باحث بكارنيغي: عاقبوا القتلة الآخرين في الخليج

محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي

نشر مركز كارنيغي للأبحاث مقالا لريتشارد سوكولسكي، الباحث في برنامج روسيا وأوراسيا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، بعنوان “القتلة الآخرون في الخليج”.

ويسلط الكاتب في مقاله الضوء على سياسات دولة الإمارات الإقليمية، التي يرى أنها نجحت في تجنب تلقي اللوم من جانب الولايات المتحدة عن السياسات الإقليمية الكارثية التي تورطت فيها مع السعودية، خاصة بعد مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول. مضيفا أنه إذا كان البيت الأبيض يرفض التدخل فإن الكونغرس يجب أن يتحرك ويستخدم سلطاته الدستورية لمحاسبة الإمارات على مشاركتها في تقويض سياسة الولايات المتحدة بالمنطقة.

اليمن
  • طوال فترة الحرب الأهلية في اليمن التي دامت ثلاثة أعوام ونصف العام، كان الإماراتيون متوحشين ومتهورين مثل السعوديين.
  • في الوقت الذي تقوم فيه الطائرات السعودية بذبح مدنيين أبرياء في قاعات الأفراح، والجنازات، والمنازل، والأسواق، والمدارس، والموانئ، ساهمت الإمارات على الأرض في حدوث الكارثة الإنسانية.
  • كان الهجوم العسكري الذي تقوده الإمارات في مدينة الحديدة وحولها بمثابة كارثة: فقد نزح أكثر من 400 ألف يمني منذ يونيو/ حزيران، وأدى القتال إلى تفاقم أزمة الغذاء والمجاعة في البلاد.
  • أبلغت منظمات حقوق الإنسان عن مرافق احتجاز سرية تديرها الإمارات حيث تشهد وقائع وقع التعذيب والضرب والصدمات الكهربائية وعمليات القتل.
  • دفعت العائلة المالكة في الإمارات أموالا إلى جنود القوات الخاصة الأمريكية المتقاعدين لتعقب واغتيال شخصيات سياسية يمنية تعتقد أنها متحالفة مع جماعة الإخوان المسلمين.
  • في عدن، مولت الإمارات مليشيات ودفعتها إلى إثارة العنف والبطش بالوكالة.
  • اليمنيون الذين رأوا في البداية التدخل الإماراتي كعمل بطولي للدفاع عن سيادة بلادهم من ميليشيا لا تعرف الرحمة تدعمها إيران (جماعة الحوثي)، يعتبرونه الآن بمثابة احتلال، إن لم يكن استعمارا.
حصار قطر
  • الإمارات جزء من تحالف، يشمل السعودية مع البحرين ومصر، فرض حصارًا على قطر في 2017.
  • كانت هذه الدول تحاول، من بين أمور أخرى، إنهاء “الإرهاب” الذي تتهم قطر بتمويله، وأن تقطع الأخيرة علاقتها مع إيران، بالإضافة إلى إجبارها على التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإجبارها على اتباع سياسة خارجية أقل استقلالية.
  • اتخذت الإمارات موقفاً أكثر تشدداً ضد القطريين، لأنها أكثر تعصباً من الرياض بشأن استئصال أي أثر لنفوذ الإخوان المسلمين في قطر والمنطقة بصورة أوسع.
  • كانت المقاطعة، التي قسمت شركاء الولايات المتحدة في مجلس التعاون الخليجي، كارثية لكل من الإمارات والسعودية، مما وفر فرصاً لإيران وتركيا لتوسيع نفوذهما في الدوحة. كما أنها لم تنجح بشكل جيد بالنسبة لواشنطن التي كانت تأمل في تشكيل جبهة خليجية موحدة لاحتواء النفوذ الإيراني.
ليبيا
  • سياسة الإمارات ليست جيدة في ليبيا، مما يقوض سياسة الولايات المتحدة وحكومة الوفاق الوطني التي أقرتها الأمم المتحدة.
  • قدمت الإمارات دعما عسكريا مكثفا لخليفة حفتر ولقواته، في انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. فوفقاً لفريق خبراء الأمم المتحدة المعني بليبيا، قد تكون الإمارات زودت جيش حفتر بمروحيات هجومية وناقلات جند مدرعة وعربات عسكرية أخرى. وتفيد التقارير أن الطائرات المقاتلة الإماراتية تقدم الدعم الجوي لقوات حفتر.
  • خلال هذا الصيف، ناقش المسؤولون الإماراتيون مخططا لتصدير النفط الخام الليبي بمعزل عن شركة النفط الوطنية الرسمية من أجل زيادة الضغط المالي على الولايات المتحدة وحكومة الوفاق الوطني.
  • باختصار، جعلت الإمارات من الصعوبة بمكان تحقيق الاستقرار في ليبيا.
انتهاكات حقوق الإنسان
  • وثقت هيومن رايتس ووتش السجل السيء للإمارات في مجال حقوق الإنسان، بما يشمل الحرمان من حرية التعبير وعدم التسامح مع النقد الداخلي والمعارضة، واستمرار الانتهاكات تجاه عدد كبير من العمال المهاجرين الأجانب، والحرمان من حقوق المرأة، والتمييز على أساس التوجه الجنسي والهوية.
  • يتعرض المقيمون في الإمارات الذين تحدثوا عن قضايا حقوق الإنسان لخطر الاحتجاز التعسفي والسجن والتعذيب. ويقضي العديد منهم فترات سجن طويلة، وقد غادر العديد منهم البلاد تحت الضغط.
عاقبوا الإمارات
  • السياسات الإماراتية سيئة بنفس مقدار سوء السياسات السعودية تقريبا، لكنها أكثر كفاءة. وهو ما سمح لها بتجنب الملاحقة من الغرب.
  • أنفقت أبو ظبي 21.3 مليون دولار في العام الماضي للتأثير على سياسة الولايات المتحدة.
  • أثبت يوسف العتيبة، سفير الإمارات في الولايات المتحدة، أنه بارع للغاية في نشر نفوذ بلاده، حيث يزعم أن غاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب “في جيبه”.
  • في الواقع، يبدو أن الإمارات قد أقنعت المؤسسات المسؤولة عن السياسة الخارجية الأمريكية برمتها أن مصالح واشنطن وأبو ظبي متطابقة، وأن الأخيرة يجب ألا تكون مسؤولة عن أعمالها الشريرة.
  • السياسيون الأمريكيون جبناء جدا في الحديث عن سلوك الإمارات السيء، وكارهين لفرض عقوبات عليها حتى عندما تقوض أهداف الولايات المتحدة في المنطقة.
  • إذا كان الكونغرس قد استطاع معاقبة روسيا، وسوريا، ويؤمل أن تنضم إليهما السعودية، بسبب سلوكياتها الإجرامية وانتهاكات حقوق الإنسان، فلا يجب أن يكون سلبيا وضعيفا أمام الانتهاكات والتجاوزات الإماراتية. إن مصالح أمريكا وقيمها الأخلاقية لا تتطلب أقل من ذلك.
المصدر : الجزيرة مباشر