حفتر والسراج في فرنسا لبحث الأزمة الليبية

بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إجراء محادثات تهدف إلى إحلال السلام في ليبيا، في ضاحية لا سيل سان-كلود قرب العاصمة الفرنسية باريس.  

والتقى ماكرون في قصر لا سيل سان-كلود، فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة .

وذكر دبلوماسيون على هامش اللقاء أنه من المنتظر أن تنتهي المحادثات ببيان مشترك عن السراج والجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر.

وتسيطر الوحدات التابعة لحفتر على مناطق واسعة في شرق ليبيا التي تشهد حربا أهلية منذ الإطاحة بحكم الزعيم الراحل معمر القذافي في 2011.

ورئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا فايز السراج وقائد قوات السلطة الموازية في الشرق خليفة حفتر هما الطرفان الأبرز في أزمة ليبيا الغارقة في الفوضى وفيما يلي نبذة عن كل منهما.

فايز السراج و “وفاق لم يحدث بعد”

دخل فايز السراج المولود في طرابلس في 1960 لعائلة طرابلسية ثرية محافظة، معترك السياسة متأخراً بعد مسار ناجح في القطاع العام ثم في عالم الأعمال.

ولم يكن المهندس المعماري الأنيق ذو الشارب الأبيض معروفا في العاصمة الليبية عند تعيينه رئيسا لحكومة الوفاق الوطني في كانون الأول/ديسمبر 2015.

فرغم مشاركة والده مصطفى السراج في تأسيس الدولة الليبية بعد الاستقلال في العام 1951، لم ينخرط فايز السراج في عالم السياسة قبل حزيران/يونيو 2014 عند انتخابه في مجلس النواب.

لكن انطلاقته السياسية الفعلية بدأت في آذار/مارس 2016 عند دخوله الجريء إلى طرابلس بصفته رئيسا لحكومة الوفاق الوطني الليبية رغم رفض السلطات التي كانت قائمة آنذاك.

ويواجه السراج مصاعب في إرساء سلطته في مجمل أنحاء البلاد ويصطدم تكرارا برفض السلطات الموازية في شرق البلاد ويعد المشير خليفة حفتر أبرز شخصياتها.

 

خليفة حفتر والثورة المضادة

خليفة حفتر الضابط صاحب الشعر الرمادي والشارب الأسود المولود في 1943 يقدم نفسه بصورة “منقذ” ليبيا وحصنها في مواجهة الإرهاب فيما يواجه اتهامات بالسعي لإقامة سلطة عسكرية جديدة في ليبيا.

وأسهم الإعلان مؤخرا عن استعادة “الجيش الوطني الليبي” الذي يقوده السيطرة على بنغازي (شرق) من مسلحين بعد معارك دامية استمرت أكثر من ثلاث سنوات، في تعزيز موقعه خصوصا في منطقة برقة، مسقط رأسه.

يلقى حفتر دعم البرلمان الليبي المعترف به دوليا ومقره في طبرق ويرفض الاعتراف بشرعية حكومة الوفاق، وخرج من الظل أثناء مشاركته في ثورة العام 2011 ضد نظام القذافي.

في 1969 شارك هذا العسكري الذي تدرب في الاتحاد السوفياتي السابق، في الانقلاب الذي قاده القذافي للإطاحة بالملكية.

إبان خدمته في قوات القذافي، ترأس حفتر وحدة خاصة في خضم الحرب الليبية التشادية (1978-1987) قبل أن يقع في الأسر مع مئات العسكريين الآخرين، ليتبرأ منه نظام القذافي وقتها. وتمكن الأميركيون في عملية ما زالت تفاصيلها غامضة حتى الساعة، من نقله إلى الولايات المتحدة حيث منح اللجوء السياسي، فنشط مع المعارضة في الخارج.

بعد عشرين عاما في المنفى، عاد حفتر ليقود القوات البرية للجيش إبان ثورة 17 شباط/فبراير 2011 في بنغازي في شرق البلاد. في العام نفسه بعيد سقوط القذافي أعلنه حوالى 150 عسكريا رئيسا للأركان.

يقود حفتر منذ أيار/مايو 2014 عملية أسماها “الكرامة” بزعم القضاء على ما وصفها بالجماعات الإسلامية المتشددة في بنغازي ومناطق أخرى في الشرق.

في 2016 رقي حفتر إلى رتبة مشير بقرار رئيس برلمان الشرق، وبدأ التقرب من روسيا فيما كان الغربيون يدعمون خصمه فايز السراج.

وينظر كثيرون إلى حفتر كرمز مضاد للربيع العربي حيث تدعمه أطراف إقليمية سعت لإخماد ثورات الربيع العربي وإعادة كثير من البلدان إلى ما كانت عليه قبل 2011.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات