يشبه “دوّار العمدة”.. حملة سخرية من ترميم مشوه لقصر البارون بمصر

قصر البارون التاريخي في مصر

وجه أثريون وناشطون مصريون انتقادات قاسية لعملية ترميم أشهر قصر تاريخي في مصر على طريق مطار القاهرة، هو قصر “البارون إمبان”.

وسخر المصريون من تشويه القصر بعد إعادة طلائه بألوان صارخة، غطت على معالم الجمال الطبيعي له.

من جهتها، نفت وزارة الآثار تشويه معالمه ومؤكدًة أن هذه الألوان الجديدة هي ما كان عليه القصر قبل أن تتأثر وتتغير بفعل الزمن.

ماذا قال الأثريون والناشطون؟
  • المصريون سخروا من طريقة ترميم الأثر التاريخي وإزالة سوره الحديدي الأثري وبناء سور إسمنتي، وانتقدوا تغيير ألوانه لألوان طوبية صارخة تميل للأحمر.
  • الناشطون وصفوا القصر بأنه تحول الي ما يشبه “دوار العمدة” في مسلسل “الكبير أوي” الساخر، بقرية المزاريطة.
  • حساب “المؤرخون المصريون” بموقع فيسبوك، قال إن ادعاء مرممي القصر أن هذا لون القصر الأصلي المشابه للون كاتدرائية فرايبورغ غير صحيح.
  • الحساب نشر صورًا للكاتدرائية، مؤكدًا أن لونها لا علاقة له “باللون العجيب” لقصر البارون.

  • أستاذ الاثار الإسلامية بجامعة القاهرة “حجاجي إبراهيم”، يرى أن قصر البارون تم ترميمه عدة مرات ولكنه شأن الكثير من الآثار في مصر لم يراعَ فيه ثلاثة شروط رئيسية للترميم الصحيح.
  • هذه الشروط هي، أولا: علاجه وصيانته دون أن يفقد أثريته، الثاني: عدم استخدم مادة ضارة بالأثر على المدى البعيد، والثالث: متابعة الأثر بعد ترميمه.
  • الكاتبة المصرية “سحر جعارة”، تقدمت ببلاغ إلى منظمه الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تقول فيها: أنقذوا قصر البارون، الأثر التاريخي ملك للإنسانية.

كيف ردت وزارة الآثار؟
  • الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار “مصطفى وزيري”، أكد أن ما أثير حول هذا الأمر من معلومات غير دقيق، ولا يوجد أي تغيير بألوان الواجهات الأصلية تنافي أصل الألوان الموجودة بالواجهات.
  • هشام سمير مساعد وزير الآثار للشؤون الهندسية، أشار إلى أن ألوان الواجهات الخاصة بقصر البارون هي نفس الألوان الأصلية لها، التي تعرضت للتأثر بالسلب نتيجة العوامل الجوية.

  • الدراسات التي تمت للوقوف على الألوان الأصلية شملت ذكر اللون في الوثائق التاريخية المتعلقة بقصر البارون، وأن الواجهات كانت مغطاة بلون أبيض مع لون طوبي محروق مستوحى من معابد القرن الثاني عشر من شمال الهند.
  • وثيقة فرنسية تاريخية ترجع إلى تاريخ بناء القصر عام 1911، تشير إلى أن القصر تم دهانه باللون الطوبى المحروق، والتوثيق الفوتوغرافي قبل الترميم يظهر اللون الأبيض لباطن القبو الغائر للمدخل، وهو من الجبس.
  • وزير الآثار قال إن القصر سيُفتح بعد 3 أشهر بعد انتهاء الترميم الذي تكلف 100 مليون جنيه، وسيتم عمل سور جديد على نفس الطراز القديم، ومنطقة خدمات للزائرين، ووضع عربات “الترماي” القديم داخل حديقة القصر، وسيكون الدخول بتذاكر.

البارون و”عبدة الشيطان”
  • قصر البارون إمبان الذي بني عام 1911، هو قصر تاريخي مستوحى من العمارة الهندية شيده المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، والذي جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر بعد وقت قليل من افتتاح قناة السويس.
  • بسبب طول فترات إهماله وبقائه مغلقًا، ارتبط قصر البارون إمبان بالحكايات الخرافية والأساطير، حول سكنه بالجن والشياطين، خاصة أنه شهد مصرع أخت البارون سقوطًا من إحدى الشرفات ودفن البارون في كنيسة مجاورة بينها وبين القصر نفق خاص.
  • حين تمكن مجموعة من الشباب صغير السن من الدخول إليه خلسة في الليل عام 1997، واستغلوه لإقامة حفلات موسيقي “الميتال” الصاخبة والرقص عليها بطريقة هستيرية، أشاعت صحف أنهم “عبدة الشيطان” وتم القبض عليهم.

القصر من الداخل
  • القصر مكون من طابقين وملحق صغير بالقرب منه تعلوه قبة كبيرة، وبه تماثيل مرمرية رائعة لراقصات من الهند وأفيال على جدران القصر، ونوافذ مرصعة بقطع صغيرة من الزجاج البلجيكي وفرسان يحملون السيوف وحيوانات أسطورية متكئة على جدران القصر.
  • المعماري الفرنسي “ألكساندر مارسيل” صمم القصر، الذي تبلغ مساحته نحو 12.5 ألف متر، بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته أبدًا، واستخدم البارون إمبان في بنائه المرمر والرخام الإيطالي والزجاج البلجيكي البلوري.
  • كي يرى القصر الشمس بصورة مستمرة، تم تشييد برجه بحيث يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح لمن يجلس به أن يشاهد ما حوله في جميع الاتجاهات، وكان الطابق الأخير من القصر هو المكان المفضل للبارون إمبان ليتناول الشاي به وقت الغروب والتمتع برؤية حديقة غناء من الزهور والنباتات.
  • أشهر الافلام المصرية التي صورت داخله هي: فيلم “الهارب” للفنانة شادية وحسين فهمي وكمال الشناوي عام 1974، وفيلم “آسف على الازعاج” لأحمد حلمي ومنة شلبي، و”حياتي مبهدلة” للممثل محمد سعد و”مسلسل لهفة” لدنيا سمير غانم.
المصدر : الجزيرة مباشر