناك مليونا طفل بالفعل لا يتعلمون بسبب الفقر والتخلف.

وأحد أكبر التهديدات على التعليم هو الفقر الذي سببته الحرب، حيث جفت أموال الدولة التي لم تستطع صرف رواتب المعلمين.

ويقول محمد يحيي، وهو معلم، إنه بالإضافة لكثير من زملائه باعوا مقتنيات منازلهم لتدبير نفقاتهم.

كما تحول كثير من زملائه إلى مهن أخرى، مثل الزراعة والبناء وبيع المواد القابلة لإعادة التدوير من أجل الإنفاق على عائلاتهم.

وتقول ميريتكسيل: “يتعين على كثير من المعلمين العمل خلال فترة ما بعد الظهر، والاعتماد على دعم المعلمين المتطوعين من أجل التأكد من أن الأطفال يأتون إلى المدرسة ويتعلمون أساسيات القراءة والكتابة.”

ومن الآثار السلبية الأخرى للحرب؛ الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمدارس.

ويشير التقرير إلى أن 66% من مدارس اليمن تضررت بسبب القتال، كما أغلقت 27% منها، وتحولت 7% إلى ملاجئ أو منشآت عسكرية.

في مدرسة الشهيد الديلمي، لا توجد مياه في المراحيض كما تضررت المكاتب والأثاث بعد التعرض لضربات صاروخية، ما أدى لانهيار إحدى البنايات.

ومع المخاطر التي تهدد مستقبلهم، يتدفق هؤلاء الأطفال إلى فصول دراسية مزدحمة تحتوي على عدد قليل للغاية من المكاتب، ليتلقوا دروسهم على يد معلمين لم يحصلوا على رواتبهم منذ أشهر، إن لم يكن سنوات.

وطلبت المدرسة من التلاميذ تبرعات بقيمة 100 ريال يمني (حوالي 40 سنتًا أمريكيًا) للمساعدة في تمويل نقل المعلمين إلى المدرسة ومنها، لكن عائلات الأطفال فقيرة للغاية ولا يمكن سداد هذا المبلغ.

وفي ظل هذه الظروف، من المحتمل ألا يصل العديد من أطفال البلاد إلى المرحلة الثانوية.

المصدر : أسوشيتد برس