العفو الدولية تحذر من استمرار التداعيات الإنسانية لحصار قطر

حذرت منظمة العفو الدولية في تقرير لها، بمناسبة مرور عام على حصار قطر، من استمرار التداعيات الإنسانية للحصار، والتي تتمثل في تشتت شمل العائلات.

وطالبت المنظمة، في تقريرها الثلاثاء، السعودية والبحرين والإمارات برفع “جميع القيود التعسفية المفروضة على حرية تنقل المواطنين والمقيمين الخليجيين، بما في ذلك حق المواطنين القطريين والأجانب المقيمين في قطر في الوصول إلى أماكن الشعائر المقدسة في السعودية”.

وجاء في التقرير : “بعد مرور عام، لم يتحسن الوضع. ولا يزال سكان المنطقة يواجهون مستقبلًا مجهولاً؛ ولا تزال العائلات تنتظر لمّ شملها بأحبائها، ولا يزال الأطفال ينتظرون عودة آبائهم، والطلاب ينتظرون مواصلة تعليمهم؛ والحجاج في انتظار الوصول إلى مكة والمدينة”.

واستشهد تقرير منظمة العفو الدولية بقصة مواطنة قطرية تعمل معلمة ومتزوجة من مواطن بحريني ولديها منه طفلان من ذوي الاحتياجات الخاصة (10 و18 عاما)، واعتبرت أن قصة هذه السيدة القطرية المتزوجة منذ 23 عاما عاشت منها 17 عاما في البحرين، ليست سوي قصة من مئات القصص الإنسانية بسبب الحصار علي قطر.

ونقلت المنظمة عن المواطنة القطرية، التي تمت الإشارة إليها باسم سناء، إن ظروف الحصار حالت بينها وبين زوجها الذي يعيش في البحرين ولا يستطيع الطفلان رؤية والدهما نتيجة طول مدة السفر وعناء ومشقة التنقل بين المطارات بسبب الحصار.

وأضاف التقرير نقلا عن المواطنة القطرية: “في 5 يونيو/حزيران من العام الماضي، استيقظنا، مثل ملايين المواطنين العرب في الخليج، على أخبار اندلاع أزمة الخليج. كان الأمر مفاجئًا وغير متوقع. فلم نكن نعتقد بالتأكيد أنه سيغير حياتنا، ولكن بينما كان الواقع اليومي للحصار يضربنا، أصبحت حياتنا أشد صعوبة. وأُغلقت الحدود ولم يعد زوجي يقوم برحلات عن طريق البر لزيارتنا في قطر.”

وتضيف:” أصبح الطفلان يفتقدان والدهما، فهما يسألانني دائما عنه. لقد عشت في البحرين 17 عامًا، وكنت أعمل معلمة هناك. فالبحرين كانت موطنا لي، لكنني أشعر الآن أنني شخص غير مرغوب فيه هناك بعد الآن. فكل قرار يُتخذ يخيفني أكثر. ولا أفهم لماذا أحتاج إلى تأشيرة الآن، أشعر بأنني شخص غريب في مكان اعتبرته يوما ما بمثابة بلدي”.

وتابعت تقول: “لقد اضطررت للتأقلم على غياب زوجي لفترات طويلة. أحاول أن أشغل الأولاد بكل ما يمكن أن يسعدهما عبر أخذهما إلى الشاطئ أو الحدائق أو اللعب حتى ينسيا، فينجح هذا الأسلوب لفترة قصيرة، إلى أن يعودا بالسؤال مرة أخرى عن والدهما وأسباب عدم زيارته لهما”.

وختمت بقولها: “ليس لدي سوى طلب واحد: تسهيل انتقال العائلات عبر البلدان حتى يمكننا رؤية بعضنا البعض. فأنا متعبة حقًا، لقد تركت وحدي لرعاية أطفالي، ولديهم احتياجات خاصة تتطلب رعاية إضافية، لا أستطيع أن أفعل ذلك بنفسي، وأحتاج لزوجي بجانبي، فطفليّ في أمس الحاجة إلى وجود والدهما بجوارهما”.

المصدر : الجزيرة مباشر