دعم أوربي للاتفاق النووي مع إيران

وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل
وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل

أعرب عدة وزراء خارجية بدول الاتحاد الأوربي عن عزمهم الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني الاثنين، وذلك عقب أن شكك الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الدعم الأمريكي للاتفاق.

وقال وزراء خارجية على هامش اجتماع في لوكسمبورغ، بعدما رفض ترمب التصديق على الاتفاق الجمعة الماضية، إن الاتحاد الأوربي لا يرى أي بدائل للاتفاق الحالي.

وقالت منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي فيديريكا موغيريني اليوم “لا أفكر في بدائل”.

وأضافت “لا نتوقع إنهاء الاتفاق، نتوقع الحفاظ على الاتفاق واستمرار تطبيقه من جانب جميع الأطراف، وهذا التزام قوي من جانب الاتحاد الأوربي”.

وقالت موغيريني للصحفيين “إنه اتفاق ناجح. إنه اتفاق نحتاجه من أجل أمننا وأتوقع من الوزراء اليوم رسالة قوية مفادها الوحدة الأوربية في دعمها والتزامها الكامل بتنفيذه من كل الأطراف”.

وعلى الرغم من أن إعلان البيت الأبيض لا يعني أن أمريكا انسحبت من الاتفاق، إلا أنه يتعين على الكونغرس الأمريكي الآن تقرير ما إذا كان سوف يتم إعادة فرض عقوبات بحق إيران، مما سوف يعرض الاتفاق للخطر.   

وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل “نعتقد أنه من الخطأ تدمير الاتفاق”.

وبدوره قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للصحفيين “منع الانتشار (النووي) من العناصر الأساسية المتعلقة بالأمن العالمي والإضرار به سيكون مضرا للغاية”. وأضاف “نأمل ألا يعرض الكونغرس الأمريكي الاتفاق النووي الإيراني للخطر”.

ومع ذلك أشار إلى أنه ما زالت هناك قضايا يجب مناقشتها مع إيران مثل برامجها الخاص بالصواريخ الباليستية وطريقة تعامل طهران مع القضايا الإقليمية.

ويفرض الاتحاد الأوربي بالفعل عقوبات على بعض أفراد الحرس الثوري الإيراني وهو ما أشار إليه ترمب يوم الجمعة وهو يعرض تفاصيل سياسة أكثر تشددا تجاه إيران.

ولدى حلف شمال الأطلسي درع صاروخي نشر حديثا في رومانيا للتصدي لأي صواريخ إيرانية يحتمل إطلاقها لكن حكومات الاتحاد تريد من إيران تفكيك ترسانتها الكبيرة.

وشدد دبلوماسي آخر في بروكسل على أن هذا الاتفاق “الواضح جدا” بين طهران والقوى الكبرى هو “أفضل ما كان من الممكن التوصل إليه”، مشددا على أنه اتفاق ضروري ومهم يتيح تفادي أن تصبح طهران قوة نووية.

وقالت العديد من حكومات الاتحاد الأوربي ومنها هولندا وبريطانيا إن صواريخ إيران الباليستية وتدخلاتها في سوريا واليمن تدعو للقلق؛ لكن الوزراء أكدوا على أن التركيز في الوقت الراهن يجب أن ينصب على إنقاذ الاتفاق النووي.

في المقابل قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي -الأحد- إن واشنطن تتوقع الإبقاء على الاتفاق، في محاولة لتهدئة المخاوف التي أثارها خطاب ترمب.

وفي وقت سابق، أعرب قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا عن القلق من التبعات التي يمكن أن تترتب على الحملة الحادة التي شنها ترمب على الاتفاق الموقع في يوليو/تموز 2015.

في المقابل نقلت وسائل إعلام إيرانية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله إن “مقاومة الأوربيين ستظهر ما إذا كان يمكن للاتفاق النووي أن يستمر من عدمه”، مضيفا أن طهران ستلتزم بالاتفاق طالما التزمت به الأطراف الأوربية المشاركة.

ويعتبر الاتفاق المبرم مع إيران أكبر نجاح دبلوماسي للاتحاد منذ عشرات السنين وأبرم بعد محادثات استمرت 12 عاما ساعد دبلوماسيو الاتحاد في بدئها واستمرارها.

المصدر : وكالات