تحليل: تهديد أنقرة لأكراد سوريا يضع واشنطن في مأزق

هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن هجوم جديد لطرد الأكراد من مناطق شمال شرق سوريا المحاذية لبلاده، حيث للقوات الأمريكية تواجد بارز ما يضع واشنطن في مأزق حقيقي.

القصة

المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين خرج ليؤكد الأربعاء أن تركيا لن تخفف موقفها من وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا لتحقيق تطلعات الولايات المتحدة، على الرغم من أن مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا جيمس جيفري قال إن واشنطن لا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية “إرهابية”.

جاء ذلك بعدما عرضت واشنطن مكافآت للإدلاء بمعلومات عن قادة كبار لمسلحي حزب العمال الكردستاني.

الولايات المتحدة عرضت الثلاثاء مكافآت للإدلاء بمعلومات تؤدي لاعتقال ثلاثة من قيادات الحزب الذي يشن تمردا ضد الدولة التركية منذ عقود.

كالين قال إن بلاده تعتبر خطوة واشنطن إيجابية ولكن متأخرة.

وكالة فرانس برس رصدت في تحليل لها العلاقة الشائكة بين أنقرة وواشنطن في ظل تهديدات تركية بشن هجوم جديد.

تزامنت تهديدات أنقرة مع استهداف القصف التركي خلال الأيام الأخيرة مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، التي تقاتل مسلحين إلى جانب واشنطن.

وسارعت الولايات المتحدة الأمريكية، شريكة تركيا في الحلف الاطلسي، إلى احتواء التوتر، في إطار سعيها للحفاظ على المقاتلين الأكراد، الذين يشكلون شريكاً رئيسياً لها في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

ما مدى جديّة هذه التهديدات؟
  • القوات التركية شنت منذ عام 2016، هجومين عسكريين ضد القوات الكردية في سوريا، استهدف آخرها منطقة عفرين في شمال محافظة حلب، وتمكنت من السيطرة عليها مع فصائل سورية موالية لها في مارس/آذار.    
  • أردوغان كرر منذ ذلك الحين، تهديده بالتقدم شرقاً داخل مناطق سيطرة الأكراد.
  • لكن محللين يقولون إنّ توقيت تهديداته الأخيرة يجعلها تبدو أكثر جدية الآن حيث قصف جيشه مواقع عسكرية كردية في مناطق كوباني وتل أبيض وخاصة أن الظروف مواتية لأنقرة الآن على الساحة الدولية.    
  • على صعيد الملف السوري، أبرمت تركيا اتفاقية مع روسيا في سبتمبر/أيلول جنبت هجومًا كانت القوات السورية تعد له على إدلب (شمال غرب)، آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة في البلاد.
  • على الصعيد الدولي، انخرطت أنقرة في مواجهة دبلوماسية ضد السعودية، التي تعد مركز ثقل إقليمي، تسعى من خلالها إلى البروز من خلال التحقيق في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول.    
  • علاقات أنقرة وواشنطن تحسنت بعد فترة من الفتور، بعد الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.    
  • أردوغان يسعى من خلال قصف المناطق الكردية في الشمال إلى اختبار مستوى تقبل الولايات المتحدة لهجوم محتمل.
هل تشعر واشنطن “بالحرج”؟
  • تركيا تصنف وحدات حماية الشعب الكردية على أنها جماعة “إرهابية”، بينما تعتبرها واشنطن حليفاً استراتيجياً في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.    
  • تصاعد اللهجة يسبب إحراجاً للولايات المتحدة، خاصة وأن قوات سوريا الديموقراطية تسعى لإنهاء هجومها على آخر جيوب التنظيم في شرق سوريا، لكنها علقت عملياتها بعد القصف التركي.
  • الباحث في مركز “سنتشوري فاونديشن” آرون لوند: الولايات المتحدة تشعر بالحرج فهي تريد إنهاء الهجوم على التنظيم.    
  • لوند: اعتماد الأمريكيين على القوات الكردية في القتال ضد مسلحي تنظيم الدولة يعطي هذه القوات تأثيرا كبيرا على القوة العظمى الأمريكية.    
  • بعد أيام قليلة من إعلان قوات سوريا الديموقراطية تعليق عملياتها العسكرية، سير الجنود الأمريكيون دوريات للمرة الأولى في المناطق الحدودية الكردية التي قصفها الجيش التركي.    
  • كما سيرت القوات الأمريكية والتركية أيضا دوريات مشتركة قرب مدينة منبج الشمالية في إطار “خارطة طريق” وضعها الحليفان لنزع فتيل التوتر.
هل قٌيدت محاربة التنظيم؟
  • الباحث في الشؤون السورية فابريس بالانش: إذا تنازلت الولايات المتحدة لتركيا، فلن يعد بإمكانها الاعتماد على الأكراد.    
  • الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفير أوغلو: تعليق القتال رسالة واضحة من قوات سوريا الديموقراطية إلى التحالف الدولي.    
  • جيفير أوغلو: يقولون لهم نحن نقاتل معا، ونحن شركاء، وعندما نواجه تهديدات عليكم صدها.    
  • جيفر أوغلو: العديد من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية المرابطين على جبهة دير الزور ينحدرون من بلدات يسيطر عليها الأكراد على الحدود التركية.    
  • قوات سوريا الديموقراطية، بعد أن تمكنت من التقدم في مناطق عدة، تعرضت لنكسة في نهاية الشهر الماضي بسبب الهجمات التي قام بها مسلحو تنظيم الدولة وسوء الأحوال الجويّة.    
  • الباحث في المعهد الأطلسي أرون شتاين اعتبر أن التنظيم سيخسر في نهاية المطاف وإن منحته التوترات مهلة.
  • شتاين: التنظيم هٌزم عسكريا ولو استمر بالمقاومة، والولايات المتحدة ستنهي المهمة في نهاية الأمر.
المصدر : الجزيرة مباشر