اتفاق على تسليم المعارضة السورية مناطق سيطرتها في القنيطرة للنظام

سحب دخان تشاهد جنوب سوريا جراء القصف الروسي للمنطقة-18 يوليو

توصلت روسيا والفصائل المعارضة إلى اتفاق يقضي بتسليم المعارضة السورية مناطق سيطرتها في محافظة القنيطرة في جنوب سوريا إلى قوات النظام.

وتزامن الاتفاق والذي من شأنه أن ينهي عملية عسكرية معقدة في منطقة تتسم بحساسية بالغة لقربها من إسرائيل، مع الانتهاء من تنفيذ اتفاق آخر رعته روسيا أيضاً، وتمّ بموجبه فجر الخميس إجلاء جميع سكان بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في محافظة إدلب، بعد ثلاث سنوات على حصار فرضته عليها فصائل مقاتلة.

ونصّ الاتفاق على إجلاء سكان البلدتين مقابل الإفراج عن 1500 معتقل في سجون النظام السوري، وأكد مصدر في (هيئة تحرير الشام) لـ”فرانس برس” أن مقاتلي الهيئة دخلوا إلى البلدتين بعد انتهاء عملية الإجلاء.

سوريون تم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا -19 يوليو

وخلال السنوات الماضية، شهدت سوريا اتفاقات إجلاء عدة غالبيتها قضت بخروج المقاتلين المعارضين من مناطق كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة، آخرها في محافظة درعا جنوباً.

وتسيطر الفصائل المعارضة منذ سنوات على الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة وضمنه القسم الأكبر من المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحاذية للجهة المحتلة من إسرائيل.

وكانت قوات النظام بدأت الأحد هجوماً على مواقع سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة القنيطرة بعدما استعادت أكثر من 90 % من محافظة درعا المحاذية.

وحذر محللون وقتها من عملية عسكرية معقدة في القنيطرة، إذ كان على قوات النظام أن تتقدم فيها من دون أن تتسبب بتحرك عسكري من إسرائيل التي استهدفت قبل أسبوع مواقع لقوات النظام فيها.

روسيا اللاعب الأبرز في سوريا:

وتُعد روسيا اللاعب الأبرز في اتفاقات الجنوب السوري. فمنذ تدخلها في سوريا لصالح قوات النظام في العام 2015، لم تكتف موسكو بالدور العسكري بل لعبت أيضاً دور المفاوض وأبرمت العديد من الاتفاقات مع الفصائل المعارضة استعادت بموجبها قوات النظام مناطق واسعة.

وبالتزامن مع اتفاقات الجنوب، توصلت روسيا وتركيا، الداعمة للمعارضة، قبل يومين لاتفاق ينتهي بموجبه ملف بلدتي الفوعة وكفريا اللتين حاصرتهما هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى في العام 2015 إثر سيطرتها على كامل محافظة إدلب.

وانتهت فجر الخميس عملية إجلاء جميع السكان من الفوعة وكفريا بخروج 6900 شخص من مدنيين ومقاتلين موالين من النظام على متن 120 حافلة.

وكانت الفوعة وكفريا آخر بلدتين محاصرتين في سوريا بعدما استعادت قوات النظام خلال عمليات عسكرية وبموجب اتفاقات إجلاء المناطق التي كانت تحاصرها في البلاد.

ولم تعد هناك مناطق محاصرة من أطراف النزاع في سوريا، إلا أن معاناة المدنيين لم تنته، إذ لا يزال مئات الآلاف عالقين في محيط جبهات قتال أو يخشون عمليات عسكرية ضد مناطقهم.

محللون: إدلب هدف النظام القادم

ويرى محللون أن إدلب المحاذية لتركيا ستشكل عاجلاً او أجلاً هدفاً لدمشق، التي ستسعى خصوصا إلى السيطرة على جزء منها محاذ للطريق الذي يربط حلب (شمال) بدمشق، والذي بات بمعظمه تحت سيطرة قواتها.

واعتبر البعض أن اتفاق الفوعة وكفريا قد يكون مدخلاً لعملية عسكرية في إدلب بعد ضمان النظام أمن الموالين له.

وتخشى تركيا من عملية عسكرية في إدلب تفتح مجدداً أبواب اللجوء إليها، علما أنها تستضيف حاليا حوالي ثلاثة ملايين لاجئ سوري.

المصدر : وكالات