الرئاسة الفلسطينية لترمب: القدس ومقدساتها ليست للبيع

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب - أرشيفية

رفضت الرئاسة الفلسطينية، الأربعاء تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بوقف مساعداتها المالية عن الفلسطينيين على خلفية أزمة التوتر التي سببها اعتبار واشنطن القدس عاصمة لإسرائيل.

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان نشرته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن مدينة القدس ومقدساتها ليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة.

وأضاف أن السلام الحقيقي والمفاوضات يقومان على أساس الشرعية العربية والدولية وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد أبو ردينة أنه إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على مصالحها في الشرق الأوسط فعليها أن تلتزم بمبادئ ومرجعيات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلا فإن الولايات المتحدة تدفع المنطقة إلى الهاوية.

من جانبها، ذكرت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الحقوق الفلسطينية ليست للبيع، وقرار ترمب باعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي فحسب، وإنما تدميرًا شاملًا لأسس ومتطلبات السلام.

وشددت “لن نخضع للابتزاز، لقد أفشل الرئيس ترمب سعينا للحصول على السلام والحرية والعدالة، والآن يقوم بلومنا والتهديد بمعاقبتنا على نتائج سياساته المتهورة وغير المسؤولة”!

وفي ذات السياق، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التهديدات الأمريكية “ابتزازًا سياسيًا رخيصًا”.

وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، إن تلك التهديدات تعكس “السلوك الأمريكي الهمجي وغير الأخلاقي” في التعامل مع عدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن “ذلك يتطلب مزيدًا من الوحدة وتصليب المواقف الفلسطينية في مواجهة هذه الضغوط والسياسات وعدم الاستجابة لها”، داعيا إلى المزيد من المواقف العربية والإسلامية والدولية الداعمة للحقوق الفلسطينية والمناهضة للسلوك الأمريكي والإسرائيلي.

وكان ترمب قد هدد أمس بوقف المساعدة المالية الأمريكية السنوية للسلطة الفلسطينية، متهمًا إياها برفض التفاوض على اتفاق سلام مع اسرائيل بعد اعتبار إدارته القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

وقال ترمب، في تغريدة على تويتر، “نحن ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويا ولا نحصل منهم على أي تقدير أو احترام، هم لا يريدون حتى التفاوض على معاهدة سلام مع إسرائيل (….) طالما أن الفلسطينيين ما عادوا يريدون التفاوض على السلام، لماذا ينبغي علينا أن نسدد لهم أيا من هذه المدفوعات المستقبلية الضخمة؟”.

وفي السياق، قالت المندوبة الأمريكيّة في الأمم المتحدة نيكي هيلي إن ترمب سوف يوقف الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأن ذلك مرتبط بعودة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.

وساءت العلاقات بين الفلسطينيين وواشنطن في مطلع الشهر الماضي بعد قرار ترمب اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ما فجر غضبا في أنحاء العالم العربي وأيضا مخاوف بين حلفاء واشنطن الغربيين، ولقي ترمب تنديدا وتحذيرات دولية.

وتحدت أكثر من 120 دولة قرار ترمب وتهديداته وصوتت لصالح قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو الولايات المتحدة إلى التراجع عن موقفها بشأن وضع القدس.

كما أدى قرار ترمب إلى رفض الفلسطينيين اعتبار واشنطن وسيطًا في عملية السلام، وهو الدور الذي لعبته لعقود.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الألمانية + وكالة الأنباء الفلسطينية