الأحد 10 نوفمبر 2019 14:20
وسط توتر.. إسبانيا تنتخب برلمانا جديدا للمرة الثانية خلال العام الجاري

رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز يدلي بصوته في انتخابات إسبانيا
رويترز
عاد الإسبان اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع للمرة الرابعة خلال أربع سنوات، وسط مناخ أثقلته الأزمة في كتالونيا واحتجاجاتها العنيفة وصعود اليمين المتطرف.
توقع فوز ضئيل
- بعد ستة أشهر من الانتخابات التشريعية التي جرت في أبريل/ نيسان وفاز فيها دون أغلبية، دعا رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز، الناخبين لمنحه تفويضا من أجل وضع حد لعدم الاستقرار السياسي الذي تشهده إسبانيا منذ نحو أربع سنوات.
- غير أن كل استطلاعات الرأي تشير إلى أن الناخبين لن يمنحوه ذلك، وأنه حتى إذا فاز في الانتخابات، فإنه لن يكون في موقع متين وسيضطر إلى التفاوض نقطة بنقطة من أجل اعتماد الموازنة والتصويت على عدد من القوانين.
- تشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الاشتراكي سيخسر من كتلته التي تضم حاليا 123 نائبا، وسط احتمال أن يتخطى محافظو الحزب الشعبي اسوأ نتيجة في تاريخهم (66 مقعدا).
- في ظل إمكانية أن يصبح حزب اليمين المتطرف (فوكس) الحزب الثالث في البلاد بحصده نحو 40 مقعدا، وذلك بعدما دخل إلى مجلس النواب في انتخابات أبريل/ نيسان وحصوله على 24 مقعدا.
- بالنسبة إلى سانشيز، فإن تحالفا مع أحزاب انفصالية كتالونية بات مستبعدا جدا في ظل الاستياء الذي أثارته مشاهد العنف في برشلونة منتصف أكتوبر/تشرين الأول بعد الحكم على القادة الانفصاليين لدورهم في محاولة الانفصال في 2017.
- أدت الخشية من تجدد ليالي المواجهات تلك التي أسفرت عن إصابة أكثر 600 شخص، إلى تأهب قوات حفظ النظام وإلى إجراء الانتخابات في منطقة كتالونيا تحت مراقبة شديدة.
- من جانبه، أثار زعيم حزب "فوكس" سانتياغو أباسكال ضجة وجدلا بدعوته إلى حظر الأحزاب الانفصالية وإلى تعليق الحكم الذاتي في كتالونيا وتوقيف رئيسه المؤيد للاستقلال كيم تورا.
- في آخر تجمّع انتخابي نظمه مساء الجمعة في مدريد، هتف مناصرو حزب الصوت "تورا إلى الحبس!" ويقود حزب فوكس أيضا حملة ضد الهجرة، ويربط بين وصول المهاجرين وما يقول إنّه ارتفاع في نسب الجريمة في إسبانيا.
التصدي لعودة زمن فرانكو
- يسعى بيدرو سانشيز إلى حشد الكتلة اليسارية الناخبة في مواجهة صعود (فوكس) ويصف حضور هذا الحزب بأنّه بمثابة عودة لزمن الجنرال فرانكو، وكرر سانشيز باستمرار أن "اسبانيا بحاجة إلى حكومة تقدمية بهدف التصدي للمتطرفين والراديكاليين".
- الجنرال فرانكو قائد عسكري إسباني مناصر للملكية، حكم بقبضة من حديد في نهاية الحرب الأهلية الإسبانية التي دارت رحاها في ثلاثينيات القرن العشرين، وأقام علاقات وثيقة بالفاشية والنازية خلال الحرب العالمية الثانية.
- تعرض لعزلة دولية بعد الحرب خرج منها مستفيدا من مناخ الحرب الباردة، وأقام نظاما سياسيا استبداديا قائما على الحزب الواحد، وألقى بخصومه في السجون والمنافي، وتوفي عام 1975.
- من ناحية أخرى لا يخفي رئيس الوزراء الإسباني أنه يفضل أن يحكم وحيدا بالاعتماد على أغلبية ضعيفة، ويقول إن على الأحزاب الأخرى أن تسمح لمن يحتل المرتبة الأولى بأن يحكم، وذلك من خلال التغيّب عن جلسة الثقة للحكومة في البرلمان.
- يرى خوسيه اينياسيو توريبلانكا، من المجلس الأوربي للعلاقات الخارجية، أن سانشيز يعتزم الحصول على "تغيّب الجميع في اللحظة الأخيرة، مقابل خطر دفع الجميع إلى طريق مسدود".

خلفيات
- يشارك في انتخابات إسبانيا نحو 37 مليون ناخب يتوجهون إلى مراكز الاقتراع اليوم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الجديدة التي تجرى للمرة الثانية هذا العام.
- أظهرت استطلاعات الرأي أنه من المرجح أن يفوز حزب العمال الاشتراكي بزعامة رئيس الوزراء الحالي بيدرو سانشيز بأكبر عدد من الأصوات، لكن من غير المرجح أن يحقق أغلبية لتشكيل الحكومة، وهي نتيجة من شأنها أن تطيل أمد الجمود السياسي.
- على مدى عدة أشهر حاول سانشيز تشكيل حكومة ائتلافية دون جدوى بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في أبريل / نيسان الماضي، ما دفع الملك فيليب السادس إلى الدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة.
- يبدو أن الإسبان، الذين أدلوا بأصواتهم للمرة الرابعة خلال أربع سنوات، يشعرون بالملل من عمليات التصويت المتعددة وذلك يتضح، من بين أمور أخرى، من العدد المتدني للناخبين عبر البريد مقارنة بشهر أبريل/نيسان الماضي.
- وفقا لاستطلاعات الرأي، فإن حزب فوكس الشعبوي اليميني المتطرف يمكن أن يستمر في النمو ويصبح ثالث أكبر قوة سياسية، وذلك بعد فوزه بنحو 10% من الأصوات في انتخابات أبريل/نيسان الماضي.
المصدر
وكالات