احذر من الاكتفاء باسم العلامة التجارية عند شراء هاتف ذكي من شركة كبرى

في إطار المنافسة القوية لاجتذاب العملاء، بدأت بعض شركات صناعة الهواتف الذكية تستعين بشركات أخرى شهيرة حتى إذا كانت من قطاعات مختلفة تماما للحصول على مكونات لهذه الهواتف.

على سبيل المثال فإن هواتف “هواوي” الصينية تأتي مزودة بتكنولوجيا كاميرات “لايكا” وهواتف “موتورولا” التي تنتجها لينوفو الصينية تأتي مزودة بسماعات  طراز “جيه.بي.إل”.

ليس هذا فحسب بل إن شركة “بوليت”  رفعت اسمها عن هواتفها ووضعت بدلا منه اسم “كات” المقتبس من اسم شركة صناعة معدات البناء الثقيلة الأمريكية “كاتربلر”. 

ويقول “رودولف إيش” أستاذ إدارة العلامات التجارية  في إحدى الجامعات الألمانية  إن “العلامات التجارية الشهيرة تعطي إحساسا بالأصالة والثقة”،  مشيرا إلى أن أي اسم تجاري شهير  يمكن أن يكون ضمانة أو وعدا بمستوى معين من الجودة.

ويضيف الخبير الألماني “كمستهلك، عندما أختار علامة تجارية شهيرة، أتوقع أن هذه السلعة تحتوي على شيء ما مميز من هذه العلامة التجارية بدرجة أو بأخرى. وأي شيء خلاف ذلك سيكون المنتج عبارة عن عبوة مضللة وخادعة، وهو أمر لا يمكن لأحد أن يفعله من وجهة نظري”.

أما الصحفي وخبير التصوير الألماني “لارس ريهم” والذي أجرى اختبارات لكاميرات رقمية وهواتف ذكية وعدسات على مدى سنوات، ويتابع بدقة ما تنتجه العلامات التجارية والشركات الشهيرة، فهو يقول إن خلاصة خبراته تقول “ما يظهر على المنتج من الخارج، لا يمثل دائما ما هو موجود بالفعل داخله”، في إشارة إلى أن العديد من الأجهزة الشهيرة التي تحمل علامات تجارية معروفة، تحتوي على مكونات من شركات غير معروفة.

على  سبيل المثال فإن العلامتين التجاريتين “كوداك” و”بولارويد” الشهيرتين في عالم آلات التصوير، لم يعد لهما وجود فعلي حاليا، ورغم ذلك فإن الكثير من المستهلكين مازالوا يثقون فيهما.

ويقول الخبير الألماني إن “وجود كاميرا تحمل علامة كوداك أو بولارويد في هاتف ذكي لن  يكون أفضل ولا أسوأ منها في منتجات أخرى. المكونات الداخلية تتشابه بدرجة أو بأخرى بين مختلف المصنعين”.   

ولا يبدي “ريهم” اقتناعا كبيرا بقيمة العلامة التجارية التعاونية.

والحقيقة أنه عند شراء هاتف ذكي يحمل علامة تجارية شهيرة، لا يعرف المستهلكون معلومات كثيرة عن مستوى ولا طبيعة التداخل بين المكونات التي تنتجها شركات مختلفة داخل الجهاز. 

وينصح ريهم المستهلكين قائلا: “لذلك لا يجب الاعتماد فقط على اسم العلامة التجارية عندما تتخذ قرار الشراء وإنما يجب على تقارير الاختبارات التي يقوم بها أشخاص مستقلون وذوو خبرة لهذا المنتج”.

ويقول “جورج تريبا” من أحد مراكز حماية المستهلك في ألمانيا إن “العلامات التجارية تتميز بحقيقة أن المستهلكين يتوقعون  مستوى معين من الجودة وراءها”، لكن الحال ليس كذلك دائما “فنحن نرى مرارا وتكرارا كيف أن بعض الأجهزة غير المعروفة رخيصة الثمن تكون جيدة، في حين أن بعض الأجهزة الشهيرة غالية الثمن تكون معيبة”. 

المصدر : وكالة الأنباء الألمانية