تقرير: السعودية اعتقلت 20 سعوديا من أراضي الإمارات خلال “حملة على الفساد”

فندق ريتز كارلتون الرياض كان مقر احتجاز مسؤولين وأمراء ورجال أعمال سعوديين طوال نحو 3 أشهر

قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن السلطات السعودية اعتقلت 20 من السعوديين المقيمين بالإمارات من داخل أراضي الأخيرة، خلال حملة المملكة التي قالت إنها تستهدف “محاربة الفساد”.

وكانت السعودية قد اعتقلت في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عشرات من الأمراء ورجال الأعمال البارزين بالمملكة في حملة قالت إنها تستهدف “مكافحة الفساد”.

وضمت قائمة المعتقلين 11 أميرا وأربع وزراء على رأس عملهم آنذاك وعشرات من المسؤولين السابقين ورجال الأعمال البارزين، واحتجزت السلطات المعتقلين في فندق “ريتز كارلتون” الفخم في العاصمة الرياض.

ونقلت الصحيفة البريطانية ذائعة الصيت عن أحد أقارب المعتقلين أن 20 سعوديا يعيشون في الإمارات ألقي القبض عليهم هناك وجرى نقلهم إلى السعودية على متن طائرات خاصة.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن المصادر التي تحدثت إليها نفت أن يكون المعتقلين في فندق ريتز كارلتون قد تعرضوا لاعتداءات بدنية.

ونقلت عن شخص مقرب من العائلة الملكية قوله إن المحققين كانوا يتحدثون بصورة ودية مع المعتقلين في الصباح إلا أنهم في المساء كانوا يعمدون إلى كثرة طرح الأسئلة المثيرة للجدل.

وأضاف أنه أحيانا كان يتم إيقاظ المشتبه بهم في منتصف الليل ويصرخون فيها بالمطالب.

وذكر التقرير أنه بعد أيام من الاعتقال، قدمت السلطات للبنوك ولمديري الأصول قائمة بالحسابات التي يجب تجميدها، بينها حسابات أقارب للمعتقلين.

وقال أحد المصرفيين للصحيفة إن ” هذا الأمر سبب اضطرابا بصورة خاصة لبعض الوقت”، مضيفا أنه جرى إخباره أن أقارب المشتبه بهم يمكنهم سحب 100 ألف ريال سعودي (26660 دولار) أسبوعيا من أجل نفقات المعيشة.

وذكرت الصحيفة أن مصرفيون في سويسرا قالوا إن وفودا سعودية طلبت الوصول إلى حسابات مصرفية، وهو أمر قوبل بالرفض والطلب بضرورة تقديم أدلة إلى القضاء السويسري. ونقلت الصحيفة عن محمد الجدعان، وزير المالية السعودي، قوله إنه تم استعادة ملايين الدولارات.

وأشار التقرير أنه جرى إزالة الأشياء الثقيلة والحادة من كافة غرف الفندق قبل نقل المعتقلين إليه، بما في ذلك الزجاج من الحمامات، خوفا من إقدام أحدهم على الانتحار.

وأضاف التقرير أنه تم الإبقاء على جميع أبواب الغرف والأجنحة مفتوحة ويحرسها عناصر من الاستخبارات، ما يمنع أي خصوصية لأي معتقل.

وتابع أن المعتقلين منعوا من التواصل فيما بينهم إلا أنه سمح لهم بالاتصال بأسرهم عبر الهاتف.

وقالت الصحيفة البريطانية أن تأثير الاعتقال جاء مختلفا على المحتجزين، فبعضهم خرجوا “رجالا منكسرين”، لا يتحدثون مع أحد تقريبا، بينما هناك آخرون تبادلوا المزاح مع أقاربهم والمهنئين لهم بالقول إن الحمية الإجبارية التي اتبعوها في “ريتز كارلتون” أكسبتهم أجساما صحية.

المصدر : الجزيرة مباشر