بيزنس انسايدر: السعودية لديها أفضل الأسلحة لكنها لا تمثل تهديدا لإيران

جنود من القوات الخاصة السعودية - أرشيفية

قال تقرير لموقع “بيزنس انسايدر” الإخباري الأمريكي إن المملكة العربية السعودية لديها أفضل الأسلحة والمعدات العسكرية التي يمكن شراؤها، لكنها مازالت لا تمثل تهديدا لإيران.

وقال الموقع إن السعودية سعت خلال السنوات الأخيرة إلى مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وكان من أبرز ملامح هذا التوجه تدخلها العسكري في اليمن، وتدخلها في الشأن اللبناني وهو ما ظهر في أزمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، والأزمة الدبلوماسية مع قطر.

وأضاف تقرير الموقع أن “خبراء يقولون إن طموحات السعودية محدودة بسبب جيشها، الذي يعتبر قوة غير فعالة رغم أن المملكة تعد واحدة من أكثر دول العالم إنفاقا على الدفاع”.

ونقل التقرير عن مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية في منطقة الخليج العربي: “الحقيقة هي أن إيران أفضل في هذه الأمور. لا يوجد أحد في هيئة الأركان الإيرانية العامة يخشى من السعودية على الأرض”.

واعتبر التقرير أن إخفاق السعودية في تحقيق نصر حاسم في مواجهة الحوثيين في اليمن “يكشف مواطن الضعف لديها في مواجهة خصم مثل إيران”.

وقال نايتس معلقا: “ما نتحدث عنه هو كيف أنهما تحشدان جهودهما في حرب بالوكالة. هذا ما يفعلونه في المنطقة هذه الأيام”.

واعتبر التقرير أن هذه الحرب بالوكالة تعد واحدة من الأمثلة على تنامي نفوذ إيران في مواجهة السعودية، فحزب الله أفضل تسليحا وتنظيما من الجيش اللبناني، بينما أثبت الحوثيون في اليمن أنهم مازالوا قادرين على شن هجمات قوية ضد السعودية، كان من بينها إطلاق صاروخ استهدف العاصمة السعودية الرياض.

وقال التقرير إن الجيش السعودي يواجه مشكلتين رئيسيتين: أولاهما، أنه كبير للغاية، ما يجعله عرضة لمشكلات تتعلق بتنظيمه وكفاءته، وثانيا أن ترسانته مصممة للحروب التقليدية الكبرى، وليس للحروب بالوكالة، كما هو الحال في حروب القرن الحادي والعشرين.

وأضاف التقرير: “فيما يتعلق بعدم كفاءة الجيش السعودي فإنه من الصعب لوم المعدات والأسلحة التي تملكها المملكة، فقد كانت السعودية العام الماضي رابع أكبر منفق على منتجات الدفاع في العالم، بعد روسيا، التي حلت في المركز الثالث”.

وفي عام 2014 مثلا كانت السعودية أكبر مستورد للأسلحة في العالم، وفقا لشركة “آي إتش إس جينز” البريطانية المتخصصة في شؤون الدفاع.

كما تظهر بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن السعودية كانت ثاني أكبر مستورد للأسلحة عامي 2015 و2016، كما سجلت صادرات السلاح للمملكة زيادة بنسبة 200% منذ عام 2012، بحسب المعهد.

ورغم هذا الإنفاق الهائل على الدفاع فإن السعودية لم تحقق حتى الآن انتصارا في اليمن، رغم مرور نحو سنوات على بدء الحرب، فالمملكة لم تقم بنشر قوات برية في اليمن، وهو أمر مطلوب لحسم الحرب على الأرض.

وقدّر نايتس أن السعودية ستحتاج إلى نشر ما بين 10 آلاف و20 ألف جندي للحصول على النتيجة المرجوة في اليمن، وهو ما لم يفعله الجيش السعودي، لأن قيادته تعرف أنهم “يعانون من نقاط ضعف كبيرة”، على حد قوله.

ومن أبرز نقاط الضعف هذه “نقص المعدات اللوجستية” و”نقص الخبرة” لتنفيذ حملة كهذه.

ويرى نايتس أن السعودية بحاجة إلى تخفيض حجم جيشها والتركيز على الجودة فيما يتعلق بالتدريب والتجنيد، وإعداد وحدات تكون قادرة على القتال، وكذلك تدريب حلفائها المحليين.

ويأتي تقرير “بيزنس انسايدر” بعد أيام من نشر موقع صحيفة “الرياض” السعودية الرسمية فيلما دعائيا على شكل “ألعاب فيديو” بلغات عدة بينها “العبرية” يحاكي احتلال السعودية لإيران، والذي يُظهر تدمير السعودية للقواعد العسكرية الإيرانية إضافة إلى مفاعل بوشهر النووي.

كما يظهر في الفيديو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مشرفا على العملية العسكرية التي تنتهي باحتلال العاصمة الإيرانية طهران.

المصدر : الجزيرة مباشر