الاحتلال يعترض سفينة “الحرية 2 ” ويغلق معبر كرم أبو سالم

اعترض جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء قاربا انطلق من غزة باتجاه ميناء قبرصي لكسر الحصار عن القطاع، فيما عمدت إلى إغلاق المعبر الوحيد المفتوح لمرور البضائع إلى غزة.

وأعلن عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار بسام المناصرة، في مؤتمر صحفي في ميناء الصيادين بغرب مدينة غزة، أن قوات البحرية التابعة لجيش الاحتلال اعترضت بالقوة العسكرية سفينة الحرية-2 وسيطرت عليها واعتقلت الركاب وكابتن القارب”.

وأوضح أنه تمّ اعتراض السفينة بعدما قطعت اثني عشر ميلا بحريا وتم اقتيادها لميناء أسدود. وناشد المناصرة المجتمع الدولي العمل على كسر الحصار على غزة.

وكان مئات الفلسطينيين ودّعوا في ميناء الصيادين الصغير في غزة، صباحا القارب الذي أقلّ جرحى أصيبوا في المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية وطلاب جامعات.

وانطلقت أول رحلة بحرية فلسطينية من ميناء الصيادين في مدينة غزة باتجاه أحد موانئ قبرص سعيا إلى كسر الحصار في 29 مايو/أيار، لكن البحرية الإسرائيلية اعترضتها، واقتادت القارب إلى مرفأ أسدود، قبل أن تعيد ركابها ال17 إلى قطاع غزة.

ويشهد قطاع غزة تصاعدا للتوتر مجددا منذ 30 مارس/آذار مع بدء مسيرات العودة والتي أدت إلى مواجهات دامية على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، استخدمت فيها قوات الاحتلال القوة المفرطة بحق المحتجين السلميين، واستشهد خلالها أكثر من 139 فلسطينيا، منذ ذلك التاريخ.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة منذ أكثر من عقد، كما تغلق السلطات المصرية معبر رفح البري الحدودي بين قطاع غزة ومصر، منذ سنوات، لكن تفتحه استثنائيا للحالات الإنسانية في فترات متباعدة.

سلطات الاحتلال الإسرائيلي تغلق معبر كرم أبو سالم:

من ناحية أخرى، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الإثنين إغلاق معبر كرم سالم، المعبر الوحيد المفتوح لمرور البضائع الى قطاع غزة حتى إشعار آخر، وذلك ردا على “الحرائق التي نشبت في المزارع الإسرائيلية “بسبب الطائرات الورقية والبالونات التي تطلق من قطاع غزة وتحمل المواد الحارقة.

وأدى إطلاق هذه الطائرات الورقية والبالونات إلى زيادة القلق بين السكان الإسرائيليين المتاخمين لقطاع غزة المحاصر، فطالبوا السلطات الإسرائيلية باتخاذ إجراءات.

واعتبر المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في بيان أن القرار الاسرائيلي “جريمة جديدة ضد الإنسانية تضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي الأسود بحق شعبنا الفلسطيني وأهلنا في القطاع”.

ودعا برهوم المجتمع الدولي إلى “التحرك الفوري لمنع هذه الجريمة وتداعياتها الخطيرة، والعمل على إنهاء حصار غزة ووقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق غزة وسكانها”.

ويتوقع أن يزيد هذا الإغلاق من تفاقم الوضع في قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا خانقا منذ أكثر من عشر سنوات، وبات أكثر من ثلثي سكانه يعتمدون على الإعانات الدولية.

وتقول سلطات الاحتلال إن مئات الطائرات الورقية والبالونات التي تم إطلاقها عبر السياج الحدودي من قطاع غزة، تسببت بأضرار كبيرة في المزارع في المنطقة، وأن 750 حريقا أدت إلى إحراق 26000 دونم (2600 هكتار) خلال مئة يوم، ما تسبب بإلحاق أضرار في المزارع قدرت بخمسة ملايين شيكل (نحو مليون و400 ألف دولار).

وبدأ سكان غزة بإطلاق الطائرات الورقية في أبريل/ نيسان الماضي وسط احتجاجات جماهيرية على طول الحدود ضمن “مسيرات العودة” لتأكيد حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها أو هجروا منها في 1948 عند إقامة دولة إسرائيل، ولكسر الحصار الذي تفرضه على القطاع منذ أكثر من عقد.

وينظر الفلسطينيون إلى استراتيجية حرق المزارع من خلال الطائرات الورقية كطريقة لإلحاق الأضرار الاقتصادية بإسرائيل احتجاجا على حصارها وعلى سياستها تجاه القطاع، وذلك دون المخاطرة المباشرة بحياتهم من خلال الاقتراب من السياج الحدودي.

وكانت سلطات الاحتلال قد أغلقت معبر كرم سالم في 12 مايو/أيار وحتى إشعار آخر بسبب المواجهات التي جرت على طول الحدود، ثم قامت بإعادة فتحه.

والمعبر الحدودي الآخر في غزة هو معبر رفح مع مصر، وهو مغلق في معظم الأوقات ولا يفتح إلا لفترات قصيرة.

وقد دعا مسؤولو الأمم المتحدة ونشطاء حقوق الإنسان مرارا وتكرارا سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى رفع الحصار عن غزة، مشيرين إلى تدهور الأوضاع الإنسانية.

وفد من حماس يزور القاهرة لبحث الأوضاع الفلسطينية:

من جانب آخر، أكدّ المكتب السياسي لحركة حماس في بيان، قبول دعوة مصر للتباحث مع المسؤولين المصريين بشأن التطوّرات في الشأنين الفلسطيني والعربي والعلاقات الثنائية بين القاهرة وحماس.

وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنه وبناءً على دعوة مصرية، يصل مساء اليوم الأربعاء إلى القاهرة وفد قيادي من حركة حماس برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ صالح العاروري، وعضوية كل من أعضاء المكتب السياسي الدكتور موسى أبو مرزوق، والدكتور خليل الحيَة وحسام بدران وعزت الرشق وروحي مشتهى، وذلك للتباحث مع المسؤولين في مصر بشأن العلاقات الثنائية والتطورات الجارية في الشأن الفلسطيني والعربي.

وجدد المكتب السياسي في بيانه عن رغبته في تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية على أساس من الشراكة في المقاومة وفي القرار، كما جدد رفض حماس القاطع لـ”صفقة القرن” وأي محاولة عربية رسمية أو غير رسمية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيليّ.

ودعا بيان حماس إلى رفع العقوبات عن غزة، مرحّباً بكل الجهود والمبادرات بهذا الشأن.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات