“أمير وصفاء”: حب في غرفة غسيل الكلى

العروسان الفلسطينيان أمير وصفاء

منذ أن علمت الشابة الفلسطينية صفاء الحرازين (25 عامًا) بإصابتها بمرض الفشل الكلوي قبل نحو 6 سنوات، حتى صرفت عقلها وقلبها عن التفكير في الزواج وحلم الأمومة.

إلا أن ما لم تتوقعه قد حصل، فقد تقدم لخطبتها الشاب أمير أبراش، الذي يعمل في المشفى الذي تنفذ فيه عملية “غسيل الكلى” في غزة.

وقرر العريس أبراش، الذي كان يزداد إعجابًا بصفاء كلما شاهدها في كل مرة تأتي لغسيل كليتها، التبرع بكليته لها بعد زواجهما، وإجراءات الفحوصات الطبية اللازمة، وفق قوله.

وعقد أمير قرانه على صفاء، الثلاثاء الماضي في المحكمة الشرعية بغزة، وبحسب العادات والتقاليد الفلسطينية، فيجب “عقد القران” في بداية فترة الخطوبة، والتي تستمر بضعة أشهر غالبا، قبل أن تتم مراسم الزفاف.

وكانت بداية تعرف العروسين على بعضهما قبل 4 أشهر، حيث كان يحاول أمير، الذي يعمل في “قسم الخدمات” بقسم غسيل الكلى بمجمع الشفاء الطبي في غزة، دومًا التخفيف عن صفاء، ودفعها للابتسام والضحك إذ كانت تمر بفترة نفسية صعبة، كما تقول.

وعرض أمير على صفاء فكرة الارتباط، والتبرع بكليته، لكنها لم تأخذ الموضوع على محمل الجد، حتى أن والدتها لم تصدق حينما أخبرتها بما دار من حديث.

وكان من الصعب على أمير أن يقنع والد صفاء، كما تقول، فالأخير “كان قد قرر أن يرعى ابنته بنفسه حتى آخر رمق فيه”.

وأصيبت “صفاء” الحاصلة على بكالوريوس في “آداب اللغة الإنجليزية”، “بفشل كلوي” وهي في عمر الـ 19 عامًا.

وتبرعت لها والدتها قبل خمس سنوات بكليتها، إلا أن الفشل الكلوي عاد لها مجددًا قبل عام تقريبًا، ما أجبرها على الخضوع لجلسات غسيل للكلى بشكل منتظم.

وتقول إن الأطباء أخبروها أن فشل عمل كليتها المزروعة، ربما جاء بسبب الضغوطات النفسية والخوف الذي شعرت به خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014.

أما أمير فيقول، إنه قرر الزواج من صفاء لأنه أُعجب بها، وليس شفقة على حالها، فقد وجدها إنسانة مثقفة ومؤدبة وجميلة، وبها كل الصفات التي يريدها، بحسب تعبيره، لافتًا إلى أن المرض لم يكن نقصًا عند صفاء، ولم يلق له بالا.

وفي المشفى التي تغسل فيها “صفاء” كليتها، تلاحقها الأنظار ويبحث معظم قاصدي المشفى عن تلك العروس لرؤيتها وتهنئتها.

ولم يكن سهلا في البداية أن يقنع أمير عائلته بزواجه من صفاء، وفق قوله، لكن بعد نقاشات مطولة وافقوا على الخطبة عندما علموا برغبته في التبرع لصفاء بكليته.

وتلقى أمير الكثير من التهاني والهدايا من زملائه وممرضي وأطباء ومرضى المشفى، وأشار إلى أن خطبته من صفاء كانت شيئًا مفرحًا ممن هم حوله، ومن الشارع الغزي.

أما العروس الشابة، فلم يرق لها في بداية الأمر أن تنتشر قصة خطبتها وتصبح حديث الشارع، فقد أبدت استغرابها من حجم انتشار قصتها لهذا الحد، وتفاجأت من رد فعل الناس، ثم شعرت بالسعادة، لحجم الفرح والتهنئة الذي وجدته منهم.

وقد خطفت قصة ارتباط “أمير وصفاء”، الأضواء على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية خلال الأيام الماضية.

وانهالت التهاني من رواد مواقع التواصل للشابين، متمنين لهما “حياة سعيدة، وتطابق أنسجتهما معًا لإجراء عملية التبرع”.

المصدر : الأناضول