30 يونيو يقترب وأمريكا تتحرّك… السودان إلى أين؟

المبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث

مع اقتراب الثلاثين من يونيو، كثّفت الولايات المتحدة الأمريكية جهودها في محاولة لحل الأزمة السودانية تفادياً لعقوبات أفريقية محتملة، ومظاهرات معلنة من قبل قوى الاحتجاج.

مهمة عسيرة
  • أيام قليلة فصلت بين إعادة تعيين دونالد بوث كمبعوث أمريكي إلى السودان بقرار من إدارة الرئيس دونالد ترمب، وبين وصوله إلى الخرطوم لمزاولة مهامه، ما عدّه مراقبون حرصاً من واشنطن على ترميم العلاقة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.
  • الخبير الدبلوماسي السفير نجيب الخير عبد الوهاب يرى أن أمريكا أظهرت اهتماماً كبيراً بالشأن السوداني ليقينها أن استقرار السودان عامل حاسم في استمرار المنطقة والإقليم.
  • عبد الوهاب أوضح في حديثه إلى الجزيرة مباشر أن صراع النفوذ في المنطقة جعل واشنطن مهمومة بتطورات الأوضاع في الخرطوم، على الرغم من انشغالها بالصراع الحالي مع طهران، حتى لا يقع السودان في أحضان خصومها في المنطقة.
  • عبد الوهاب أعرب عن أمله في أن تسهم الجهود الأمريكية في تسوية الأزمة السودانية، خاصة أنها جاءت لتنشيط المبادرة الأفريقية الإثيوبية ولم تطرح مبادرة جديدة.

  • بالمقابل، أشار أستاذ العلوم السياسية د. ميرغني عبد الجليل إلى أن مهمة دونالد بوث لا تبدو يسيرة، على الرغم من إلمامه التام بالملف السوداني، حيث عمل مبعوثاً أمريكيا للسودان، خلال إدارة الرئيس باراك اوباما، بين عامي 2013  وحتى 2017، قبل تكليفه بالملف مجدداً.
  • عبد الجليل أكد للجزيرة مباشر أن زيارة المبعوث الأمريكي تأتي في ظل تصعيد شديد من قبل الطرفين، ما قد يؤثر على مهمة تقريب المسافة بينهما.
  • المجلس العسكري شرع في إجراءات الحصول على “تفويض شعبي” من قبل جماعات قبلية وقطاعات فئوية، لإعلان الحكومة المدنية، من جانب واحد، كما أعلن عن إجراء انتخابات خلال عام.
  • قوى الحرية والتغيير، ردّت بالإعلان عن مسيرة مليونية في الثلاثين من يونيو/ حزيران الجاري في السودان وعدد من المدن الأمريكية والأوربية لإجبار المجلس العسكري على نقل السلطة للمدنيين.
  • الاتحاد الأفريقي حدد الثلاثين من يونيو/ حزيران موعداً لانتهاء المهلة الممنوحة للمجلس العسكري لتسليم السلطة إلى المكون المدني، مؤكداً أنه سيدرس إيقاع عقوبات على أعضاء المجلس حال تمسكهم بالسلطة.
اتصالات إقليمية
  • المبعوث الأمريكي دونالد بوث لم يدخر وقتاً عقب المباحثات التي أجراها بالخرطوم، مع المجلس العسكري وقوى الحرية والتغييير، وطار سريعاً إلى القاهرة لبحث سبل حل الأزمة السودانية مع الجانب المصري.
  • أستاذ العلوم السياسية د. ميرغني عبد الجليل اعتبر أن الاتصالات الأمريكية مع مصر والسعودية والإمارات نابعة عن يقين واشنطن بأن تلك الدول بمثابة حاضنة إقليمية للمجلس العسكري السوداني.
  • عبد الجليل قال إن القاهرة عرقلت المبادرة الإثيوبية التي اقتربت من حل الأزمة السودانية، وقامت بتسويق مبادرة أخرى تصب في صالح المجلس العسكري تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، الأمر الذي جعل المجلس ينفض يده عن الإثيوبية ويرحب بالأفريقية.
  • عبد الجليل أشار إلى أن المبعوث الأمريكي انتهج طريقاً فعالاً بالضغط على الجانب المصري والسعودي والإماراتي، لأن إقناعهم يعني إقناع المجلس العسكري الذي يعبِّر عنهم بدرجة كبيرة.
  • الخبير الاستراتيجي الفريق حنفي عبد الله نفى أن تكون الاتصالات الأمريكية بالجانب المصري والسعودي والإماراتي ناتجة عن قناعتها بوجود رابط بين المجلس العسكري وبين تلك الدول.
  • عبد الله قال للجزيرة مباشر إن واشنطن تتحرك مع هذا المحور في حل الأزمة السودانية من باب علاقاتها الراسخة مع القاهرة وأبوظبي والرياض، وليس من باب أن تلك العواصم حاضنة إقليمية للمجلس العسكري.
  • بالتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي إلى الخرطوم، خاطبت نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق أفريقيا، ماكيلا جيمس، مجلس النواب حول تطورات الأوضاع في السودان.
  • جيمس انتقدت فض اعتصام القيادة العامة بطريقة وحشية، وشددت على ضرورة نقل السلطة للمدنيين، وهددت بفرض عقوبات على السودان حال تكرر العنف مجدداً.
  • نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد هيل أجرى اتصالاً هاتفياً مع نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان عقب ساعات من فض اعتصام القيادة العامة بالقوة في الثالث من يونيو/ حزيران.
  • وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن المكالمة تناولت “حملة القمع الوحشية ضد المتظاهرين السلميين من قبل المجلس العسكري الانتقالي”.
غياب الثقة
  • مخرجات زيارة المبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث يبدو أنها صبّت سريعاً في صالح تسوية الأزمة، إذ أشارت صحف سودانية إلى أن بوث انتزع موافقة مبدئية من المجلس العسكري حول مناصفة المقاعد في المجلس السيادي مع قوى الحرية والتغيير، بعد أن كان المجلس يرفض ذلك خلال الفترة الماضية.
  • لكن الموافقة التي أعلنها المجلس العسكري بشأن المجلس السيادي ماتزال محل تشكيك لدى عدد من المراقبين.
  • أستاذ العلوم السياسية د. ميرغني عبد الجليل قلل من ذلك الموقف، بحجة أن المجلس العسكري غير مأمون الجانب، وسبق أن تنكر للاتفاق الذي توصل إليه مع قوى الحرية والتغيير بشأن المجلس التشريعي ومجلس الوزراء.
  • عبد الجليل أكد أن المجلس العسكري ليس على قلب رجل واحد، وأن كثيراً من أعضائه لا يملكون رأياً مستقراً لأن إرادتهم عند دول أخرى.
  • الخبير الاستراتيجي الفريق حنفي عبد الله أكد أن المجلس العسكري لن يقبل بمبادرة تحوي حلولاً جاهزة وأنه يرفض أي إملاءات خارجية.
  • عبد الله: أمريكا تتحرك وفقاً لمصالحها، ونحن مستعدون لمقابلة هذه المصالح بمثلها.. ويمكن أن نرفع يدنا عن محاربة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر.
المصدر : الجزيرة مباشر