أرملة ضابط روسي قُتل في سوريا تكافح للحصول على تعويض

إحدى قطع البحرية الروسية (أرشيفية)
إحدى قطع البحرية الروسية (أرشيفية)

تلقت فيتالينا بوردوفا رسالة نصية قصيرة من زوجها سيرغي، الضابط في البحرية الروسية برتبة ميجر الذي كان ضمن القوات العاملة في سوريا، يتمنى لها فيها صباحا طيبا.

لكن بعدها بنصف ساعة أصابته قذيفة مورتر فأودت بحياته.

وتخوض بوردوفا نزاعا مع الجيش الروسي منذ وفاته يوم 18 من أبريل نيسان، محاولة الحصول على الدعم المالي الذي ترى أنه من حقها كأرملة لضابط.

وتحدثت بوردوفا عن نزاعها مع وزارة الدفاع الروسية في مقابلة لتصبح أول قريب لعسكري روسي يقتل في سوريا يشتكي علنا من المعاملة التي يلقاها منذ أن بدأت روسيا عملياتها هناك قبل نحو عامين.

وتظهر قضية بوردوفا كيف يزداد تأثير الحرب السورية على الروس الذين ارتبطت حياتهم بها مع تحول طبيعة التدخل الروسي من عملية سريعة لمكافحة الإرهاب إلى مشاركة طويلة المدى.

ويعد العدد الحقيقي للقتلى الروس في الصراع السوري مسألة حساسة في بلد تكبدت قواته خسائر كبيرة في الحرب التي خاضها الاتحاد السوفيتي في أفغانستان والتي انتهت في 1989.

ويفيد إحصاء لرويترز أن أكثر من 80 مقاتلا روسيا، بينهم ضباط برتب عالية ومتعاقدون عسكريون من القطاع الخاص، قتلوا في سوريا خلال العملية المستمرة منذ عامين. والحصيلة الرسمية هي 39 قتيلا لأن وزارة الدفاع الروسية لا تكشف عن جميع القتلى.

ورسميا، تشارك روسيا في حرب جوية فقط في سوريا وبعدد قليل من القوات الخاصة والقوات غير المقاتلة على الأرض.

وتنفي موسكو مشاركة قواتها في عمليات قتالية برية بانتظام.

ويزداد عدد المتضررين مع ارتفاع عدد القتلى في ظل استمرار الصراع.

وقالت بوردوفا التي تعمل أخصائية نفسية بالجيش إن راتبها يبلغ 8600 روبل (149 دولارا) شهريا، وإنها كانت تعتمد في السابق على راتب زوجها (42 عاما) للعيش.

وحتى الآن تسلمت حوالي 17 ألف دولار أي خمس التعويض الذي دُفع لأقارب زوجها من الدرجة الأولى “أطفاله من زواجه الأول وأمه”.

ولم تحصل على المعاش الذي يدفع عادة لأرامل المحاربين القتلى أو الشقة التي تقول إنها تستحقها بموجب القواعد المعمول بها بوزارة الدفاع.

ويتركز النزاع حول كونها لا تزال مسجلة رسميا على أنها تعيش في شقة زوجها الأول الذي طلقت منه قبل نحو ثلاث سنوات.

ويقول المسؤولون إن هذا يجعلها غير مؤهلة كشخص يعيش وحيدا بحاجة إلى دعم سكني ومعاش.

ولا يمكن لبوردوفا تغيير وضعها ما لم تحصل على شقتها الخاصة وعندها فقط يمكنها التسجيل على أنها تعيش وحدها.

وقالت في شقة والديها حيث تعيش مع ابنتها من زواجها السابق “راتبي ضئيل للغاية. ليس لدي مال لأدفعه للمحامين. كان زوجي يساندني”.

وتحدثت بوردوفا عن رد فعلها عندما أخبرها زوجها برغبته في التقدم للانتشار بسوريا بعدما مل العمل المكتبي الذي كان قد نقل إليه قبل قليل.

قالت “لم أقل شيئا وبدأت أبكي. بعد ذلك … سألني مرة أخرى. قلت له لا يمكنني أن أمنعك من ذلك ولا يمكنني أن أتركك تذهب”.

وتعيش بوردوفا في القرم وهي منطقة في أوكرانيا ضمتها روسيا إليها في 2014.

واطلعت رويترز على رد رسمي من وزارة الدفاع الروسية على بوردوفا قال إنها غير مستحقة لشقة لأنها تمتلك ثلث شقة زوجها السابق.

وتقول بوردوفا إن مكتب المعاشات منحها وثيقة تؤكد أنها فرد من أسرة عسكري قتيل.

ويعني هذا أنها ما دامت تعيش وحدها مع طفل فإنها تستحق معاش أرملة.

لكن تم سحب الوثيقة منها عندما علم مسؤول محلي أنها مسجلة على أنها تعيش مع زوجها السابق وبالتالي فإنها لا تعيش بمفردها من الناحية الرسمية.

وأكد مسؤول في المكتب أن بوردوفا غير مستحقة للمعاش بموجب قانون قدامى المحاربين.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز