السعودية تستضيف اجتماعا أميركيا وحلفاء إقليميين بجدة

قالت السعودية الثلاثاء إنها ستستضيف محادثات مع الولايات المتحدة ومصر والأردن وتركيا ودول خليجية عربية أخرى الخميس في جدة، ونقلت وكالة الأنباء السعودية بيانا جاء به أن الاجتماع سيتناول “موضوع الإرهاب في المنطقة والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه وسبل مكافحته”.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية هددت بالقضاء على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وقالت إنها ستعمل هذا الأسبوع على إقناع حلفائها المترددين في دول الخليج العربية ببحث التوسع في عمليات تدريب المعارضة السورية المعتدلة وتسليحها لتقود المعركة ضد الجهاديين.

وسيتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة الثلاثاء وفي نفس الوقت من المتوقع أن يعقد اجتماع بين مسؤولي البيت الأبيض وكبار أعضاء الكونغرس لمناقشة مبادرة أعلنت في يونيو بقيمة 500 مليون دولار لدعم جماعات من المعارضة تقاتل ضد الحكومة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت مصادر مطلعة إن اعضاء الكونغرس لديهم استفسارات عن كيفية انفاق هذه الأموال وما إذا كانت الولايات المتحدة ستنهي حظرا على إرسال شحنات أسلحة فتاكة مثل الصواريخ سطح- جو للمعارضة خوفا من استيلاء المتشددين عليها أو استخدامها ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

وذكرت المصادر أنها تتوقع أن تكون مبادرة إنفاق 500 مليون دولار على رأس جدول الأعمال في محادثات الثلاثاء.

وقال فريد هوف المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية الذي شارك في صياغة السياسة الأميركية في سوريا قبل انضمامه لمجلس الأطلسي وهو مجلس أبحاث عام 2012 “يعيدون النظر في الأمر بجدية في ضوء الواقع على الأرض في سوريا”.

وقال “إذا كانت “أميركا” ستفكر في شن ضربات جوية داخل سوريا ستحتاج لأناس على الأرض يمكنهم المساعدة في السيطرة على الأهداف. لا يمكن تحقيق نتائج حاسمة من خلال الضربات الجوية وحدها”.

ويمثل سعي أوباما لتشكيل قوات معارضة قوية تغيرا كبيرا في موقف الرئيس الأميركي الذي صرح في مقابلة حديثة مع نيويورك تايمز في الثامن من أغسطس بأن فكرة إحداث المعارضة التي تسلحها الولايات المتحدة فرقا على الأرض في سوريا هي “ضرب من الخيال”.

ومن المتوقع أن يطرح أوباما الأربعاء خطة للتعامل مع متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين استولوا علي ثلث الأراضي في كل من العراق وسوريا وأعلنوا الحرب على الغرب ويريدون إقامة معقل للجهاديين في قلب العالم العربي، ومدة الخطة من عام إلى ثلاثة أعوام.

وأشار مسؤولون في البيت الأبيض إلى أن خطاب أوباما الأسبوعي للأمة الذي لم يتم الانتهاء من إعداده بعد لن يتضمن تغييرا كبيرا في لهجته أو سياسته التي كشف عنها في السابق.

وفي الأسبوع الماضي قال أوباما إن الولايات المتحدة مستعدة للقضاء على قادة تنظيم الدول الإسلامية مضيفا أن حلف شمال الأطلسي جاهز للمشاركة في عمل عسكري ضد التنظيم الذي وصفه بأنه تهديد رئيسي للغرب.

ومن المنتظر أن يحاول وزير الخارجية الأميركي خلال زيارة للسعودية والأردن وربما دول أخرى في الشرق الأوسط حشد التأييد في منطقة يساورها الكثير من الشكوك إزاء مدى استعداد الولايات المتحدة للانخراط في صراعات قد يكون لها تداعيات طائفية متشابكة.

وقال كيري للصحفيين الاثنين “غدا سأتوجه للشرق الأوسط لمواصلة تشكيل أكبر تحالف ممكن في شتى أنحاء العالم للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وإضعافه وهزيمته”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين بساكي إن موافقة وزراء خارجية 22 دولة عضوا في الجامعة العربية الأحد على تبني إجراءات للتصدي للدولة الإسلامية خطوة مشجعة.

ولكن كيري سيقابل في السعودية ودول أخرى في المنطقة حلفاء قد يبدون ترددا في الانضمام بهمة إلى أحدث مغامرة عسكرية أميركية في العراق في حين تدرس واشنطن توسيع معركتها ضد الدولة الإسلامية لتشمل معقلها في سوريا المجاورة.

وتخشى السعودية من احتمال تقسيم العراق ليصبح مأوى لإسلاميين متشددين قد يستهدفون المملكة فيما بعد ولكن أكثر ما تخافه أن يعجل القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية بخطى التقارب بين الولايات المتحدة وإيران.