الأمم المتحدة: ميانمار تمارس “تطهيرا عرقيا” صارخا بحق الروهينغيا

المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان الأمير زيد بن رعد الحسين

وصف المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان، الأمير زيد بن رعد الحسين معاملة أقلية الروهينغيا المسلمة في ميانمار بأنها تشكل نموذجا كلاسيكيا لعمليات “التطهير العرقي”.

وقال المفوض السامي في افتتاح الدورة السادسة والثلاثين لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف اليوم الإثنين: “بما أن ميانمار رفضت دخول المحققين التابعين للأمم المتحدة المتخصصين في حقوق الانسان، لا يمكن إنجاز تقييم الوضع الحالي بشكل كامل، لكن الوضع يبدو مثالا لتطهير عرقي”.

وقال إن العملية الأمنية الدامية التي تشهدها ولاية راخين في ميانمار تهدف على ما يبدو لتخليص الدولة من أقلية الروهينغيا المسلمة.

وشجب  الأمير زيد بن رعد ما وصفه بـ”العملية الأمنية الوحشية” ضد مسلمي الروهينغيا التي قال إنها “لا تتناسب” مع هجمات شنها “متمردون” الشهر الماضي، وقال إن هذه العملية غير متكافئة ولا تقيم وزنا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي.

وأضاف: “تلقينا تقارير عديدة وصورًا التقطت بالأقمار الاصطناعية لقوات الأمن وميليشيات محلية تحرق قرى للروهينغيا، ومعلومات تتمتع بالصدقية حول إعدامات خارج إطار القانون أو القضاء بما في ذلك إطلاق النار على مدنيين فارين”.

وأشار المفوض السامي إلى أنه أصيب بالفزع من التقارير التي ذكرت أن ميانمار بدأت تزرع ألغامًا على حدودها مع بنغلاديش، لمنع اللاجئين من العودة إلى ديارهم إلا إذا قدموا دليلا على جنسيتهم، رغم أن معظم أبناء الروهينغيا بلا جنسية.

وقال الأمير زيد بن رعد “هذا الإجراء يشبه حيلة ساخرة تهدف للنقل القسري لأعداد كبيرة من البشر بدون احتمالية لعودتهم”.

وأضاف أنه حتى قبل الإجراءات الصارمة الحالية، ارتكبت السلطات انتهاكات واسعة النطاق ضد الروهينغيا، وهو ما يمكن أن يصل إلى حد “الجرائم ضد الإنسانية” حال وصول الأمر للمحاكمة.

ودعا الأمير زيد بن رعد حكومة ميانمار إلى إنهاء عمليتها العسكرية الوحشية الراهنة مع تحمل مسؤولية كل الانتهاكات التي وقعت، ووقف نمط التمييز الشديد واسع الانتشار ضد الروهينغيين.

وكان مجلس حقوق الانسان قد شكل في 24 مارس/آذار “بعثة دولية مستقلة” للتحقيق في الممارسات التي يبدو أن أفرادًا من الجيش ارتكبوها ضد أقلية الروهينغيا المسلمة في راخين (أراكان)، لكن ميانمار لم تسمح لهؤلاء الخبراء بالتوجه إلى المكان.

وتعاني أقلية الروهينغا التي تضم أكثر من مليون شخص وتعد أكبر مجموعة بلا جنسية في العالم، منذ عقود، من التمييز في ميانمار حيث إن أغلبية السكان من البوذيين.

وبدأت دوامة العنف الجديدة في 25 أغسطس/آب عندما شنت الجماعة المتمردة سلسلة من الهجمات على مراكز للشرطة في ولاية راخين، رد عليها الجيش بحملة عسكرية واسعة النطاق تعرض خلالها المدنيون من الروهينغيا لفظاعات على أيدي العسكريين ومليشيات بوذية متطرفة.

وأعلن متحدث باسم الأمم المتحدة، الإثنين، أن عدد مسلمي الروهينغيا الذين فروا من أعمال العنف في ولاية راخين بميانمار ودخلوا بنغلاديش منذ 25 أغسطس/آب بلغ 313 ألفًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات