توتر بتونس بعد تفريق متظاهرين

استخدمت الشرطة التونسية مساء السبت القوة لليوم الثاني على التوالي لتفريق متظاهرين حاولوا الاعتصام في ساحة القصبة حيث مقر الحكومة احتجاجا على سياساتها, وهو ما أثار توترا تطور في بعض المناطق إلى أعمال عنف.

وتصدت وحدات من الشرطة لمسيرة حاول المشاركون فيها الوصول إلى القصبة عبر شوارع قريبة بعدما كان بعضهم تجمع أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل.

وعند انطلاق المسيرة التي فرقتها الشرطة بحجة أنها غير مرخصة, رفع شبان لافتات وشعارات تندد بالحكومة المؤقتة برئاسة الباجي قائد السبسي, وبالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة.

ولاحق أفراد الشرطة المشاركين في المسيرة, واعتقلوا عددا منهم وضربوهم قبل أن يخلوا سبيل معظمهم, بينما سُلم آخرون إلى الجيش كي يتم تجنيدهم.

وكانت قوات الأمن التونسية قد فرقت أول أمس مئات المعتصمين في ساحة القصبة, واعتقلت حوالي 200 منهم, وسيحال ما لا يقل عن 25 منهم إلى القضاء بتهم منها خرق قانون الطوارئ.

وأثار تفريق المتظاهرين انتقادات من أحزاب ومنظمات تونسية, بينما قررت نقابة الصحفيين مقاضاة وزير الداخلية الحبيب الصيد بعد اعتداء أفراد من الشرطة على صحفيين أثناء تغطيتهم اعتصام القصبة 3.

وأثار سلوك قوات الأمن التي استخدمت العنف ضد المتظاهرين, بما في ذلك قنابل الغاز, احتجاجات في بعض المدن تخللتها أعمال عنف.

وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الليلة الماضية صورا لمظاهرات شارك فيها الآلاف في مدن صفاقس, والقيروان, ومدنيين وقبلي, وسيدي بوزيد, وباجة وبنزرت.

وقالوا إن اشتباكات وقعت في بعض الأحياء الشعبية في العاصمة التونسية.

ووفقا للمصادر ذاتها, فإن متظاهرين أحرقوا مركزا للشرطة في مدينة منزل بورقيبة التابعة لولاية بنزرت شمالي البلاد. وتحدث ناشطون عن بدء اعتصامات في بعض المدن للتنديد بسلوك الشرطة, وبسياسات الحكومة المؤقتة.

ووسط هذه التحركات الاحتجاجية, اعتذرت نقابة قوات التدخل (مكافحة الشغب) أمس عن الاعتداءات التي استهدفت صحفيين ومعتصمين في القصبة, واعتبرت أنها نتيجة أعمال فردية.

في الأثناء, حذر زهير مخلوف عضو الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة من تصاعد الاحتقان بسبب سلوك قوات الأمن التونسية. وقال مخلوف للجزيرة إنه لا بد أن يكون هناك حوار سياسي مع الأطراف التي تدعو إلى تغيير سلوك السلطة.