أنباء متضاربة بشأن صحة صالح

تضاربت التقارير بشأن الحالة الصحية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يعالج حاليا في السعودية جراء إصابته وعدد من كبار رجال الدولة بقذيفة سقطت على القصر الرئاسي في الثالث من الشهر الجاري.

فبينما أعلن الدكتور محمد السياني كبير أطباء الرئيس اليمني أن صحة صالح في تحسن مستمر وأنه بصدد إلقاء خطاب إلى الشعب اليمني يتحدث عن وضعه الصحي، ذكرت تقارير من السعودية أن علي صالح في حالة حرجة للغاية.

ونسبت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إلى السياني قوله إن “الوضع الصحي للرئيس في تحسن مستمر وقد عبر عن شكره للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لما حظي به وكبار قادة الدولة (اليمنية) من رعاية واهتمام”.

في مقابل ذلك نقلت يونايتد برس عن مصدر يمني في الرياض أن علي صالح ما زال في وضع صحي سيئ، وأنه يعاني مشاكل في الرئة والتنفس، ويحتاج إلى وقت أطول في مرحلة التعافي.

لكن السفير اليمني في لندن عبد الله الراضي نفى صحة ذلك، وأكد أن علي صالح في حالة مستقرة ويتعافى من الجروح التي أصيب بها وأنه في جناحه بالمستشفى ولم يعد في العناية المركزة.

يشار إلى أن علي صالح تعرض لهجوم مع كبار رجال الدولة في الثالث من الشهر الجاري بمسجد النهدين بدار الرئاسة أدى إلى إصابته ومقتل 11 من حرسه الخاص وجرح العشرات بينهم رئيس البرلمان يحيى الراعي ورئيس الوزراء علي مجور.

ورجح مكتب ستراتفور الأميركي للشؤون الاستخبارية أن يكون سبب الانفجار قنبلة وليس قصفا، وتحدث عن “محاولة اغتيال دبرها على الأرجح أشخاص من داخل النظام”.

ويتمسك أنصار صالح بـ”الشرعية الدستورية” لبقائه في الحكم، رافضين تقارير تتحدث عن خطورة إصابة الرئيس ومؤكدين أنه سيعود قريبا إلى بلده ليمارس مهامه الرئاسية مجددا.

ويأتي ذلك وسط دعوات من المعارضة اليمنية إلى تشكيل مجلس حكم انتقالي يدير شؤون البلاد, بعد غياب صالح.

من جهة ثانية, اعتقلت السلطات اليمنية أشخاصا قالت إنه يشتبه في مشاركتهم في محاولة اغتيال الرئيس الذي لم يظهر علنا منذ الهجوم.

وذكرت صحيفة الميثاق التابعة للحزب الحاكم أن تحقيقات تجري مع المشتبه فيهم, مشيرة إلى الكشف عن حقائق “مهمة وخطيرة” حتى الآن لها علاقة بتحالف اللقاء المشترك المعارض.

وعلى الصعيد ذاته, اتهم قيادي من الحوثيين من محافظة صعدة بشمال اليمن الاستخبارات الأميركية بالوقوف وراء عمليات تفجير استهدفت منزل الزعيم القبلي صادق الأحمر والقصر الرئاسي اليمني.

وقال رئيس الدائرة السياسية لجماعة الحوثي صالح هبره في بيان صحفي إن “الولايات المتحدة الأميركية هي من قام بقصف مسجد النهدين أثناء تواجد علي صالح وأركان نظامه لغرض زرع الحقد بين جميع فصائل قبائل اليمن لتخلق مناخا يمكنها من الدخول فيما بعد كواقع يقدم الحل ومن ثم تفرض رؤيتها ومصلحتها وتعمق من وجودها السياسي والعسكري والاستخباري”.

من جهة أخرى، قال سلطان العطواني العضو في ائتلاف المعارضة الذي التقى عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني إن عبد ربه رفض مناقشة مصير الرئيس معهم, مشيرا إلى أن اللقاء تركز حول الأمن والنقص الحاد في الغذاء والكهرباء.

يشار إلى أن علي صالح تراجع ثلاث مرات من قبل عن التوقيع على المبادرة الخليجية في اللحظة الأخيرة, حيث كان يتعين بموجب المبادرة أن يترك منصبه في غضون شهر من التوقيع مع حصوله على ضمانات بحصانة من المحاكمة.