سعود القحطاني “الذي لا يقدح من رأسه”

كشفت وكالة رويترز أن سعود القحطاني أشرف شخصيا على تعذيب ناشطة وهددها بالاغتصاب والقتل

تصدّر اسمه رأس قائمة العقوبات الأمريكية للأشخاص المتورطين في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الشهر الماضي.

إنه سعود القحطاني، الذي تم تسليط الضوء عليه بكثافة بعد مقتل خاشقجي باعتباره أحد أقرب المقربين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وذراعه اليمنى في عدة ملفات.

 في سنوات قصيرة صعد القحطاني سريعا في البلاط الملكي ما قرّبه من خليفة العرش السعودي بقوة وصار الناطق باسم المملكة، وفي مدة قصيرة أيضا لم تتجاوز الشهرين، عرف السقوط المروع.

ألقاب متعددة
  • للقحطاني ألقاب وأسماء كثيرة، إذ أطلق عليه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لقب “دليم”، وفيه تقليل من شأنه، وهو لقب يُطلق في الخليج على الخادم الذي يقوم بالأعمال التي يأنف منها السيد، مثل شتم الآخرين، وتشويه سمعتهم، بينما وصفه خاشقجي ذاته في مقابلة مع مجلة نيوزويك الأمريكية بأنه “بلطجي”.
  • يلقب أيضا بـ”وزير الذباب الإلكتروني” لما عرف عنه من قيادته جيوشا إلكترونية تدافع عن السلطات في السعودية وتقوم بالهجوم على خصومها وتهدد معارضيها في الداخل والخارج.
  • يأتي ذلك مقابل إعلام سعودي، طالما احتفى بالقحطاني وتصريحاته ودوره الوطني، ويذكر اسمه شاعرا بلقب “الضاري”، ويسرد له قصائد لاسيما في مدح ولي العهد.
قالوا عنه
  • تقرير سابق لرويترز: القحطاني أدار عملية قتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول بإصدار الأوامر عبر سكايب، بعد أن طلب من فريق الاغتيال إحضار رأس خاشقجي.
  • مصادر سعودية وعربية ودبلوماسية غربية لرويترز: رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تعرض لإهانات لفظية وللضرب من قبل القحطاني.
  • جمال خاشقجي في مقابلة سابقة مع نيوزويك: القحطاني وتركي آل الشيخ هما مستشارا ابن سلمان الوحيدان، وهما “شديدا البلطجة” ومعارضتهما قد تؤدي إلى السجن.
  • قالت لوموند الفرنسية إن ولي العهد السعودي محاط بنوعين من المستشارين بعضهم يمثل القوة الناعمة التي تسوق أفكاره ورؤيته “الإصلاحية” وآخرين يمثلون القوة الباطشة واصفة ثلاثة منهم بأنهم “أبالسة” وهم سعود القحطاني وتركي آل الشيخ وتركي الدخيل. كما وصفتهم بأنهم “من الملازمين له من عديمي الضمير، والمرتبطين بأجهزة المخابرات، الذين عهد إليهم الأمير بمراقبة الإعلام الداخلي وملاحقة المعارضين” وأن القحطاني كان وراء اعتقال المدافعين عن حقوق الإنسان وكل من يتحركون رغبة في عدم القليل من حرية التفكير.
  • واشنطن بوست في 12 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي: القحطاني تواصل مع خاشقجي ودعاه للعودة الآمنة إلى السعودية من منفاه الاختياري الذي ينتقد منه سياسات ولي العهد، وأخبر خاشقجي أصدقاءه بأنه لا يثق في العرض ولا في المسؤول الذي عرضه عليه.
  • كشفت الناشطة السعودية منال الشريف عن محاولة القحطاني استدراجها إلى السفارة السعودية في أستراليا، كما كشف الناشط عمر عبد العزيز عن محاولة مماثلة لاستدراجه إلى السفارة السعودية في كندا، وذلك ضمن ما يبدو أنه مخطط واسع كانت تنوي السلطات السعودية تنفيذه لتحويل مقراتها الدبلوماسية لمراكز احتجاز واستجواب وربما ترحيل أو قتل.
  • برنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة برينستون لبي بي سي عربي: القحطاني موال بشدة ولو طلب منه أحد الأمراء تنفيذ شيء فسيحرص على التنفيذ.
  • الكاتب السعودي تركي الروقي: القحطاني وزير الإعلام المتخفي وأحياناً يمارس أدواراً أخرى من قبيل مدير الاستخبارات (…) أعلم بأني لست الوحيد الذي تضرر من تصرفاته ولن أكون الأخير، وأعلم بأن المؤيدين كثر، منهم مسؤولون ورجال إعلام وأدب ودعوة ومفكرون ومغردون.
توريط
  • تورط القحطاني في تغريدات سابقة اعتبرت دليلا على سياسات سعودية ظهرت للعلن مؤخرا، مثلما هدد أحد المعارضين السعوديين بالاغتيال قائلا إن القائمة السوداء تم تفعيلها.

