وول ستريت جورنال: 7.4 أطنان من الذهب الفنزويلي اختفت في أفريقيا

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

قال تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال إن حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تقوم ببيع احتياطيات البلاد من الذهب عبر عملية سرية في شرق إفريقيا للتهرب من العقوبات الأمريكية.

رحلة الذهب:
  • نقلت الصحيفة عن مسؤولين في فنزويلا وأوغندا، ودبلوماسي أجنبي ومشرعين معارضين للرئيس الفنزويلي، أن حكومة مادورو تقوم بتصدير أطنان من سبائك الذهب للخارج للحصول على الأموال وسط الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد. 
  • قالت الشرطة الأوغندية إن الذهب الذي وصل إلى العاصمة الاوغندية عنتيبي مر عبر شركة “مصفاة الذهب الأفريقية” في مجمع يبعد نحو 500 مترا عن المدرج القديم للمطار قبل تصديره إلى الشرق الأوسط.
  • خلال رحلتين بدأتا في 2 مارس/آذار جرى نقل ما لا يقل عن 7.4 أطنان من الذهب بقيمة سوقية تزيد على 300 مليون دولار من فنزويلا إلى شركة مصفاة الذهب الافريقي في أوغندا.
  • وصل الذهب على متن طائرة روسية مستأجرة من طراز بوينغ 777 تابعة لشركة نوردويند إيرلاينز الروسية، في شحنتين إلى مطار عنتيبي الدولي، بحسب فريد إنانغا، المتحدث باسم الشرطة الوطنية الأوغندية.
  • كان داخل الشحنة الأولى 3 أطنان و800 كيلوغرام من الذهب الفنزويلي، بحسب إنانغا الذي أوضح أن 3.6 أطنان أخرى وصلت على نفس الطائرة من كاراكاس إلى المصفاة بعد يومين.
  • عندما علمت وحدة المعادن التابعة للشرطة بأمر الشحنات الضخمة بشكل غير معتاد داهمت مقر شركة مصفاة الذهب الأفريقية في 7 مارس/ آذار، لكن كانت الشحنة الأولى قد اختفت، وتم تصديرها إلى الشرق الأوسط مع إدراج أن وجهتها النهائية كانت إلى تركيا، بحسب إنانغا.
  • تأسست شركة مصفاة الذهب الأفريقية في عام 2014 على يد ألان غويتز، وهو رجل أعمال بلجيكي عمل لأكثر من ثلاثة عقود في تجارة الذهب في أفريقيا.
  • يقول غويتز إنه باع مصفاة الذهب الأفريقية ويملك حاليا شركة غويتز غولد، ومقرها في دبي لكنه مازال يتعامل مع الذهب القادم من مصفاة الذهب الأفريقية.
  • قال غويتز وضابط رفيع في الشرطة الأوغندية إن الذهب أرسل إلى شركة غوتز غولد في دبي، كما قال غويتز إن شركته لم ترسل الشحنة إلى تركيا.
  • أظهرت الأوراق المرافقة للسبائك أنها مملوكة للبنك المركزي الفنزويلي، حسبما قال ضابط شرطة أوغندي كبير اطلع على السبائك والوثائق. كما تظهر سجلات الرحلات الجوية أنها كانت قادمة من العاصمة الفنزويلية كراكاس.
  • صادرت الشرطة الأوغندية الشحنة الثانية، التي كانت تضم 3.6 أطنان أخرى وسبائك مختومة بملصقات تبين أنها مملوكة للبنك المركزي الفنزويلي، كما أظهرت الأوراق المرفقة بالسبائك أنها تعود لأربعينيات القرن العشرين، بحسب ضابط رفيع المستوى اطلع على الشحنة. 
  • الضابط أشار إلى أن بعض الملصقات على الشحنة بدت مخدوشة كما لو أن شخصا ما قد حاول إخفاء أصلها. 
  • لكن غوتز والسيدة تشيري آن داكداك، المديرة العامة لشركة مصفاة الذهب الأفريقية، قالا إن الشرطة لم تداهم المصفاة مطلقا ولم تصادر أي ذهب.
  • داكداك قالت إن شركتها قدمت جميع الوثائق اللازمة كدليل على أن هيئة الإيرادات الأوغندية قد اطلعت على جميع المعاملات الخاصة للشركة، وإن الشركة لم تقم بمعالجة ذهب مهرب أو قادم من مناطق الصراعات، وإن جميع أعمال الشركة قانونية.
  • رفضت داكداك التعليق على شحنات الذهب الفنزويلي التي وصلت الشركة في مارس، وقالت إن اجتماع الإدارة في 26 مارس وافق على أن الشركة لن تقبل المعاملات المتعلقة بفنزويلا.

