أمير الكويت: لن نتهاون في أمن البلاد

أعرب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن مشاركته لشعبه مشاعر القلق والاستغراب إزاء ما تشهده الساحة الكويتية من أحداث وممارسات، مؤكدا أن الدولة لن تتهاون مع أي شخص يهدد أمنها.

وقال أمير الكويت -في كلمة بثتها وكالة الأنباء الكويتية مساء الأربعاء بعد عودته من رحلة علاجية ببريطانيا- “لعلكم تتابعون معي ما يجري تحت قبة البرلمان من ممارسات تخرج عن إطار الدستور وتتجاوز مقتضيات المصلحة الوطنية، تتسم بالتعسف وتسجيل المواقف وتصفية الحسابات والشخصانية المقيتة”.

وأضاف أن “ممارسات البعض قد تجاوزت الحدود والضوابط التي وضعها الدستور لحماية الديمقراطية، وانزلق البعض إلى محاولات تكريس ثقافة غريبة على المجتمع قوامها الخروج عن القيم الكويتية الفاضلة المعهودة، وانحدار لغة الحوار والتخاطب وانتهاك الدستور والقانون، وتجاوز ضوابط الحرية وحدودها لتطال حرية الآخرين والمساس بكراماتهم، والإساءة إلى دول شقيقة وصديقة”.

وقال “لقد أكدت مرات وأجدد التأكيد على أنني من يحمي الدستور، ولن أسمح  بأي مساس به، فهو الضمانة الحقيقية لاستقرار نظامنا السياسي والدعامة  الرئيسية لأمن بلدنا، وأن إيماننا راسخ بنهجنا الديمقراطي ولن نقبل عنه بديلا، فهو نهج متجذر ثابت في وجدان أهل الكويت توارثوه وتمسكوا به جيلا بعد جيل”.

واستطرد “نعم، علينا أن نعترف بأننا كسائر المجتمعات والدول نعاني من  السلبيات وأوجه القصور في الكثير من مجالات العمل وفي مختلف الميادين التي ينبغي علينا التصدي لها ومعالجتها وإيجاد أفضل الحلول لها، ولكن متى كانت المشكلات والقضايا تحل بالتحدي والتشكيك والفوضى ومظاهر الشحن والإثارة”.

وقال “طلبت من وزير الداخلية مواصلة اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بحماية أمن الكويت واستقرارها، وعدم التهاون إزاء كل من يحاول المساس بأمن البلاد وثوابتها الوطنية، والتجاوب مع القوانين والأنظمة”.

ووجه أمير الكويت في ختام كلمته دعوة لأهل الكويت جميعا إلى “فزعة وطنية جامعة للحفاظ على الروح الكويتية المعهودة لبناء سور الوحدة الوطنية الذي يحفظ أمنها ويصون ثوابتها”، ودعاهم إلى “الانشغال ببناء كويت المستقبل وبث روح الأمل والتفاؤل وتوجيه الجهود نحو ما ينفع الوطن”.

وتواجه الكويت جمودا سياسيا منذ فترة طويلة واحتشدت المعارضة ضد رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح عضو الأسرة الحاكمة الذي يتمتع بنفوذ كبير، وشارك عدة مئات في مظاهرات سلمية أسبوعية تطالب باستقالته.

وكثيرا ما طلب نواب المعارضة في البرلمان استجواب رئيس الوزراء بخصوص قضايا تتراوح بين مزاعم بإساءة استغلال الأموال العامة، والإضرار بالأمن الوطني والعلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي من خلال تفضيل العلاقات مع إيران.

 ورد الشيخ ناصر على بعض تلك الاستجوابات في جلسة مغلقة أول أمس الثلاثاء لكنه لم يرض المعارضة على ما يبدو، حيث قدم نواب عنها مذكرة لحجب الثقة عن رئيس الوزراء ستتم مناقشتها الأسبوع القادم، لكن مثل تلك المذكرات فشلت في السابق في حشد التأييد اللازم.