أمريكا تلمح إلى وجود عسكري “لأجل غير مسمى” في سوريا

وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون

لمحت الولايات المتحدة إلى وجود عسكري لأجل غير مسمى في سوريا في إطار إستراتيجية أوسع نطاقا تهدف لمنع “عودة تنظيم الدولة وتمهد لرحيل الأسد وكبح النفوذ الإيراني”.

وفي كلمة بجامعة ستانفورد دعا وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى “الصبر” على رحيل الأسد فيما يعتبر أوضح مؤشر حتى الآن على الاعتراف بأن روسيا وإيران عززتا موقف الأسد وأنه لن يترك السلطة الآن على الأرجح.

وسوف يزيد الإعلان، الذي وصف بأنه إستراتيجية إدارة ترمب الجديدة بشأن سوريا، المخاطر ويعيد تعريف مهمة الجيش الأمريكي الذي سعى لسنوات لتعريف عملياته في سوريا على أنها لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، وينشر الجيش الأمريكي قرابة 2000 من القوات البرية في سوريا.

وقال تيلرسون إنه في حين أن جانبا كبيرا من الإستراتيجية الأمريكية سيركز على الجهود الدبلوماسية “فلنكن واضحين، سوف تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في سوريا، يركز على ضمان عدم عودة ظهور تنظيم الدولة مع الاعتراف بالشكوك التي تساور كثيرا من الأمريكيين بخصوص المشاركة العسكرية في صراعات بالخارج.

وكان مسؤولون من إدارة ترمب ومنهم وزير الدفاع جيم ماتيس قد كشفوا النقاب في السابق عن عناصر من السياسة الجديدة لكن خطاب تيلرسون يهدف لإضفاء الصفة الرسمية عليها وتعريفها بوضوح، وقال تيلرسون إن ابتعاد الولايات المتحدة عن سوريا سيتيح لإيران فرصة لتعزيز موقفها هناك.

وبعد حرب مستمرة منذ قرابة سبع سنوات قتل خلالها مئات الآلاف من السوريين وسببت كارثة إنسانية طلب تيلرسون من الدول مواصلة الضغط الاقتصادي على الأسد مع توفير المساعدات للمناطق التي لم تعد تحت سيطرة تنظيم الدولة.

وقال تيلرسون إن إجراء انتخابات حرة تتسم بالشفافية يشارك فيها السوريون الذين يعيشون الخارج “ستؤدي إلى رحيل الأسد وعائلته عن السلطة بصورة دائمة، وأوضح أن” هذه العملية ستستغرق وقتا وندعو إلى الصبر على رحيل الأسد وإرساء قيادة جديدة”.

ورحب هادي البحرة عضو المعارضة السورية بإعلان تيلرسون لكنه دعا إلى توفير المزيد من التفاصيل.

وقال إن هذه هي المرة الأولى التي تصرح فيها واشنطن بأن هناك مصالح أمريكية في سوريا وأنها مستعدة للدفاع عنها، لكنه أشار إلى الحاجة لمزيد من الوضوح بشأن كيفية فرض واشنطن تنفيذ العملية السياسية وكيف ستجبر نظام الأسد على القبول بتسوية سياسية تؤدي إلى توفير مناخ آمن ومحايد يؤدي إلى انتقال من خلال انتخابات حرة ونزيهة.

المصدر : رويترز