الصوت اليهودي هدف أوباما ورومني بالانتخابات

احتدم الصراع بين مرشح الحزب الديمقراطي الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري مت رومني على الصوت اليهودي، حيث قدم الطرفان كل ما يملكانه من أقوال وأفعال طمعا في استمالة اليهود الأميركيين.

وتجلى ذلك بزيارة رومني لإسرائيل وإغداق الوعود عليها خلال لقاءاته المكثفة مع المسؤولين، وبإعلان أوباما عن منحة مالية جديدة لها وإيفاد كبار المسؤولين آخرهم وزير الدفاع ليون بانيتا الذي سيزورها اليوم الثلاثاء.

الدكتور خليل جهشان المحاضر بالعلوم السياسية بجامعة واشنطن يرى أن التصريحات والوعود الانتخابية الصادرة عن مرشحْي الرئاسة “للاستهلاك المحلي وللدعاية الانتخابية فقط ولن تكون جزءا من سياسة الرئيس الفائز”.

ويتابع بحديث للجزيرة نت أن تصريحات ووعود أوباما لإسرائيل عشية الانتخابات السابقة تجدها  مطابقة لتصريحات رومني اليوم، مشيرا إلى أن السياسات الخارجية الأميركية تجاه إسرائيل تقوم على ثوابت من الصعب تغييرها بتّغير المرشحين والرؤساء.

اليهود مع أوباما
ويوضح جهشان أن الحزب الديمقراطي يحظى تاريخيا بأغلبية أصوات اليهود ممن يوفرون 60% من ميزانيته علاوة على وجود كثيرين منهم ضمن كوادره.

ويشير إلى أن اليهود تغلغلوا في الحزب باعتباره حزب المهاجرين علاوة على انسجامهم مع رؤيته الديمقراطية وتعامله مع الحقوق والأقليات، بخلاف الحزب الجمهوري الذي لم يرحب بهم عندما وفدوا على أميركا.

ويشدد جهشان على أهمية دور اليهود بالولايات المتحدة رغم أنهم  يشكلّون 2% من السكان فقط، وذلك لانتشارهم الجغرافي بولايات متعددة القوميات مثل نيويورك وفلوريدا مما يجعلهم أصحاب دور انتخابي حاسم فيها.

كما يشير إلى دور تبرعات اليهود المالية السخية ولنفوذهم الإعلامي، ويلفت لازدياد أهمية الصوت اليهودي في ظل تساوي حظوظ المرشحين اليوم.

وردا على سؤال، يرجح جهشان أن يحظى أوباما بنحو 70% من أصوات اليهود لعدم قناعتهم بأنه يناصب إسرائيل العداء، وهذا ما يؤكده أيضا المعلق الإسرائيلي البارز شيمعون شيفر بمقاله أمس بصحيفة يديعوت أحرونوت.

ثوابت ومنافسة
ويقلل شيفر بحديثه للجزيرة نت من احتمالات فوز رومني بأصوات اليهود لأنهم يمنحون ثقتهم عادة للحزب الديمقراطي.

ويشير إلى أن مرشحْي  الرئاسة يغدقان  الوعود لإسرائيل عشية كل جولة انتخابية كنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، لكنهما ما يلبثان -بعد دخولهم البيت الأبيض- أن يلتزما بمبادئ السياسة الخارجية التي لا تعترف باحتلال 1967.

ويؤكد أنه حتى بعد انتخاب رومني رئيسا فلن يسارع لضرب إيران على خلفية الالتزام بإخراج الجيش الأميركي من العراق وأفغانستان.

من جانبها قالت المعلقة السياسية أورلي أزولاي إن استطلاعا جديدا نهاية الأسبوع الماضي أظهر أن 7% فقط من اليهود بأميركا ينتخبون وفقا لمصالح إسرائيل، بينما تنتخب البقية مرشح الحزب الديمقراطي عادة.

وتوقعت أن يصدق الاستطلاع الذي يشير لاستمرار دعم الأميركيين اليهود لأوباما بالانتخابات القادمة، ولكن بانخفاض طفيف من 76% إلى 70%.

تأثير محدود
في المقابل ينبه الباحث الصحفي شموئيل روزنر إلى أن التأثير الانتخابي لليهود بالولايات المتحدة محدود جدا.

ويبرر رؤيته في تصريح للقناة العبرية العاشرة بأن أغلبيتهم يوجدون بولايات غير مهمة، إلا في حالات نادرة يكون الفارق فيها بضع مئات من الأصوات كما حصل بين جورج بوش وبين آل غور عام 2000.

ويشير روزنر إلى أن اليهود بالولايات المتحدة يصنعون ضجة وعناوين كبيرة رغم قلة عددهم لأنهم يؤثرون على الانتخابات بطرق أخرى أهمها المال والتبرعات السخية خاصة للحزب الديمقراطي.

ويرى أن رومني زار إسرائيل ودولا صديقة أخرى عشية الانتخابات الرئاسية من أجل الظهور بمظهر الرئيس، وتعزيز صورته بعيون الأميركيين.

ورغم تأييد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لرومني وفق تسريبات محلية كثيرة، عبر داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلية عن موقف تل أبيب الرسمي بأن إسرائيل لا تميز بين المرشحين للرئاسة الأميركية معتبرا أن الموضوع الجامع الوحيد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي هو “دعم إسرائيل”.