اعتقالات السعودية تهوي بـ 65 سهمًا خليجيًا

الملياردير السعودي الوليد بن طلال أحد الذين تم توقيفهم بالسعودية
الملياردير السعودي الوليد بن طلال أحد الذين تم توقيفهم بالسعودية

تسببت التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في تراجعات حادة للأسواق الخليجية انخفضت على إثرها عشرات الأسهم المتداولة لأدنى مستوياتها منذ عدة سنوات.

وزادت حدة الخسائر بعدما أعلنت المملكة العربية السعودية إلقاء القبض على 11 أميرا و4 وزراء حاليين وعشرات سابقين بالبلاد، فضلا عن عدد من رجال الأعمال في خطوة قالت إنها ستعزز من البيئة الاستثمارية في البلاد.

وهوت أسهم 65 شركة خليجية مدرجة لأدنى مستوياتها منذ عدة سنوات وبعضها منذ الإدراج.

وكان النصيب الأكبر من الأسهم التي انخفضت للسعودية بواقع 24 سهماً يتبعها قطر بنحو 16 سهماً ثم الكويت 13 سهماً، فدبي 8 أسهم وأبو ظبي 3 وسهم وحيد في مسقط، بينما لم يظهر المسح تدني أسعار أي من أسهم بورصة البحرين.

وقال محللون وخبراء إن تهاوي أسعار الأسهم الخليجية جاء تحت وطأة عمليات البيع الكثيفة، التي تعرضت لها مؤخراً بعد إعلان السعودية حملة تطهير واسعة. 

وأصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، السبت الماضي، حزمة أوامر ملكية، قضى أحدها بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، للتحقيق في قضايا الفساد، واتخاذ ما يلزم تجاه المتورطين.

مدير إدارة البحوث لدى أرباح السعودية لإدارة الأصول محمد الجندي، قال: دخلت كافة الأسهم الخليجية بل والعربية في دوامة هبوط حادة لم نعهدها منذ الأزمة العالمية مع تنامي القلق والمخاوف من الأوضاع في السعودية.

وأضاف “مع تزايد عمليات البيع كان هناك تهاو ملحوظ في أسعار الأسهم، انخفضت خلاله لأدنى مستوياتها منذ عدة سنوات، وكذلك هبطت عدة أسهم أخرى لأدنى مستوياتها منذ الإدراج في السوق”.

ومن المتوقع أن تستعيد الأسهم توازنها في القريب العاجل -حسب الجندي-بشرط هدوء حدة التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، وهو ما سيعزز كثيراً من معنويات المستثمرين ويدفعهم لمعاودة المخاطرة والشراء في أسواق المال.

يتفق مع الرأي السابق مدير إدارة الأصول لدى الفجر للاستشارات المالية، ومقرها مصر، مروان الشرشابي، مؤكداً أن تراجعات الأسواق الخليجية كان مبالغاً فيها، خصوصا بعد موسم قوي لنتائج الشركات في الربع الثالث، كان المتوقع ان يلاقى بظلال إيجابية على الأسهم.

ويشير الشرشابي، إلى هبوط الكثير من الأسهم لمستويات متدنية، بما يمثل فرصا جيدة للمستثمرين لاقتناصها، في ظل التوقعات بمعاودة صعودها بقوة خصوصا وأن هبوطها كان غير مبرر، بحسب وصفه.

وتكبدت 6 بورصات خليجية خسائر فادحة جاوزت 17 مليار دولار على مدار الجلسات الثلاث الماضية، متأثرة بتداعيات حملة التوقيفات السعودية.

ومن المرجح أن تتباطأ وتيرة هبوط الأسهم الخليجية -وفق الشرشابي-في الجلسات القادمة، خصوصا بعد فقدانها جزءا كبيرا من قيمتها السوقية، وكذلك مع بدء توجه أنظار الأجانب إليها في محاولات لاقتناص الفرص المتاحة حاليا في الأسواق الخليجية.

ويتوقع بعض الخبراء ارتداد أسعار الأسهم الخليجية عموماً في الأسبوع القادم بعد استيعاب أثار الصدمة لكنه سيظل ذلك مرهونا بهدوء الأوضاع على الصعيد الإقليمي وعدم ظهور أية انباء سلبية جديدة قد تضيف مزيد من الضغوط على معنويات المستثمرين.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر