23 قتيلا بقصف الكتائب لمصراتة

حذر الثوار الليبيون من وقوع مذبحة في مدينة مصراتة إن لم يتدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد مقتل 23 شخصا في هجوم صاروخي للكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي. في المقابل، قصفت طائرات الأطلسي مخازن ذخيرة قرب العاصمة الليبية طرابلس.

فقد قال جمال سالم -متحدث باسم الثوار- في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز للأنباء “عدد القتلى ارتفع إلى 23 إضافة إلى عشرات الجرحى. القتلى مدنيون ومعظمهم من النساء والأطفال. علمنا الآن أن ثلاثة مصريين على الأقل قتلوا في الهجوم”.

وقال الثوار إن كتائب القذافي قصفت على الأقل بثمانين صاروخا من نوع غراد اليوم في هجومها على منطقة قرب ميناء مصراتة.

وخلال يوم أمس، تمكن الثوار من دحر هجوم لكتائب القذافي عند المشارف الغربية لمصراتة وأسروا نحو عشرة جنود. كما تصدى الثوار لهجوم آخر لقوات القذافي في منطقة الجبل الغرب.

وقد ظلت مصراتة ومدن الجبل الغربي تحت وطأة القصف والحصار الذي تنفذه كتائب القذافي منذ أسابيع.

في الجهة القابلة، دوى بالقرب من إحدى ضواحي طرابلس انفجار ضخم شعر به معظم السكان بعدما اهتزت نوافذ وأبواب بيوتهم على بعد كيلومترات عدة من مكان حصوله.

وأوضح التحالف الذي لم يستهدف العاصمة بالقصف خلال الأيام الماضية أن غارته الجوية الأخيرة استهدفت مخازن للذخيرة قرب طرابلس.

وضمن هذا الإطار، قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن طائرات مقاتلة تابعة لها تواصل توجيه ضربات إلى الدفاعات الجوية الليبية حتى بعد أن تولى الناتو قيادة العمليات في ليبيا هذا الشهر.

وكان مصدر عسكري ليبي أعلن عن تعرض شارع طرابلس بمدينة مصراتة ومدينتي العزيزية وسرت لقصف قوات التحالف، مشيرا إلى أن القصف تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين.

وقال متحدث باسم الناتو إن طائراته استهدفت موقعين مضادين للطائرات على بعد حوالي 24 كلم جنوبي مصراتة.

ارتباطا بالموضوع، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن استمرار نظام القذافي في اعتداءاته الوحشية يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي يدعو إلى وقف كل الهجمات ضد المدنيين.

وأصدرت كلينتون بيانا قالت فيه “في الأيام القليلة الماضية، تلقينا تقارير مزعجة عن تجدد الأعمال الوحشية التي تنفذها قوات القذافي”.

وأضافت “مليشيات النظام والمرتزقة يستمرون في اعتداءاتهم على المدنيين في مصراتة، ويطلقون عشوائياً قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة على مناطق سكنية في المدينة”.

ولفتت المسؤولة الأميركية إلى أن بلادها “تجمع معلومات عن أعمال القذافي، وهي يمكن أن تشكل انتهاكات للقانون الإنساني الدولي أو قانون حقوق الإنسان”.

وأكدت أن واشنطن تعمل على توثيق هذه الأعمال بشكل مناسب، وتضمن بأن تتم محاسبة من ارتكبوا هذه الأعمال “الوحشية” على أفعالهم.