https://twitter.com/saudq1978/status/898274081551798272?ref_src=twsrc%5Etfw

  • العديد من المنشورات حملت تأكيدا من القحطاني على أنه مجرد موظف لدى ولي العهد، ومنها تغريدته الشهيرة التي قال فيها ردا على أحد المواطنين وتعتقد أني أقدح من راسي دون توجيه؟ أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين” وهو ما اعتمد عليه كثيرون في إثبات مسؤولية محمد بن سلمان عن قتل خاشقجي، لأنه من المستحيل أن يخطط القحطاني لعملية كهذه من دون أن تكون بتوجيه ومتابعة وإشراف من ولي العهد شخصيا.

https://twitter.com/saudq1978/status/898273541367451648?ref_src=twsrc%5Etfw

صعود سريع
  • تشير التقارير الإعلامية إلى أن القحطاني شغل من قبل منصب مستشار قانوني في مكتب ولي العهد عبد الله بن عبد العزيز عام 2003، وشغل منصب مدير عام مركز الرصد والتحليل الإعلامي في الديوان الملكي عام 2008. كما عمل مديرا لدائرة الإعلام في سكرتارية ولي العهد، ومستشارا في مكتب رئيس الديوان الملكي ونائبه.
  • انضم القحطاني للديوان الملكي عام 2012، وعين في 2015 مستشارًا للديوان الملكي، الذي يسمح له بالقرب الشديد من دوائر الحكم لاسيما ابن سلمان.
  • في 2017، تولى القحطاني أيضًا مهامًا جديدة كرئيس لاتحاد الأمن الإلكتروني والبرمجيات ثم الإشراف العام على اللجنة العليا للاتحادات الرياضية القتالية في 2018.
مراحل السقوط
  • في 20 من أكتوبر/ تشرين الأول أعفى العاهل السعودي الملك سلمان سعود القحطاني من منصبه في الديوان الملكي، ضمن مسؤولين آخرين على خلفية مقتل خاشقجي.
  • قال بيان النيابة العامة السعودية الأخير إن القحطاني ممنوع من السفر ويخضع للتحقيق حاليا، لكن تقارير صحفية أكدت أنه يتمتع بكامل حريته ومازال يمارس سلطاته كما هي من دون تغيير.
  • فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 17 مسؤولا سعوديا أبرزهم القحطاني. وذلك بموجب قانون “غلوبال ماغنيتسكي” الذي يفرض عقوبات على من يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسان ويمارسون الفساد.
  • مر حساب القحطاني بعدة تغييرات منذ مقتل خاشقجي وإعفائه من مناصبه، فقد أزال من خانة التعريف منصبي “مستشار بالديوان الملكي السعودي برتبة وزير” و”مدير مركز الدراسات الإعلامية” وأبقى على منصب “رئيس الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز” قبل أن يحذفه هو الآخر ويكتفي بكلمة “حساب شخصي” ليكون تويتر هو الدليل الأقوى والأكثر حضورا على سقوطه بعدما كان يعبر عن صعوده وسطوته.
المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام + وكالات