يوم الأسير الفلسطيني.. محطات من ألم وكرامة وكثير من صبر

الأسرى الفلسطينيون

عام كامل من التحديات مرّ بمعاناته على آلاف الأسرى وامتداد ذلك على عائلاتهم، لم يختلف في مضمونه كثيرًا عن أي عام آخر فكانت همومهم تتشابك مع أوجاعهم التي يعيشونها في مقابر الأحياء.

لكن في هذا العام يطل يوم الأسير الفلسطيني، وكرامة الأسرى ترفض المساومة على حقوق هي أبسط ما يكون، يمر في ظل الانتصار بمعركة إضراب الكرامة الثانية التي خاضها مئات الأسرى رفضًا لعقوبات فُرضت عليهم منذ سنوات وسط تحريض وعنصرية تطال شخوصهم وتنتقص من حرياتهم المعدومة أصلًا.

ويُصادف 17 أبريل/نيسان من كل عام، اليوم الوطني والعالمي لنصرة الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، والذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974، وفاء لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة وتضحياتهم، وللأسرى القابعين في معتقلات الاحتلال، واعتباره يومًا لتوحيد الجهود والفعاليات لنصرتهم ودعم حقهم المشروع بالحرية.

وذاق أكثر من مليون فلسطيني مرارة الاعتقال منذ عام 1967.

ويسرد “مكتب إعلام الأسرى”  في بيان اليوم الأربعاء، أبرز المحطات التي شكلت اعتداء صارخًا على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

 قوانين عنصرية:
  • الناشط الفلسطيني الشعبي والمحرر صلاح الخواجا، يرى أن الحركة الأسيرة تعرضت لجملة من الانتهاكات على يد الاحتلال خلال الفترة الأخيرة أوصلت حال الأسرى إلى الأسوأ على الإطلاق.
  • الخواجا: خلال هذه الفترة تم إقرار العديد من القوانين العنصرية التي تهاجم حقوق المعتقلين وتبقيهم في دائرة سوداء من العنصرية، مثل طرح مشروع لقانون إعدام الأسرى مع بداية العام الماضي وتم الدفع به بشكل جدي في أروقة الكنيست الإسرائيلي في نوفمبر الماضي؛ والذي يأتي تماشيًا مع رغبات يمينية متطرفة في القضاء عليهم وإنهاء ملفهم بجريمة منظمة.
  • الخواجا: أيضًا مشروع قانون إبعاد عائلات منفذي العمليات الفدائية هو شكل آخر للعنصرية التي تفرضها عقلية الاحتلال الاستعمارية حيث طُرح قبل أعوام ولكنه عاد للنقاش بقوة في ديسمبر الماضي.
  • الخواجا: كذلك طُرح في أكتوبر الماضي مشروع قانون يقضي بعدم تغطية علاج الأسرى المصابين والمرضى ضمن سلسلة إجراءات عنصرية تهدف إلى تحويل حياة الأسرى إلى معادلة مساومة بغض النظر عن معاناتهم.

 اعتداءات وعقوبات:
  • هذه الفترة شهدت كذلك تصعيدًا إسرائيليًا من ناحية الاعتداء على الأسرى داخل السجون وتعمّد ضربهم وعقابهم، حيث سجلت ما لا يقل عن ٤٠ عملية اقتحام للأقسام وتفتيشها والاعتداء على من فيها من المعتقلين.
  • مراقبون يرون أن كل تلك الممارسات داخل السجن كانت تهدف إلى سحب إنجازات الحركة الأسيرة وإعادة أوضاعها إلى نقطة الصفر لتخفيض سقف المطالب لدى الأسرى.
  • من أبرز الاعتداءات التي تمت على الأسرى كان الهجوم الوحشي على أسرى قسم ٤ في سحن النقب الصحراوي في فبراير الماضي والذي أدى إلى إصابة أكثر من ١٢٠ أسيرًا بجروح مختلفة، كما فرضت عليهم عقوبات قاسية وغرامات مالية باهظة.
  • في السياق ذاته تم الاعتداء على أسرى أقسام ١١ و١٢ و١٥ في سجن عوفر غرب رام الله في العشرين من يناير الماضي، حيث أصيب وقتها ما لا يقل عن ٦٥ أسيرًا بجروح فضحت وحشيتها صور لأحد الأسرى بعد أيام من القمع.

