تقرير: مقاهي كرة القدم بمصر.. بديل للمدرجات و”مهدئة” الجماهير

صورة أرشيفية

تحولت مقاهي،القاهرة، خلال السنوات الأخيرة، من منصة انطلاق جماهيرية لثورة 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلى مدرجات مصغرة لمباريات كرة القدم.

والهروب من الواقع الاقتصادي المؤلم ومتابعة مباريات كرة القدم أمام شاشات المقاهي بعيدًا عن المدرجات التي باتت مفخخة بقوانين تدفع إلى السجن، يعدان سببان رئيسيان يذهبان بمصريين إلى المقاهي، بحسب مواطنين تحدث إليهم مراسل (الأناضول).

وتواجه روابط مشجعي كرة القدم في مصر اتهامات، ينفونها دائمًا، بإثارة الفوضى بسبب مواقفها المعارضة للحكومات المتعاقبة منذ الثورة، ما دفع العديد من أعضائها إلى استبدال المدرجات بالمقاهي، وفق مراقبين.

والأمور في المقاهي لم تعد على ما يرام، كما كانت في السابق بحسب أحد العاملين والذي أشار إلى أن الناس باتوا أكثر فقرًا ويتجنبون المشروبات غالية الثمن، بسبب غلاء الأسعار الذي جعل الغالبية تعاني، وهو ما يترجمه تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي) صادر في أكتوبر/ تشرين أول 2016 بإدراج 27.8% من إجمالي عدد السكان الذي تخطى المائة مليون مواطن، تحت خط الفقر.

وفي فبراير/ شباط 2012 قررت مصر، منع الجماهير من دخول المدرجات، عقب وقوع اشتباكات عنيفة بين مشجعي ناديي الأهلي والمصري، في ستاد بورسعيد (شمال شرق) أدت لمقتل 72 مشجعًا.

وحاليًا يسمح الأمن المصري بحضور أعداد محدودة من الجماهير تفاديًا لتكرار ما وقع في 8 فبراير/ شباط 2015 حين سقط 22 مشجعًا نتيجة التدافع والاختناق بالغاز الذي أطلقته الشرطة على مشجعي نادي الزمالك المصري، باستاد الدفاع الجوي (شرقي القاهرة)، قبل دقائق من مواجهة كروية مع نادي إنبي في الدوري المحلي لكرة القدم.

وتقول الأكاديمية هالة منصور، إن بعض الحكومات تلجأ لإلهاء مواطنيها بصناعة هالة حول بعض المباريات لتفريغ شحنات الغضب، لذا تجد إحدى الدوريات الرياضية تحظى بحفاوة الجهات التنفيذية والإعلام وبعضها يمر دون الانتباه له.

ويؤيدها “علي الرجال” الباحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس (حكومية) ويقول إن كرة القدم أحد المسارات التي يتخلص بها الناس من غضبهم، إلا أن ذلك ليس سمة المصريين وحدهم بل كل الشعوب كذلك.

ويوضح أن المصريين كانوا يتابعون مباريات الكرة في أوقات معاناة شبيهة بالوضع الحالي  قبل الثورة وحصلت الفرق المصرية على كثير من البطولات، إلا أن ذلك لم يمنع المصريين من الثورة في يناير /كانون الثاني 2011.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، وقَّع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على قانون جديد للرياضة يشدد العقوبات على شغب الملاعب، يتضمن عقوبات بالحبس تصل إلى عامين، وغرامات تصل لـ20 ألف جنيه (نحو 1100 دولار أمريكي تقريبًا) على من يقوم بأفعال من بينها السب أو القذف، أو استخدم العنف أثناء ممارسة النشاط الرياضي، أو أنشأ أو نظَّم روابط رياضة مخالفة للقانون.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر