إقالة متحدث الخارجية السودانية بعد تصريحات أثارت جدلا بشأن التطبيع

المتحدث باسم الخارجية السودانية يثير دهشة الوزارة وغضب المغردين

أصدر وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين اسماعيل ظهر اليوم الأربعاء، قراراً بإعفاء السفير حيدر بدوي صادق من منصبه كناطقٍ رسمي لوزارة الخارجية ومديراً لإدارة الإعلام.

كان، المتحدث باسم الخارجية السودانية حيدر بدوي صادق، قال يوم الثلاثاء إن السودان يتطلع لتوقيع اتفاق مع إسرائيل مؤكدا على وجود اتصالات بين السودان وإسرائيل بخصوص هذا الموضوع.

وفي هذا الصدد، قال حزب الأمة القومي، أحد مكونات قوى الحرية والتغيير إن السودان الآن يعيش فترةً انتقالية، ويرى أن “البتَّ في المسائل الوطنية الخلافية هو من صميم اختصاص الحكومات الوطنية المنتخبة”.

واعتبر الحزب في بيان نشره على صفحته الرسمية على فيسبوك أن “أيَّةُ علاقةٍ مع إسرائيل في ظل عدم استرداد الأراضي العربية المحتلة، في تسويةٍ مقبولة، والتزام بقرارات الشرعية الدولية لا مبرر لها”.

تراجع عن المبادئ 

وأثارت تصريحات المتحدث باسم الخارجية السودانية جدلا واسعا، واعتبر سياسيون وصحفيون عرب أن تصريحات المتحدث باسم الخارجية السودانية حول التطبيع مع إسرائيل هو “تراجع مشين عن المبادئ التي عرف بها السودان نحو القضية الفلسطينية والذي استضاف قمة اللاءات الثلاث والتي عقدت في الخرطوم”.

وقمة” اللااءت ال3″ أو قمة الخرطوم هي مؤتمر القمة الذي عقد عام 1967 وخرجت فيه القمة العربية بالخرطوم آنذاك بتوصيات تضمنت 3 لاءات هي” لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه”.

وقال ناشطون وصحفيون إن السعودية والإمارات “نجحتا في سنوات قليلة في نقل السودان من خانة دعم القضية الفلسطينية إلى خانة العداء لها” حسب ما ذكروا في إشارة للتدخل السعودي والإماراتي في السودان والتأثير في القرار السوداني.

وغرّد أسعد طه” .. وأين ثورة السودان؟”.

وكتبت الصحفية منى حوّا” السودان مُختطف القرار والتطبيع مرفوض من الحاضنة السياسية والشعبية. لا يمكن أن يفهم تسارع ملف التطبيع مع الاحتلال في ظلّ سلطة انتقالية غارقة بالأزمات. خطوة عبثية.. لو نفعت “إسرائيل” أحدًا لنفعت جنوب السودان الذي استحال لحروب أهلية لم تتوقف منذ الانفصال الذي صاغ الاحتلال خريطته”.

وقال الصحفي محمد الحميري” بقية الدول العربية والخليجية ستلحق تباعاً متسارعة وستتنافس بينها البين من ينبطح للصهاينة أكثر، لكن بعدها ستأتي مرحلة النصر إن شاء الله”.

وكتب أدهم أبو سلمية” أنا على ثقة كبيرة أن الشعب السوداني العظيم لن يسمح أن يُدنس اسمه مع الدول التي سيكتب التاريخ أن أنظمتها خانت القضية الفلسطينية، وشاركت في تهويد المسجد الأقصى المبارك، يا أهلنا في السودان لتكن لكم وقفة لأجل الله”.

الخارجية السودانية “مندهشة “

المتحدث باسم الخارجية السودانية حيدر بدوي صادق، كان قد قال أمس الثلاثاء إن السودان يتطلع لتوقيع اتفاق مع إسرائيل مؤكدا على وجود اتصالات بين السودان وإسرائيل بخصوص هذا الجانب.

وفي وقت لاحق من هذا التصريح، نفت وزارة الخارجية السودانية سعيها لإقامة علاقات مع إسرائيل مؤكدة أن أمر العلاقات مع إسرائيل لم تتم مناقشته بعد من قبل وزارة الخارجية.

وقال وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، في تصريح صحفي، إن الوزارة “تلقت بدهشة تصريحات السفير حيدر بدوي صادق الناطق باسم الوزارة عن سعي السودان لإقامة علاقات مع اسرائيل، وأوجدت هذه التصريحات وضعا ملتبسا يحتاج لتوضيح”.

وشددت الخارجية السودانية على أن “أمر العلاقات مع إسرائيل لم تتم مناقشته في وزارة الخارجية بأي شكل كان، ولم يتم تكليف السفير حيدر بدوي للإدلاء بأي تصريحات بهذا الشأن”.

ترحيب إسرائيلي

من جانبه رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بتصريحات المتحدث باسم الخارجية السودانية، قائلا إنها “تعكس القرار الشجاع الذي اتخذه رئيس مجلس السيادة السوداني، والذي دعا للعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين”.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل والسودان والمنطقة بأسرها ستربح من اتفاقية السلام، ومن شأنها أن تبني مستقبلا أفضل لجميع شعوب المنطقة، وأن إسرائيل ستقوم بكل ما يلزم من أجل تطبيق هذه الرؤية على أرض الواقع.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن معظم الاتصالات بين إسرائيل والسودان في الأشهر الأخيرة أحرزت تقدما، خاصة فيما يتعلق بالرحلات الجوية فوق الأراضي السودانية، إلا أن الصحيفة استدركت بأن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن السودانيين لن يكونوا في عجلة من أمرهم لتوقيع اتفاق علني مع تل أبيب.

المصدر : الجزيرة مباشر + خدمة سند + وكالات