شاهد: 3 أشقاء فلسطينيين يتقاسمون الإصابة برصاص الاحتلال

همّ محمد الهمص (27عامًا) مسرعًا نحو شقيقه عطا الله (20عامًا)، لإنقاذه بعد تعرضه لعيار ناري في القدم، خلال مشاركتهما في مسيرات العودة السلمية عند حدود غزة، في 30 مارس/أذار الماضي.

وحمل محمد شقيقه عطا الله الذي أصيب على بعد حوالي 150 مترًا من السياج الأمني، شرقي محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، بمساعدة بعض الشباب الثائرين ونقلوه إلى سيارة الإسعاف، وعاد ليكمل مشاركته في طليعة المتظاهرين المطالبين بحق العودة وكسر الحصار الإسرائيلي.

شارك محمد مُجددًا في حمل المصابين، ومن بينهم اثنين من جيرانه، وخلال حملهما على مرحلتين بفارق دقائق أصيب بعيار ناري مُتفجر اخترق قدميه، ما تسبب في أضرار كبيرة فيهما، وجعله أسير كرسيٍ مُتحرك.

وجدي الشقيق الثالث المُصاب، سمع بنبأ إصابة شقيقيه، فهرع مُسرعًا من منزله الكائن في مخيم “يبنا” للاجئين الفلسطينيين وسط رفح، تجاه الحدود الشرقية بحثًا عن شقيقيه؛ وخلال وجوده أصيب هو الآخر في أسفل قدمه بعيار ناري.

ورقد الأشقاء الثلاثة متنقلين بين أسرة مستشفيات جنوبي قطاع غزة لنحو أسبوع، وخرجوا منها دون استكمال العلاج، لنقص الأدوية الطبية، وتفريغ تلك المستشفيات في حينها لاستقبال أعداد جديدة من الجرحى؛ كما يقول الجريح محمد.

وعند عودتهم للمنزل لم يستطيعوا التحرك كثيرًا، فمحمد يستعين بكرسيٍ مُتحرك تسلمه من إحدى المؤسسات الخيرية، بينما وجدي وعطا الله لا يتحركان بدون عكاكيز.

ويقول محمد، إنه ذهب في الثلاثين من مارس/آذار مع الحشود البشرية نحو السياج الأمني شرقي رفح؛ فيما تمكن شقيقه عطا الله من رفع العلم الفلسطيني فوق السياج، فسرعان ما باغته قناصة جيش الاحتلال في مفصل قدمه.

ويشير إلى أنه لم يأبه من المشهد الذي حدث مع شقيقه، وعاد وأصيب بعيار مُتفجر تسبب له في تهتك بالعظام والعضلات والمفصل، وقطع فيما يُسمى الرباط الصليبي في القدم والهلال الداخلي، ويحتاج لعملية حساسة ومخاطرها كبيرة، ويفضل أن تُجرى في الخارج.

وتساءل “لا أعلم لماذا أصابونا نحن الأشقاء الثلاثة؟”، قائلا بتهكم: معقول عَرَفنا الجنود وقاموا بوضع علامات علينا؟ المسيرات السلمية لا تقارن بالإمكانيات العسكرية التي يمتلكها جيش الاحتلال فلماذا استهدفونا؟!، وكذلك لماذا أهملونا؟!”.

ولم يُخف محمد خريج التربية الرياضية منذ عام 2014، دون أن يحظى بفرصة عمل بعد، تخوفه على مستقبله الرياضي، الذي يتطلب منه جسدًا خاليًا من أي مشاكل، خاصة في الأطراف بما فيها القدمين واليدين؛ لذلك يتمنى مساعدته في توفير العلاج والأدوية اللازمة، وإجراء العملية الجراحية.

ويشارك الجريح محمد شقيقه وجدي الذي يجلس بجواره الحديث، عن تخوفه على قدمه المصابة؛ وألا يتمكن من العودة للعمل في محل تصليح غسالات، وهي مهنته التي تعلمها منذ صغره؛ ومنذ أن أصيب لم يعد بمقدوره العمل.

ويوضح وجدي، أنه اجتمع وأشقاءه في المستشفى وتقاسما الوجع والألم، واليوم يكملوا مسيرة العلاج في المنزل؛ مؤكدًا أن الاحتلال استخدم رصاصًا متفجرًا حتى يعيقهم ويوقف حياتهم، كما حدث مع مئات الجرحى الذين يعانون من جراح بليغة ونقص في الأدوية.

ويشدد الأشقاء وجدي ومحمد وعطا الله، على أنهم لم يندموا لذهابهم لمسيرات العودة، فما زالوا رغم الإصابات يتوجهون كل جمعة للمشاركة؛ قائلين “هذا حق، والأرض أرضنا، ونحن لم نرتكب جُرمًا ليتوجه الرصاص القاتل نحونا”.

ويعيش الأشقاء ظروفًا معيشيةً صعبةً جدًا في داخل المنزل، لسوء وضعهم المادي، ويحتاجون للرعاية من الجهات المعنية، حتى يعودوا لممارسة حياتهم الطبيعية.

ومنذ 30 مارس/أذار الماضي، يتظاهر فلسطينيون بشكل يومي قرب حدود غزة للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.

واستشهد 115 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 12 ألفا آخرين، منذ ذلك اليوم، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب حدود قطاع غزة، وفق آخر الإحصائيات.

المصدر : الأناضول