 

ضغوط أمريكية:
  • بطريقة ما وصل الذهب، القادم من شركة مصفاة الذهب الأفريقية، إلى سلاسل التوريد في الشركات الأمريكية، ومن بينها شركة جنرال موتورز وشركة جنرال إلكتريك وستاربكس، حسبما تظهر ملفات الشركات لعام 2018 لدى برنامج لجنة الأوراق المالية والبورصة، وذلك رغم التدابير الأمريكية للحد من استخدام المعادن القادمة من مناطق الصراعات مثل الكونغو. 
  • ضغطت الولايات المتحدة بشكل علني على مشتري الذهب المملوك للبنك المركزي الفنزويلي في تركيا والولايات المتحدة لمنعهم من الاستمرار في شراء الذهب.
  • حذر مستشار الأمن القومي جون بولتون في تغريدة نشرها على حسابه في 30 يناير من شراء الذهب الفنزويلي قائلا: “نصيحتي للمصرفيين والسماسرة والتجار… وغيرها من الشركات: لا تتعاملوا في الذهب أو النفط أو السلع الفنزويلية الأخرى التي تُسرق من الشعب الفنزويلي على يد مافيا مادورو”.
  • بعد ذلك بيومين، أعلنت شركة نور كابيتال، ومقرها أبوظبي، والتي اشترت سابقا 27.4 طنا من الذهب الفنزويلي، وفقا للجنة المالية بالبرلمان الفنزويلي، أنها ستوقف مثل هذه المشتريات.
  • رفضت نور كابيتال التعليق بعد بيان صدر في 1 فبراير يؤكد أنها اشترت 3 أطنان من الذهب من البنك المركزي الفنزويلي في 21 يناير، كما نفت تورطها في أعمال غير قانونية.
مبيعات سابقة:
  • بين أواخر عام 2017 و1 فبراير 2019 باع البنك المركزي الفنزويلي ما لا يقل عن 73.3 طنا من الذهب، بقيمة سوقية تبلغ نحو 3 مليارات دولار، لشركات في الإمارات العربية المتحدة وتركيا، حسبما أعلنت لجنة التمويل التابعة للجمعية الوطنية في فبراير/شباط الماضي.
  • أعلن البيت الأبيض في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 فرض عقوبات تهدف إلى وقف مبيعات الذهب الفنزويلية.
  • رغم ذلك فقد خرجت عشرات الأطنان من الذهب من البنك المركزي منذ ذلك الحين وتم تصديرها سراً، بحسب مشرعين معارضين وشخص مطلع على احتياطيات البنك من الذهب. 
  • قال أنجيل ألفارادو، أحد المشرعين الفنزويليين وعضو في لجنة المالية: “النظام.. يبيع أي شيء ذي قيمة من أجل البقاء”.
خلفية:
  • واشنطن اعترفت بزعيم المعارضة خوان غايدو كرئيس شرعي لفنزويلا، وفرضت عقوبات مالية وغيرها على المسؤولين والمؤسسات الفنزويلية، وهددت بفرض عقوبات على الأطراف التي تتعامل مع نظام مادورو.
  • تسببت الأزمة السياسية في أزمة اقتصادية طاحنة ضربت ما كان يوما أغنى اقتصاد في أمريكا اللاتينية، حيث تضاءلت مبيعات النفط ويعاني المواطنون من نقص السلع الأساسية وانقطاع التيار الكهربائي لأيام. 
  • تكشف شحنات الذهب المهربة عن وجود صلة داخل ما يمكن وصفه بالاقتصاد العالمي السري الذي يشتبه كثيرون في أنه يساعد مادورو في البقاء في السلطة عن طريق تجاوز نظام التمويل الدولي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة.
  • يقول مسؤولون من الولايات المتحدة ودول أخرى إن مبيعات الذهب أصبحت واحدة من شرايين الحياة الأخيرة التي تعتمد عليها حكومة مادورو.
  • وفقًا لمسؤولين من الشرطة الأوغندية وهيئة الاستخبارات المالية في البلاد ومهربين إقليميين فإن بعض الذهب الذي عالجته شركة مصفاة الذهب الأفريقية كان مهربا من مناطق شرق الكونغو ودول أفريقية أخرى مزقتها النزاعات. 
  • يبدو أن المصفاة تعمل بدعم من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، بحسب وثائق تقول وول ستريت جورنال إنها حصلت عليها. 
  • في المقابل قال متحدث باسم موسيفيني إن الرئيس “يدعم المصنع كما يفعل مع جميع المستثمرين الآخرين” في سعيه لتغيير اقتصاد أوغندا.
المصدر : الجزيرة مباشر + وول ستريت جورنال