الدبابات السورية تدخل جسر الشغور

ذكرت رويترز نقلا عن شهود عيان أن قوات سورية مدعومة بالدبابات دخلت ليلا بلدة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، في عملية تقول السلطات إنها لتعقب المسلحين ويقول معارضوها إنها لوقف الاحتجاجات المطالبة بالحرية. ودفعت تلك العملية 4300 سوري إلى الفرار من البلدة وما حولها صوب تركيا.

وذكر شهود عيان أن الدبابات جاءت من الجنوب بعدما قامت بعمليات قصف عشوائي وإطلاق وابل من نيران المدافع الرشاشة في كل أنحاء البلدة. وقال شاهد عيان إن “الناس ما زالوا يفرون”.

وأفاد الشهود بأن تلك القوات أحرقت محاصيل زراعية ومشطت القرى المحيطة بها بحثا عمن تقول السلطات السورية إنهم عناصر تنظيمات مسلحة.

وفي وقت سابق أمس ذكر شهود عيان لوكالات ووسائل إعلام أن قوات مدعومة بثلاثين دبابة وستين مدرعة من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد، هاجمت بلدة سرمانية وأطلقت الرصاص والقذائف.

وتحدث بعضهم عن جثث كانت لا تزال في الشوارع، كما تحدثوا عن تدمير 40 منزلا بشكل كامل وإحراق أشجار الزيتون.

لكن الكاتب الصحفي عصام خليل قال للجزيرة من دمشق إن مجاميع مسلحة كانت تهدد الناس بإحراق أشجارهم لدفعهم إلى التظاهر.

ودفعت هذه العملية نحو 4300 سوري من جسر الشغور ومعرة النعمان قرب إدلب للفرار إلى تركيا، في حين قال شهود عيان إن قرابة عشرة آلاف آخرين يتجمعون بين الأشجار على الجانب السوري من الحدود.

وقال مسعف سوري مصاب وصل إلى أحد المخيمات التركية هربا من العنف إنه رأى عشرات القتلى ومئات الجرحى، وأضاف الشاب البالغ من العمر 29 عاما أنه شاهد رجلا ميتا انقسمت جمجمته إلى قسمين بعد إصابته برصاص متفجر.

وأكد أبو طلال (45 عاما) الذي أقام مع أقاربه عند تلة تشرف على الحدود إن الجميع غادر ولم يبق أحد في مدينة جسر الشغور التي أضحت مدينة أشباح كما يقول شهود عيان.

في غضون ذلك توفي مواطن سوري متأثرا بجروحه فور وصوله إلى الحدود مع تركيا، وشيع جنازته عشرات النازحين بمنطقة الشريط الحدودي الفاصل بين سوريا وتركيا.

وتحولت الجنازة إلى مظاهرة ندد خلالها المتظاهرون بالنظام السوري، وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط عليه من أجل وقف آلة القمع والقتل ضد المواطنين السوريين العزل.

وقد تظاهر سوريون في ساحة حقوق الإنسان بالعاصمة الفرنسية باريس للتنديد “بالقمع الذي يتعرض له المتظاهرون” في سوريا.

ودعا المتظاهرون إلى إطلاق سراح السجناء ووقف قتل المدنيين، وإلى إرساء الديمقراطية واحترام الحقوق الأساسية للشعب السوري.