72 قتيلا بتفجيرات العراق وواشنطن تندد

ارتفعت إلى 72 قتيلا وأكثر من 250 جريحا حصيلة ضحايا سلسلة تفجيرات وهجمات استهدفت مناطق متفرقة من العراق أمس الأربعاء، في وقت نددت فيه الولايات المتحدة بهذه التفجيرات ووصفتها بأنها “جبانة ومدانة”، بينما وجهت الأمم المتحدة نداء عاجلا للحكومة العراقية لمعالجة الأسباب الجذرية لأعمال العنف التي تضرب البلاد.

وشملت هجمات الأربعاء -التي وقعت بشكل متزامن وعددها 42- تفجير 18 عبوة ناسفة و18 سيارة مفخخة، وشن ست هجمات مسلحة في الحلة والموصل وكربلاء وكركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار وبغداد ومناطق محيطة بها.

وتعد هذه الهجمات الأكبر منذ مقتل 74 شخصا في سلسلة مماثلة في أغسطس/آب 2011، كما أنها تأتي بعد مقتل 25 شخصا في تفجير استهدف مقر الوقف الشيعي في بغداد قبل نحو عشرة أيام.

وجاءت هذه الهجمات في وقت تستعد فيه مدينة الكاظمية في شمال بغداد لاستقبال آلاف الزوار الشيعة من محافظات أخرى ومن خارج البلاد لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم.

وأكدت مصادر أمنية وطبية لوكالة الصحافة الفرنسية مقتل 28 شخصا في بغداد.

وفي المدائن (30 كلم جنوب غرب بغداد) قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 12 بجروح في انفجار سيارة مفخخة، وقتل شخصان آخران وأصيب سبعة بجروح في النهروان على الطرف الجنوبي لبغداد، فيما أصيب ثلاثة بجروح بانفجار عبوة قرب حسينية في المحمودية (30 كلم جنوب غرب بغداد)، بحسب مصدر في وزارة الداخلية.

وأعلن نقيب في الشرطة مقتل شخصين وإصابة ستة بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب مطعم في العزيزية 70 كلم جنوب بغداد.

وذكر مقدم في الشرطة أن “خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 30 بانفجار سيارتين مفخختين في وسط قضاء بلد (70 كلم شمال بغداد)، وقد أكد مسؤول محلي الحصيلة، مشيرا إلى أن إحدى السيارتين استهدفت مقرا للوقف الشيعي.

وفي الحلة (95 كلم جنوب بغداد) قال نقيب في الشرطة إن “سيارتين مفخختين انفجرتا في وسط الحلة، مما أدى إلى مقتل 19 شخصا وإصابة 51”. وأكد الطبيب علي الخفاجي من مستشفى الحلة الجراحي تلقي جثث 19 ضحية.

وأعلن مسؤول في وزارة الصحة أن 24 شخصا أصيبوا بجروح في انفجار سيارة مفخخة بمنطقة طويريج على بعد نحو 10 كلم من شمال كربلاء (110 كلم جنوب بغداد).

وقتل عشرة أشخاص في بعقوبة (60 كلم شمال بغداد) وأصيب نحو 50 بجروح في سلسلة هجمات في المدينة ومحيطها، شملت 12 عبوة ناسفة وسيارتين مفخختين وثلاث هجمات مسلحة، وفقا لمصادر أمنية وطبية.

وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) انفجرت سيارة مفخخة شرق المدينة مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح، وفقا لمصدر أمني، قبل أن تنفجر سيارة مفخخة أخرى قتل فيها شخصان وأصيب ثلاثة آخرون بجروح.

وقتل شخصان على الأقل وأصيب 17 بينهم مراسل وكالة الصحافة الفرنسية مروان إبراهيم بانفجار ثلاث سيارات مفخخة في كركوك (240 كلم شمال بغداد).

وفي الأنبار، قتل ثلاثة أشخاص في هجوم مسلح وانفجار عبوة لاصقة في منطقتيْ الكرمة وهيت.

اجتماع ونداء
وترأس رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الأربعاء “اجتماعا ضم عددا من آمري ألوية الجيش والشرطة”، حيث حذر بيان صادر عن مكتبه من الخلافات السياسية التي قد “تنعكس سلبا على الوضع الأمني”.

من جهته اعتبر رئيس البرلمان أسامة النجيفي أن الهجمات -التي لم تتبنها أي جهة حتى الآن- تهدف إلى إحداث فتنة، بينما حمل ائتلاف “العراقية” بزعامة إياد علاوي “الحكومة مسؤولية وضع حد للمخططات التي تهدف سوءا باللحمة الوطنية”.

وقد وجه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر نداء عاجلا للحكومة العراقية، دعاها فيه إلى “معالجة الأسباب الجذرية لأعمال العنف والإرهاب التي تضرب البلاد”.

إدانة أميركية
من جهتها نددت الولايات المتحدة بموجة التفجيرات التي شهدها العراق أمس الأربعاء، ووصفتها بأنها “جبانة ومدانة”.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولايات المتحدة تدين بشدة الهجمات الأخيرة في العراق، معتبرا أن “استهداف المدنيين الأبرياء وقوات الأمن هو عمل جبان ومدان”.

وتابع “نقدم التعازي لعائلات الضحايا، وندعم جهود قوات الحكومة العراقية المتواصلة لمحاسبة المسؤولين” عن التفجيرات.

وقال كارني إنه على الرغم من أن من وصفها بـ”الجماعات المتطرفة” لا تزال تقوم بأعمال عنف وتتسبب في الأذى، فإن واشنطن تعتقد أن قدرات تلك الجماعات تضاءلت في السنوات القليلة الماضية. وأضاف أن “العراقيين يواصلون رفض الأساليب المتطرفة ويدعمون الطرق السلمية لحل خلافاتهم”.