التحالف يكثف ضرباته في اليمن والأمم المتحدة تحذر من مجاعة

القصر الرئاسي في العاصمة اليمنية بعد غارة للتحالف - 5 ديسمبر

كثّف التحالف العسكري بقيادة السعودية ضرباته الجوية في اليمن صباح الأربعاء بعدما عززت جماعة الحوثي قبضتها على العاصمة وقتلت الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

وتأتي ضربات السعودية وحلفائها بعد يوم من تعهد أحمد، نجل صالح، بقيادة حملة ضد الحوثيين.

وأحمد علي قائد سابق للحرس الجمهوري اليمني وكان في وقت ما خليفة محتملا لوالده، ويمنح تدخله الحركة المناوئة للحوثيين “قائدا محتملا “بعد أسبوع من المعارك الشرسة التي شنها الحوثيون على أنصار صالح في العاصمة.

وأدت الحرب اليمنية بين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على صنعاء وبين التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يدعم حكومة متمركزة في الجنوب إلى تفجر أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بالأسوأ في العالم.

كان صالح قد ساعد الحوثيين على السيطرة على قسم كبير من مناطق شمال اليمن بما في ذلك صنعاء، وكان قراره بالتخلي عن التحالف مع الحوثيين في الأسبوع الماضي أكبر تغير جذري تشهده الحرب منذ سنوات، لكن الحوثيين سرعان ما سحقوا الانتفاضة الموالية لصالح في العاصمة وقتلوه.

وقال الطرفان إن طائرات التحالف المقاتلة شنت عشرات الغارات الجوية وقصفت مواقع للحوثيين داخل صنعاء وفي محافظات أخرى في الشمال.

وقال تلفزيون المسيرة اليمني الموالي للحوثيين إن التحالف قصف مقر سكن صالح ومنازل أخرى لأفراد في عائلته، وقال سكان إن أصوات انفجارات هائلة دوت في وسط صنعاء.

وقال تلفزيون المسيرة إن الضربات الجوية استهدفت أيضا محافظات في الشمال تشمل تعز وحجة وصعدة ومديرية ميدي، ولم ترد أنباء على الفور عن وقوع خسائر بشرية.

وقتل في اليمن أكثر من 10 آلاف شخص وشُرد أكثر من مليونين في الحرب الدائرة في اليمن بين السعودية والحوثيين المدعومين من إيران، بينما أصيب قرابة المليون بالكوليرا وتهدد المجاعة أنحاء كثيرة في اليمن.

وتقول الأمم المتحدة إن الملايين قد يلقون حتفهم جراء واحدة من أسوأ المجاعات في التاريخ الحديث بسبب منع أطراف الحرب دخول إمدادات الغذاء.

وطالب إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، في إفادة لمجلس الأمن كل الأطراف بضبط النفس، وقال المبعوث إن زيادة الأعمال القتالية سيزيد من التهديد الذي تتعرض له حياة المدنيين ويفاقم معاناتهم.

وأدى مقتل صالح، الذي وصف حكمه لليمن في السابق “بالرقص على رؤوس الأفاعي”، إلى زيادة تعقيد الحرب متعددة الأطراف.

ويتوقف الكثير على الولاءات المستقبلية لأنصار صالح الذين ساعدوا من قبل جماعة الحوثي التي تدين بالمذهب الزيدي الشيعي الذي حكم مملكة في الشطر الشمالي من اليمن لفترة طويلة حتى سقوط حكمهم في عام 1962.

واليمن أفقر دولة في منطقة شبه الجزيرة العربية وفيها أكثر جبهات القتال ضراوة في الحرب بين السعودية وإيران اللتين تدعمان أطرافا متحاربة في سوريا والعراق ومناطق أخرى بالشرق الأوسط.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز