جهود السلام باليمن تصطدم باندلاع اشتباكات عنيفة في الحديدة

مركبة عسكرية في أحد شوارع الحديدة-18 نوفمبر

اصطدمت الجهود الأممّية الرامية لعقد مفاوضات سلام في اليمن بانتكاسة ميدانية تمثّلت باشتباكات عنيفة اندلعت (الثلاثاء)، في مدينة الحديدة بعد نحو أسبوع من توقّف القتال فيها.

يأتي ذلك في تصعيد يتناقض وأجواء الأمل التي أشاعها في اليوم نفسه إعلان المتحاربين تأييدهم إعادة إطلاق العملية السياسية في البلد الغارق في الحرب منذ أكثر من أربع سنوات.

التفاصيل:
  • أفاد مسؤولون في القوات الموالية للحكومة لوكالة (فرانس برس) أنّ اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة الحديدة (الثلاثاء) بالتزامن مع غارات شنّتها طائرات التحالف السعودي الإماراتي على مواقع في المدينة الساحلية الاستراتيجية.
  • هذه أول اشتباكات عنيفة في المدينة التي تضمّ ميناء حيوياً يشكّل شريان حياة لملايين السكان بعد نحو أسبوع من الهدوء على جبهات القتال بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين.
  • بحسب المسؤولين في القوات الحكومية، فإنّ الاشتباكات في الأطراف الشرقية للمدينة المطلّة على البحر الاحمر تُستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وإنّ الحوثيين يقصفون مواقع القوات الموالية للحكومة بقذائف الهاون.
  • طائرات التحالف شنّت 12 غارة على الأقل استهدفت مواقع الحوثيين في المدينة الساحلية، فيما قال سكان في المدينة إنهم سمعوا دويّ انفجارات عنيفة، مؤكّدين أنّ بعض الغارات أصابت أهدافا في شرق المدينة وفي قسمها الغربي قرب شارع الميناء.
  • المعارك في مدينة الحديدة غرب اليمن، اشتدت في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني، قبل أن تتوقف وسط ضغوط ودعوات دولية لوقف إطلاق النار.
  • رغم توقّف المعارك، لم يؤكّد التحالف رسمياً وجود هدنة، وقال المتحدّث باسمه العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحفي، أمس إنّ العمليات العسكرية مستمرّة في الحديدة، وإنّ التحالف يضرب خطوط إمداد المتمردين.
غريفيث إلى صنعاء لتحريك السلام:    
مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث
  • يأتي تجدّد المعارك في وقت يستعد فيه مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث لزيارة صنعاء الأربعاء لبحث فرص عقد محادثات سلام في السويد قبل نهاية العام.
  • قبل هذه الانتكاسة الميدانية تلقّت الجهود الأممية الهادفة لعقد مفاوضات سلام زخماً من أطراف النزاع الذين أبدوا تأييدهم لإعادة إطلاق العملية السياسية، إذ أعلنت الحكومة اليمنية بشكل رسمي مشاركتها في محادثات السلام المقترحة.
  • في صنعاء، طالب محمد علي الحوثي القيادي البارز في صفوف الحوثيين الإثنين بوقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على “دول العدوان لإسقاط أيّ مبرّر لاستمرارهم في العدوان أو الحصار”.
  • منذ تدخّل التحالف السعودي الإماراتي في النزاع اليمني في مارس/آذار2015. يطلق الحوثيون صواريخ بالستية على المملكة ويعلنون عن شنّ هجمات بطائرات من دون طيار ضدّ أهداف فيها.
  • دعوة القيادي البارز، قد تعكس رغبة لدى الحوثيين لتهدئة الأوضاع في أفقر دول شبه الجزيرة العربية قبيل زيارة مبعوث الأمم المتحدة غريفيث إلى صنعاء (غدا الأربعاء) رغم أنّ قرار السلم والحرب يبقى في يد زعيم التمرّد عبد الملك الحوثي.
  • يسعى غريفيث إلى عقد محادثات السلام الجديدة في السويد خلال الأسابيع المقبلة، قبل نهاية العام، بدعم من دول كبرى في مقدّمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
بريطانيا ترمي بثقلها في المسألة اليمنية:
وزيرا الخارجية البريطاني جيريمي هانت والإيراني جواد ظريف-19 نوفمبر
  • في نيويورك، وزّعت بريطانيا على أعضاء مجلس الأمن الدولي، أمس مشروع قرار حول اليمن يطالب بإرساء هدنة فورية في مدينة الحُديدة ويُمهل المتحاربين أسبوعين لإزالة كافة الحواجز التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية.
  • مشروع القرار البريطاني، يدعو أيضاً إلى تزويد الاقتصاد اليمني بكميّات كبيرة من العملات الصعبة عبر المصرف المركزي لدعم العملة اليمنية المتداعية ودفع الرواتب المتأخرة للموظفين الحكوميين والمدرسين وموظفي وزارة الصحة في غضون شهر.
  • لم يتم بعد تحديد موعد للتصويت على المشروع، لكنّ الكويت، أعلنت أنّ لديها تحفّظات بشأن مشروع القرار، كما قلّلت من توقّعاتها بإحالته إلى التصويت، وهو أمر يمكن أنّ يحصل في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
  • السفير الكويتي منصور العتيبي، قال إنّ هناك “أشياء كثيرة” يريد أن يثيرها عندما تبدأ المفاوضات الثلاثاء، خصوصاً عدم انسحاب الحوثيين من صنعاء بموجب قرار أممي سابق.
  • وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، أجرى محادثات في طهران، أمس تناولت الحرب اليمنية، وقال للصحفيين:”نحن حريصون بشدة، على المضي قدماً نحو السلام في اليمن، هذا أولوية لنا”.
المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع فرنسية