انخفاض حاد للجنيه السوداني بنسبة 64%

السودان يجدّد شكواه بشأن مثلث حلايب في مجلس الأمن
السودان يجدّد شكواه بشأن مثلث حلايب في مجلس الأمن

استيقظ السودانيون اليوم على خفض حاد لعملتهم المتدهورة أمام الدولار بنسبة 64% دفعة واحدة.

انخفاض حاد:

فقد قال رئيس اتحاد المصرفيين في السودان إن بلاده حددت سعر الصرف عند 47.5 جنيه سوداني للدولار الأمريكي اليوم الأحد، وذلك في اليوم الأول لبدء العمل بآلية جديدة للعملة وفي خفض حاد لقيمتها.

يقل السعر الجديد بكثير عن سعر الصرف الرسمي أمس السبت البالغ 29 جنيها سودانيا للدولار.

كان البنك المركزي السوداني أعلن يوم الخميس أن البلد سيبدأ من اليوم تحديد سعر الصرف اليومي من خلال هيئة مشكلة حديثا من المصرفيين ومكاتب الصرافة في إطار حزمة إجراءات لمواجهة أزمة اقتصادية.

أزمة سعر الصرف تضاف إلى أزمات أخرى عديدة تواجه المواطن السوداني هذه الأيام، منها الغلاء الذي قفز بمعدل التضخم إلى مستويات قياسية خلال شهر أغسطس/آب الماضي، ليصل إلى 66.82%، بعد أن سجل 63.94% في شهر يوليو/تموز السابق عليه، وذلك في ظل التدهور المستمر لسعر العملة السودانية.، وأزمة المواصلات ونقص الوقود، وأزمة السيولة حيث الصرف من البنوك بحد أقصى لا يتعدى الألفي جنيه في اليوم، بينما تشهد ماكينات الصرف الآلي العاملة منها -على ندرتها- ازدحاما وصفوفا ممتدة وطويلة.

جذور الأزمة:

منذ انفصال الجنوب عن السودان في عام 2011، مستحوذا على ثلاثة أرباع إنتاج النفط، والاقتصاد السوداني يواجه صعوبات، أدت إلى أن يقرر بنك السودان المركزي في فبراير/ شباط الماضي خفض سعر صرف العملة المحلية إلى نحو ثلاثين جنيها سودانيا للدولار الأمريكي الواحد، كما تم رفع سعر الدولار الجمركي إلى 18 جنيها للدولار من 6.7 جنيهات، وتفرض الحكومة السودانية سياجاً منيعاً فيما يتعلق بحجم الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية ببنك السودان المركزي، ما يرجعه البعض لقلة الأرصدة والموارد الموجودة، كما أعلنت الحكومة عن إلغاء دعم الدقيق في موازنة العام الحالي

يرى البعض أن الضائقة المعيشية التي تشهدها البلاد سياسية وليست اقتصادية، وأنها ربما تكون نتاجا لصراع سياسي داخل الحزب الحاكم خاصة أن هذه الأزمات غير طبيعية ولم يشهدها السودان لأكثر من عقدين.

وكشف وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي في حوار صحفي أن أسباب تأخر قرار سعر الصرف بسبب التخوفات السياسية وليست الاقتصادية ولاعتبارات أخرى أمنية، وأن التأجيل كان باهظ الثمن وأوصل الاقتصاد إلى مرحلة الجمود التام لدرجة وصل حد القاع حسب قوله، وأن القرار لا علاقة له بشُح السيولة التي أفرزت سلبيات كثيرة، متوقعاً أن يرتفع الدولار في المدى القريب مع انخفاضه حال ورود أموال من الخارج، وطالب الحكومة بشراء حصائل الصادر وجذب تحويلات المغتربين

تباينت أراء المصدرين والمستوردين حول سعر صرف الجنيه السوداني أمام العملات الذي أعلنته لجنة صناع السوق للمرة الأولى اليوم.

وقال عدد من المصدرين في تصريحات صحفية إن السعر سيقل عن أسعار الأسواق الموازية بفارق بسيط حتى تستطيع الحكومة جذب أكبر مبلغ من مدخرات المغتربين وحصائل الصادر.

فيما توقع مستوردون أن آلية صناع السوق ستعمل على ارتفاع الأسعار في الأسواق الموازية في الوقت الذي لن تنجح في مجاراته.

وأوضحوا أن الآلية تحتاج إلى موارد ضخمة من النقد الأجنبي حتى تواكب الأسعار في الأسواق الموازية وأنها ستزيد الوضع تعقيداً.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات