الملياردير المصري لـ “رويترز”: السعوديون عاملوني “بكل احترام”

الملياردير الفلسطيني صبيح المصري
الملياردير الفلسطيني صبيح المصري

قالت وكالة “رويترز” للأنباء (الأحد) إن السلطات السعودية أطلقت سراح الملياردير الفلسطيني صبيح المصري أبرز رجل أعمال في الأردن بعد أيام من احتجازه بالسعودية.

وقالت مصادر لـ “رويترز” إن الملياردير صبيح المصري، رئيس مجلس إدارة البنك العربي ومقره عمان، احتجز (الثلاثاء) الماضي قبل ساعات من اعتزامه مغادرة المملكة في أعقاب ترؤسه اجتماعات لشركات يملكها.

وقال المصري وهو فلسطيني يحمل الجنسية السعودية لـ “رويترز” من منزله في الرياض “كل شيء تمام وأنا مبسوط وكل الاحترام من الجميع هنا”.

ولم تعلق السلطات السعودية على احتجازه الذي جاء بعد أكبر عملية تطهير شهدتها السعودية في تاريخها الحديث داخل النخبة الثرية.

وقالت مصادر لـ “رويترز” إن مقربين منه كانوا حذروه من السفر إلى العاصمة السعودية الرياض بعد عمليات احتجاز جماعي في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني.

وذكرت مصادر مطلعة لـ “رويترز” على القضية أنه تم سؤاله عن صلاته بشركاء سعوديين بينهم أفراد من الأسرة الحاكمة ووزراء ومسؤولون تم احتجازهم في عملية التطهير الشهر الماضي.

وقالت “رويترز” إن قضيته تحمل أوجه شبه بقضية رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي كان أعلن استقالته من الرياض، ما أثار اتهامات من مسؤولين لبنانيين بأن السعوديين أرغموه على الاستقالة.

ونفى السعوديون والحريري ذلك وتراجع الحريري بعد ذلك عن استقالته.

وصدم احتجاز المصري دوائر الأعمال في الأردن والأراضي الفلسطينية.

واستثمارات المصري التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات في فنادق ومصارف في الأردن تعتبر من أعمدة الاقتصاد هناك كما أنه أكبر مستثمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأغلقت أسهم البنك العربي، التي تمثل نحو ربع القيمة السوقية في بورصة عمان وحجمها 24 مليار دولار، منخفضة 1.44 في المئة فقط في أول جلسة تداول الأسبوع الحالي مع انحسار مخاوف المستثمرين بعد أنباء إطلاق سراحه.

وكان تولي المصري منصب رئيس مجلس إدارة البنك العربي عام 2012 ساعد في تعزيز الثقة في إحدى أكبر المؤسسات المالية الخاصة في العالم العربي.

وقال المصري لـ “رويترز” (الأحد) إنه سيعود إلى الأردن بعد انتهاء اجتماعات عمل في الرياض خلال اليومين المقبلين.

وينتمي المصري إلى عائلة شهيرة من التجار من مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة وجمع ثروة بعدما دخل في شراكة مع سعوديين من ذوي النفوذ في أعمال ضخمة لتزويد القوات بالطعام خلال العملية العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة عام 1991 لتحرير الكويت بعد غزو العراق.

وهو مؤسس مجموعة أسترا السعودية التي لها مصالح واسعة في صناعات متنوعة عبر المنطقة من الصناعات الزراعية إلى الاتصالات والبناء والتعدين.

ولم تتضح أسباب احتجاز المصري ولكن مصادر سياسية قالت لـ “رويترز” إن السعوديين ربما استخدموه للضغط على الملك عبد الله عاهل الأردن كي لا يحضر قمة منظمة التعاون الإسلامي الأسبوع الماضي لبحث قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وحضر الملك عبد الله القمة التي استضافتها إسطنبول.

ويقول محللون إن السعودية، التي تحسنت علاقاتها مع الولايات المتحدة مع اتخاذ ترمب موقفا أشد تجاه إيران من سلفه باراك أوباما، تتخذ على ما يبدو موقفا أهدأ تجاه قرار ترمب بشأن القدس.

وأرسلت الرياض إلى قمة منظمة التعاون الإسلامي وزير الشؤون الإسلامية.

المصدر : رويترز