الأردن يرفض فتح سفارة إسرائيل قبل اتخاذ إجراءات ضد حارس قتل أردنييْن

قوات الأمن الأردنية تقف أمام متظاهرين بالقرب من السفارة الإسرائيلية بعمّان في يوليو/تموز 2017

نقلت وكالة رويترز عن مصدر دبلوماسي قوله إن الأردن لن يسمح بإعادة فتح السفارة الإسرائيلية قبل أن تتخذ إسرائيل إجراءات قانونية ضد حارس أمن قتل مواطنين أردنيين اثنين في يوليو/تموز.

وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن إعادة فتح السفارة مرهون أيضا بضمانات من إسرائيل بأن “العدالة ستتحقق”.

وأغلقت السفارة بعد فترة قصيرة من عودة الحارس إلى إسرائيل لتمتعه بحصانة دبلوماسية تمنع السلطات الأردنية من استجوابه واتخاذ إجراءات قضائية ضده، وجرى أيضا سحب السفيرة والموظفين من هناك.

وذكرت مصادر إسرائيلية أن إسرائيل تعتزم استبدال السفيرة عينات شلاين في سفارتها بعمّان في مسعى لتحسين العلاقات، بيد أنها لم تتطرق للمطلب الأردني القائم منذ فترة طويلة وهو اتخاذ إجراء قانوني ضد حارس الأمن.

وقال المصدر الدبلوماسي: “ليبحثوا عن سفير جديد، لكن ذلك السفير لن يكون محل ترحيب في الأردن إلى أن تأخذ الإجراءات القانونية الواجبة مسارها وتتحقق العدالة”.

وأضاف: “موقفنا لا يزال صلبا في الأردن… لن تفتح السفارة مجددا لحين تلبية هذه الشروط… التي تمثل الموقف الذي اتخذناه من البداية”.

ويشدد الأردن على أنه حتى لو كان الحارس يتمتع بحصانة دبلوماسية فإن ذلك لا يعني عدم معاقبته.

وقال المصدر: “الحارس يتمتع بحصانة وليس بالإفلات من العقاب بموجب اتفاقيات فيينا” في إشارة إلى اتفاقية فيينا التي تحدد الامتيازات الممنوحة للدبلوماسيين.

وأضاف المصدر: “الأردن تصرف وفقا لالتزاماته بموجب القانون الدولي وعلى إسرائيل فعل الشيء نفسه”.

ويعامل المسؤولون الأردنيون إطلاق النار كقضية جنائية ويقولون إن الحارس المسلح قتل بدم بارد الأردنيين الأعزلين، وأحدهما من المارة والآخر عامل شاب.

وقالت إسرائيل إن الحارس المسلح فتح النار بعدما أصيب بجروح طفيفة جراء تعرضه لهجوم من عامل كان يقوم بتوصيل الأثاث إلى منزله داخل مجمع السفارة وتصرف دفاعا عن النفس فيما وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه “هجوم إرهابي”.

واستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحارس استقبال الأبطال، وعانقه؛ مما أثار غضب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وفي نوبة غضب نادرة اتهم ملك الأردن نتنياهو باستخدام الواقعة للاستعراض السياسي قائلا إنها مستفزة على جميع الأصعدة، وطالب الملك عبد الله إسرائيل بمحاكمة الحارس.

ومثل التعامل مع إطلاق النار اختبارا للعلاقات بين إسرائيل والأردن، إحدى دولتين عربيتين فقط أبرمتا اتفاق سلام مع إسرائيل. ولديهما تاريخ طويل من العلاقات الأمنية الوثيقة.

وعبّر كثير من الأردنيين عن غضبهم، في بلد لا تحظى فيه معاهدة السلام بالشعبية، بعد السماح للحارس بالمغادرة ونظموا مظاهرات تطالب السلطات بإلغاء معاهدة السلام المبرمة عام 1994.

وتقول إسرائيل إن من غير المرجح أن تلاحق حارس الأمن قضائيا، لكنها لمحت إلى إمكانية دفع تعويض مالي لأسرة أحد القتيلين الأردنيين.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز