جمال خاشقجي يحذّر من بدء “الشّتات” السعودي

الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي

قال الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي إن حملة القمع التي تشنها سلطات بلاده حاليا ضد علماء ودعاة بارزين وحقوقيين قد تدفع كثيرين إلى الخروج من البلاد وبدء ما سماه “الشتات السعودي”.

وأضاف خاشقجي في مقال بصحيفة واشنطن بوست” الأمريكية” (الإثنين) أنه رغم وعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مع صعوده للسلطة، بإجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية، وحديثه عن جعل المملكة أكثر انفتاحا واعتدالا، فإن السعودية تشهد الآن حملة تخويف وترهيب واعتقالات وتشهير بالعلماء والمفكرين والقيادات الدينية التي تجرؤ على التعبير عن آرائها.

واعتقلت السلطات السعودية نحو 30 من العلماء والدعاة والمفكرين والأكاديميين هذا الشهر فيما وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بأنها “حملة منسقة على المعارضة”.      

كما قالت منظمة العفو الدولية إن السعودية ألقت القبض على ناشطين اثنين من المدافعين عن حقوق الإنسان، فيما وصفته بأنه مسعى من جانب حكام المملكة لسحق الحركة الحقوقية في البلاد.

وأضاف خاشقجي في المقال الذي نشر بعنوان “لم تكن السعودية قمعية لهذه الدرجة. لكنها الآن لا تُحتمل”: “إنني أشعر بالعذاب عندما أتحدث إلى أصدقاء سعوديين في إسطنبول ولندن يعيشون في منفى اختياري. هناك على الأقل سبعة منا. فهل سنكون أساسا للشتات السعودي؟”

وتابع قائلا: “إننا نقضي عددا لا ينتهي من الساعات على الهاتف في محاولة لفهم هذه الموجة من الاعتقالات التي شملت صديقي رجل الأعمال والناشط على تويتر عصام الزامل، والذي كان قد عاد لتوّه يوم الثلاثاء إلى الوطن من الولايات المتحدة، حيث كان هناك ضمن وفد سعودي رسمي”.

وتساءل خاشقجي عن سبب “سيادة هذا المناخ من التخويف والترهيب في حين يتعهد الزعيم الشاب صاحب الكاريزما بإصلاحات طال انتظارها لتحفيز النمو وتنويع الاقتصاد؟”

وتابع قائلا إنه بغض النظر عن المستهدف من هذه الحملة “فهذا ليس ما تحتاجه السعودية الآن”.

وأشار إلى أن الحكومة السعودية منعته من الكتابة على حسابه على تويتر عندما حذر من اندفاع بلاده نحو الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، وقال: “قضيت 6 أشهر صامتا أفكر في حالة بلدي والاختيارات القاسية أمامي”.

وختم خاشقجي مقاله بقوله: “لقد اتخذت قرارا مختلفا الآن. لقد تركت وطني وأسرتي ووظيفتي، وأنا الآن أرفع صوتي؛ لأنني إذا فعلت غير ذلك فإنني أخون هؤلاء الذين يعانون في السجن؛ فأنا أستطيع الحديث بينما لا يستطيع كثيرون ذلك. أريدكم أن تعلموا أن السعودية لم تكن دائما كما هي الآن. نحن السعوديين نستحق الأفضل”.

وقال خاشقجي على حسابه على تويتر: “لم استمتع بكتابة هذا المقال بالواشنطن بوست ، ولكن الصمت لن يخدم وطني ولا من اعتقل”.

المصدر : الجزيرة مباشر