الناتو ينفي قتل مدنيين بهجماته

نفى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنباء رددتها وسائل إعلام ليبية رسمية بشأن مقتل 15 مدنيا جراء الهجومين اللذين نفذتهما قواته اليومين الماضيين بمدينة البريقة الساحلية التي تبعد 200 كلم غربي مدينة بنغازي معقل المعارضة شرق ليبيا، وسط أنباء عن طلب العقيد معمر القذافي من أطراف خارجية للتوسط لإنهاء الأزمة ببلاده.

وقال مسؤول بالناتو “لا مؤشرات لدينا عن أي خسائر في صفوف المدنيين لها صلة بهذين الهجومين”، وأكد أن المعلومات المتوفرة لديهم تؤكد أن قوات القذافي كانت تشغل المباني التي استهدفها القصف، وتستخدمها بتوجيه الهجمات ضد المدنيين حول أجدابيا.

وأضاف “خلافا لما تفعله قوات القذافي فإننا نذهب إلى مدى بعيد جدا لتقليل احتمال وقوع أي خسائر في صفوف المدنيين”.

وكان التلفزيون الليبي الرسمي قد أعلن مقتل عشرين شخصا وإصابة أكثر من عشرين في هجومي الناتو، الذي قال إنهما استهدفا مطعما ومخبزا بالبريقة.

وفي هجوم منفصل أكد مراسل رويترز بالعاصمة طرابلس سماع دوي نحو أربعة إنفجارات، وأعرب عن اعتقاده بأنها وقعت بضاحية تاجوراء شرق العاصمة، وكانت انفجارات أخرى قد هزت المدينة في ساعة متأخرة مساء الجمعة.

وفي مصراتة غربي ليبيا تواصلت المعارك وسط إعلان الثوار سيطرتهم عليها وتكبيد كتائب القذافي خسائر كبيرة، فيما واصلت الكتائب قصف أطراف المدينة.

وذكرت وكالة التضامن للأنباء الليبية نقلا عن ثوار مصراتة أن أحد عناصر الكتائب المعتقلين اعترف بوجود أعداد كبيرة بمدينة تاغوراء تحضر لزحف واسع تجاه مصراتة خلال أيام.

وأفاد مصدر بمصراتة للجزيرة بأن ما لا يقل عن ثلاثمائة من ثوار زليتن التحقوا بثوار مصراتة للمشاركة بالمواجهات ضد الكتائب.

وبمنطقة الدافنية (غرب) قال الثوار إنهم رصدوا طائرة عسكرية تحلق بالأجواء، وبعد رحيلها شنت الكتائب قصفا عنيفا على المنطقة التي كانت الطائرة تجوبها.

في الأثناء واصلت الكتائب قصفها لعدد من المناطق بصواريخ غراد حيث ركزت ضرباتها على مدينة نالوت.

وفي ككلة عاودت الكتائب قصفها بصواريخ غراد بعد أيام من الهدوء إثر سيطرة الثوار عليها، واستمر القصف لمدة ساعتين على الأقل.

وكانت مجموعة من ثوار منطقة الأصابعة قد وصلت لككلة تطلب السلاح والذخيرة، وأكدت أن عددا كبيرا من عناصر الكتائب دخلت للأصابعة ومعها ثماني دبابات. وحسب ثوار المنطقة فإنه من المتوقع أن تعيد الكتائب محاولة السيطرة على مدن الجبل الغربي.

سياسيا قال مسؤول التنسيق الإعلامي بـ المجلس الوطني الانتقالي محمود شمام إن هناك عرضا من دولة أوروبية ببقاء القذافي داخل ليبيا تحت حراسة دولية بعد تنحيه.

فيما أكد عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس أن القذافي طلب وساطة فرنسا وجنوب أفريقيا من أجل التوصل لحل سياسي بخصوص الأزمة الليبية، ونفى أن يكون المجلس أجرى اتصالات مباشرة مع نظام القذافي، وأكد أن المجلس لن يتعامل مع أي مبادرة أو حل لا يقضي بخروج القذافي وأبنائه من ليبيا.

وقد أفرج القذافي عن العشرات من أنصار المعارضة، وسمح لهم بالعودة بحرا لبنغازي، في خطوة رأى بعض المعارضين أنها قد تشير لبدء محادثات أوسع بين الجانبين.

وفي تبادل للأسرى توسط فيه الصليب الأحمر الدولي، رست سفينة تقل نحو خمسين رجلا احتجزتهم قوات القذافي بغرب ليبيا بميناء بنغازي ومعهم مئات من النازحين.

وفي تطور يشكل صفعة لا يستهان بها لنظام القذافي أعلنت مجموعة من 17 شخصا من أبرز نجوم كرة القدم الليبيين انضمامها للثوار وانشقاقها عن القذافي.

وفي تطور مماثل، ذكرت وكالة أنباء تونس الرسمية أن قاربا يحمل 49 شخصا رسا في ميناء بجنوب تونس من بينهم 19 من الجيش الليبي انشقوا عن نظام القذافي وفروا من العنف في بلادهم.

وتواردت أنباء عن انشقاق 45 عسكريا من كتيبة سحبان المتمركزة بمدينة غريان آخر مدن الجبل الواقعة تحت سيطرة القذافي.

ونقلت الوكالة عن ثلاثة ضباط قولهم “إن فرارهم ليس خوفا من الموت بل رفضا لقتل أبناء بلدهم”، وأضافوا أن عدد القتلى تجاوز 15 ألفا.