7/18.. ما سر الرقم الذي يتفاءل به الأتراك وما علاقته بطائرات بيرقدار؟

سلجوق بيرقدار رائد الطائرات المسيرة التركية برفقة الرئيس رجب طيب أردوغان

يهتم الأتراك كثيرا بالرموز والأرقام ودلالاتها، فيختارون بدقة التواريخ التي يعلنون فيها عن مشروعاتهم ويهتمون بدلالات الأماكن التي يتواجدون فيها لحظة إعلان القرارات الهامة.

على سبيل المثال، اختار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عام 2023 للإعلان عن “تركيا الجديدة”. ولا يفوت الرئيس مناسبة إلا ويذكر هذا التاريخ ويكرر وعده بأن تركيا في هذا العام ستكون قوة عظمى. 

ورغم أن التاريخ هو موعد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، إلا أنه في نفس الوقت يوافق مرور 100 عام على توقيع تركيا اتفاقية لوزان التاريخية التي حددت حدود الجمهورية الحالية وأعطتها كيانها القانوني، إلا أن كثيرا من الأتراك يرى أنها حرمتها في ذات الوقت من عوامل قوتها. 

وبعد قرار المحكمة الإدارية العليا في تركيا، الذي قضى ببطلان قرار تحويل “آيا صوفيا” من جامعٍ إلى متحف، اختار أردوغان تأجيل خطابه المتلفز إلى الساعة 20:53 (08:53 مساءً) تحديداً، في إشارة رمزية إلى العام 2053 الذي سيصادف الذكرى الـ600 لفتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح. كما اختار أردوغان يوم 24 يوليو/ تموز لإقامة أول صلاة في آيا صوفيا، وهو نفس يوم توقيع معاهدة لوزان. بالإضافة إلى أمثلة كثيرة أخرى. 

فما دلالة الرقم 7/18؟

اعتاد العثمانيون كتابة هذا الرقم على أقواسهم التي يرمون بها الأسهم نحو أعدائهم وكتابتها على شارات سلاح الرماة.

ويشير الرقم 7 إلى ترتيب سورة الأنفال في المصحف، أما رقم 18 فيشير إلى رقم الآية في ذات السورة، وهي الآية التي تقول (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).  

الطائرات المسيرة

لم تندثر هذه العادة حتى الآن، بل ظهرت مرة أخرى للواجهة مع تغريدة كتبها رائد تقنية الطائرات المسيرة، سلجوق بيرقدار، وتضمنت عدة أسطر من أكواد البرمجة الخاصة بطائرات بيرقدار المسيرة التي صممها، ومنها تلك الآية.  

كما ظهر نفس الرقم الخاص بالآية في عدة صور أخرى، إذ قام جنود بكتابة الرقم الذي يشير إلى تلك الآية على الصواريخ الموجهة في الطائرات.

صاروخ مكتوب عليه الرمز الذي يشير إلى الآية رقم 18 في سورة الأنفال

وحققت طائرات بيرقدار المسيّرة نجاحا لافتا في عدة معارك في سوريا وليبيا، ومؤخرا في الحرب الدائرة بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورني كاراباخ، كما تحلق على قمة تكنولوجيا الصناعات العسكرية التركية.

وخلال السنوات العشر الأخيرة، نمت صناعة الطائرات من دون طيار المحلية الصنع بشقيها الاستكشافي والمسلح، لتحتل تركيا موقعا بين أول أربع دول في العالم في هذا المجال.

ووفقا لتقارير غربية، باتت تركيا تزاحم حلف شمال الأطلسي (ناتو) في صناعة وتصدير الطائرات المسيرة بعدما نجحت طائراتها في العام 2018 في تنفيذ غارات موجهة بالأقمار الصناعية، وهي تحلق بمحرك منتج محليا، قبل أن تتطور في العام ذاته لتتمكن من التحليق المتواصل لأكثر 24 ساعة.

وتشمل الصناعات العسكرية التركية كذلك مروحيات “أتاك” وصواريخ “بورا” الباليستية ومدفع “فيرتينا” وغواصة “بيري ريس” البحرية وغيرها.

المصدر : الجزيرة مباشر