شاهد: استمرار أعمال العنف في كينيا ومقتل 11 شخصا

قال مسؤولون وشهود اليوم (السبت) إن الشرطة الكينية قتلت ما لا يقل عن 11 شخصا في حملة على الاحتجاجات مع تفجر الغضب في البلاد عقب انتخاب الرئيس أوهورو كينياتا لفترة جديدة.

لكن المعارضة الكينية اتهمت قوات الأمن بقتل أكثر من 100 شخص بينهم أطفال مع تفجر أعمال العنف في مدينة كيسومو بغرب البلاد والضواحي المحيطة بالعاصمة. لكن المعارضة لم تقدم أدلة، وقالت وكالة رويترز إنها استطاعت التأكد من وفاة 11 شخصا فقط في أنحاء البلاد.

وقال جيمس أورينغو، العضو البارز بائتلاف المعارضة خلال مؤتمر صحفي، إن الشرطة هي التي أثارت العنف. وقال جونسون موثانا، وهو عضو آخر بالائتلاف المعارض، إن الائتلاف لن يخضع أو يلين تحت الضغط.

وقال مسؤول أمني في كينيا السبت إن تسعة شبان قتلوا بالرصاص الليلة الماضية في أعمال عنف أعقبت الانتخابات في ضاحية ماثار في نيروبي وأنهم نقلوا إلى مشرحة المدينة.

وقال المسؤول الذي لم يرد الكشف عن اسمه إنه يعتقد أن القتلى سقطوا برصاص الشرطة في عمليات لمكافحة النهب.

وفي إطار منفصل قال شاهد إن فتاة كينية صغيرة في ماثار قتلت برصاص الشرطة. وأضاف الشاهد الذي لم يذكر سوى اسمه الأول وهو إريك: “أصيبت الفتاة برصاصة طائشة بينما كانت واقفة في شرفة فيما كانت الشرطة تطلق النار عشوائيا”.

وتعد هذه الضاحية الفقيرة من معاقل الدعم لزعيم المعارضة رايلا أودينغا البالغ من العمر 72 عاما والذي يصف حزبه الانتخابات التي أجريت يوم الثلاثاء الماضي بأنها “مسرحية هزلية”.

وقال صحفي من رويترز في كيسومو، التي كانت مركز العنف العرقي الذي أعقب انتخابات أجريت قبل عشر سنوات وقتل فيها 1200 شخص في أنحاء البلاد، إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية.

وتفجرت الاضطرابات بعد لحظات من إعلان لجنة الانتخابات الكينية في وقت متأخر من مساء الجمعة أن كينياتا (55 عاما) فاز بفترة ثانية له في المنصب مدتها خمس سنوات على الرغم من مزاعم المعارضة بأن الانتخابات شهدت تزويرا.

وقال وزير الداخلية فريد ماتيانجي إن الاضطرابات مقصورة على مواقع محددة وألقى باللوم فيها على “عناصر إجرامية” وليس على احتجاج سياسي مشروع.

ولم يقدم التحالف الذي ينتمي إليه أودينجا أدلة على رفضه للنتيجة. وقالت جماعة مراقبة الانتخابات، وهي الهيئة الرئيسية لمراقبة الانتخابات في كينيا، اليوم إن إحصاءها يتماشى مع النتيجة الرسمية ما يقوض مزاعم تحالف المعارضة.

وبالإضافة إلى القتلى الذين سقطوا برصاص الشرطة أظهرت سجلات المستشفى الرئيسي في كيسومو أنه يعالج أربعة أشخاص من إصابات بطلق ناري وستة تعرضوا للضرب من الشرطة الكينية.

ودافع وزير الداخلية ماتيانجي عن الشرطة ضد اتهامات بالوحشية.

وقال للصحفيين: “لنكن صادقين. لا توجد مظاهرات… الأفراد أو العصابات التي تنهب المتاجر والتي تريد أن تعرض حياة الناس للخطر هي التي اقتحمت شركات المواطنين. هؤلاء ليسوا متظاهرين. إنهم مجرمون. ونتوقع من الشرطة أن تتعامل مع المجرمين بالطريقة التي يجب أن يتعامل بها المجرمون”.

ومثلما حدث في عمليتين انتخابيتين سابقتين في 2007 و2013 كشفت انتخابات هذا العام عن التوتر العرقي الكامن في البلد، الذي يبلغ عدد سكانه 45 مليون نسمة، والذي يعتبر المحرك الاقتصادي لشرق أفريقيا والمركز التجاري الرئيسي للمنطقة.

وعلى الأخص كانت قبيلة لو التي ينتمي إليها أودينغا المنحدر من غرب البلاد تأمل أن تكسر رئاسة أودينجا هيمنة عرقي كيكويو وكالينجين على الحكومة المركزية منذ الاستقلال عام 1963. وكينياتا هو ابن أول رئيس لكينيا وهو من عرق كيكويو.

المصدر : رويترز