هدم واقتحام منازل الأسرى:
  • في ظل كل ذلك يواصل الاحتلال عمليات هدم منازل بعض الأسرى ضمن سياسة تعبر عن حقد دفين ومحاولة لاستغلال كل شيء من أجل ترحيل الفلسطيني من أرضه، والتأثير على معنويات الأسرى وكسر إرادتهم التي هي الهدف الأساسي من كل تلك الممارسات.
  • في هذا السياق تؤكد والدة الأسير عاصم البرغوثي، أن هدم المنازل لا يؤثر أبدًا في معنوياتهم بل يزيدهم إصرارًا على حقوقهم وتعلقهم بها وبضرورة تحقيقها.
  • أما اقتحام منازل الأسرى فغصة جديدة يحاول الاحتلال زرعها في نفوسهم، حيث تقوم خفافيش الليل باقتحام منازل بعض الأسرى وترويع عائلاتهم والقيام بعمليات تفتيش وتخريب.
  • الهدف من هذه الاقتحامات التخريب والترويع فقط، فالأسير موجود في السجن ولا علاقة لمنزله بالعملية التي نفذها، لكنها محاولة لتخويف العائلة والتهديد بأنه لن يخرج من الأسر، في خطوة لا فائدة لها لدى “شعب يعرف طريق كرامته”.
  • أما في حالات أخرى فيقوم الجنود باقتحام منازل أسرى لمصادرة مبالغ مالية هي عبارة عن مصاريف للعائلة، أو مصادرة مركباتٍ تعود لهم في محاولة للتنغيص عليهم في سجنهم، كما يتم اقتحام بعض منازل الأسرى التي تم هدمها للتأكد من عدم إضافة بناء جديد.

الإهمال الطبي:
  • شهداء جدد التحقوا بركب شهداء فلسطين ولكن خلال وجودهم في الأسر جراء سياسة الإهمال الطبي التي يتعرضون له بوحشية ومنهجية تهدف إلى قتل أرواحهم وأجسادهم.
  • في هذا لابد من ذكر الأسير فارس بارود من قطاع غزة الذي ارتقى في فبراير الماضي بعد ٢٨ عامًا من الأسر عانى فيها الأمرّين، من ظلم احتلال سلبه حريته ومن ثم حقه في الحياة.
  • سبقه إلى هذا الدرب الشهيد الأسير عزيز عويسات من القدس المحتلة في مايو الماضي والذي كان قد تعرض للعزل ولضرب مبرح أفقده الوعي وأدى إلى استشهاده لاحقًا، وما زال جثمانا الشهيدين محتجزين لدى قوات الاحتلال.
  • تحت هذا العنوان تعيش مئات العائلات مخاوف جمة على حياة أبنائها، حيث تعبر والدة الأسير سامي أبو دياك من جنين، عن قلقها الشديد على صحته والتي تعتبر من أخطر الحالات الصحية في السجون في ظل معاناته مع مرض السرطان وأمراض أخرى، أيضًا يشار في هذا السياق لحالة الأسيرة إسراء جعابيص.
  • وفقًا لآخر الإحصائيات، فقد بلغ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال أكثر من 700 بينهم 315 أسيرًا وأسيرة يعانون من أمراض مزمنة، وأسرى مقعدون وأسرى يعانون من إصابات بالرصاص، بحسب “هيئة شؤون الأسرى والمحررين”.

أحكام جائرة:
  • لا تتوقف محاكم الاحتلال عن إصدار الأحكام الجائرة على الأسرى؛ حيث كان خلال هذا العام الحكم الصادر بحق الأسير الطفل أيهم صباح من طولكرم بالسجن لمدة ٣٥ عامًا هو الأبرز وسط أحكام على أسرى آخرين لا تقل قسوتها لدى عائلاتهم، فيما تواصل فرض الأحكام الإدارية على مئات المعتقلين دون تهمة ولا محاكمة.
  • عدد الأسرى الأطفال، يزداد ليتخطى حاجز الـ٣٥٠ خلال أشهر قليلة؛ بينما تعيش ٤٨ أسيرة فلسطينية بينهن 22 أمًا تحت ظلم الاحتلال.
  • هناك في السجون أيضًا 430 معتقلا إداريا، و7 نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني، و19 صحفيًا، ومئات من الأكاديميين والكفاءات العلمية والرياضيين، بحسب “شؤون الأسرى”.
  • وفق “شؤون الأسرى”، تصاعد منسوب الاعتقالات أكثر منذ اندلاع “انتفاضة القدس”، والتي سُجل خلالها في الفترة الممتدة من (الأول من أكتوبر 2015- الأول من أبريل 2019) قرابة 27 ألف حالة اعتقال في كافة المحافظات الفلسطينية أبرزها الضفة الغربية والقدس. كما استهدفت تلك الاعتقالات الأطفال بشكل واضح.

المصدر : الجزيرة مباشر