حادث الغردقة قد يجهض آمال إنعاش السياحة المصرية

بعد يوم واحد فقط من تحذير الحكومة الألمانية مواطنيها من السفر إلى مصر، لاحتمالات وقوع “عمليات إرهابية”، قالت الخارجية الألمانية إنها تستهدف أجانب ومصريين.

طعن شخص سائحتين ألمانيتين حتى الموت وأصاب أربع سائحات أجنبيات أخريات أمس الجمعة في منتجع الغردقة الشهير على البحر الأحمر جنوب مصر.

وكانت الخارجية الألمانية قد دعت في تنبيه نشرته على صفحتها أول أمس الخميس، المواطنين الألمان لتوخي الحذر في حال سفرهم إلى مصر، وذكرت أنه “بالإضافة إلى المخاطر الإرهابية هناك أيضا إمكانية تعرض الألمان الموجودين في مصر أو من ينوي قضاء إجازته فيها، “للاختطاف.

كما شدد تحذير الخارجية الألمانية الأمني على ضرورة تجنب أماكن المظاهرات والتجمعات الكبيرة، وبشكل خاص دور العبادة والجامعات ومؤسسات الدولة.

تحسن نسبي

ويأتي الحادث بعد تحسن نسبي في أعداد السائحين الذين زاروا مصر في مارس/آذار الماضي، حيث أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع عدد السياح الوافدين إلى مصر خلال مارس 2017 إلى 654.9 ألف سائح، مقارنة بعدد 440.7 ألف سائح خلال نفس الشهر من العام 2016 بنسبة زيادة بلغت 48.6%.

وذكر الجهاز في النشرة الشهرية لإحصاءات السياحة، أن أوربا الغربية كانت أكثر المناطق إيفادا للسائحين بنسبة بلغت 31.9%، كما كانت ألمانيا أكثر الدول إيفادا بنسبة بلغت 43.9%.

 وهذا هو أول هجوم على سائحين أجانب منذ هجوم مشابه شهدته الغردقة أيضا قبل أكثر من عام، وجاء فيما تواجه مصر صعوبات لإنعاش قطاع السياحة الذي تأثر بتهديدات أمنية وسنوات من الاضطراب السياسي، ويؤدي التراجع فيه إلى التأثير بشكل كبير في التوظيف واحتياطي العملات الأجنبية، نظرا إلى المساهمة الكبيرة التي تقدمها السياحة في هذين المجالين.

كوارث متتالية

وقد تلقت السياحة المصرية ضربات متتالية  بعد تحسن كبير عام 2012- 2013، كان أشدها حادث تحطم الطائرة الروسية، التي تحطمت فوق سيناء نهاية أكتوبر/ تشرين أول 2015 والتي قتل فيها 224 شخصا، ثم جاء حادث اختطاف طائرة مصر للطيران، التي كانت في رحلة داخلية من مطار برج العرب إلى القاهرة وتوجه بها الخاطف إلى قبرص في فبراير/ شباط 2016، ثم وقعت الكارثة الثالثة خلال أقل من عام واحد، بسقوط طائرة مصر للطيران المتجهة من باريس للقاهرة، ومقتل جميع ركابها وطاقمها البالغ عددهم 66 شخصا في مايو/آيار 2016 .

ولم تقف كوارث قطاع السياحة المصري عند حدود الطائرات ففي فبراير/ شباط 2014، جرى تفجير حافلة سياحية في سيناء، ما أسفر عن مقتل سائحَين من كوريا الجنوبية، وفي سبتمبر/ أيلول 2015، لقي ثمانية سياح مكسيكيين مصرعهم عندما أطلق قوة من الجيش المصري النار عن طريق الخطأ على موكبهم السياحي ظنا منه أنه يقل إرهابيين.

وفي يناير 2016 هاجم مسلحان بمسدس وسكين وحزام ناسف فندقا في الغردقة وأصابوا اثنين من السائحين الأجانب.

أهمية مضاعفة

وتمثل السياحة قوة دافعة للتنمية الاقتصادية في مصر، حيث شكل القطاع حوالي 43.9% من إجمالي صادرات الخدمات في عام 2012/2013، كما أنه يوفر 20% تقريبا من النقد الأجنبي، إذ يحتل المركز الثاني بعد تحويلات المصريين العاملين بالخارج، كما يسهم في زيادة الحصيلة من النقد الأجنبي من خلال الاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة، ويسهم بحوالي  7% من الناتج المحلي الإجمالي. كما يسهم القطاع في توفير فرص العمل حيث يعمل بالسياحة 13% تقريبا من إجمالي العمالة في مصر، فواحد من أصل 8 عمال في مصر يعمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة في القطاع السياحي، وبما أن نسبة البطالة في مصر تتراوح عند حدود 13 % في العامين الأخيرين، فمن شأن خسارة الوظائف المرتبطة بالقطاع السياحي أن تسدد ضربة قوية للجهود الحكومية في مجال مكافحة البطالة.

وكانت مصر تأمل في أن تؤدي استثمارات في تعزيز أمن المطارات، وتعويم العملة المحلية إلى جذب سائحين لزيارة شواطئها ومناطقها الأثرية لتعود السياحة لمعدلات ما قبل ثورة يناير 201، غير أن خبراء يرون أن حادث الغردقة الأخير قد يجهض آمال الحكومة المصرية في انتعاش سياحي قريب.

ووقع هجوم الغردقة أمس الجمعة بعد ساعات من مقتل خمسة رجال شرطة في هجوم بالرصاص في محافظة الجيزة على مقربة من مواقع أثرية وسياحية، شنه مسلحون يستقلون دراجة نارية نصبوا كمينا لسيارة شرطة.

المصدر : الجزيرة مباشر