وسط تعتيم إعلامي.. محاكمة الناشطات السعوديات في الرياض

ناشطات سعوديات معتقلات بينهن لجين الهذلول وعزيزة اليوسف وسمر بدوي

وسط تعتيم إعلامي، عقدت المحكمة الجزائية في الرياض، الأربعاء، جلستها الثانية للنظر في قضية الناشطات السعوديات البارزات في مجال حقوق المرأة.

وأوضحت وكالة “رويترز” أن من بين الناشطات لجين الهذلول والمدونة إيمان النجفان والأستاذة الجامعية هتون الفاسي.

وأضافت أن الاتهامات الموجهة للناشطات تتعلق بعملهن ّ في مجال حقوق الإنسان، والاتصال بصحفيين ودبلوماسيين أجانب.

وأكدت “رويترز” منع السلطات السعودية دبلوماسيين غربيين ووسائل إعلام من تغطية جلسة المحاكمة، رغم التماس السماح لهم بالحضور.

يذكر أن نحو ست وثلاثين دولة، منها جميع دول الاتحاد الأوروبي، دعت الرياض إلى إطلاق سراح الناشطات.

تفاصيل الجلسة وفقا لحساب “سعوديات معتقلات”
  • جلسة اليوم حضر فيها 11 ناشطة معتقلة، وقد حضر معهنّ أفراد من عائلاتهنّ يرونهنّ للمرة الأولى منذ شهور.
  • للمرة الأولى سُمح للمعتقلات بالحديث عبر مكبّرات صوت داخل قاعة المحكمة أمام القضاة، وقد تحدث بعضهن بكل جرأة عمّا جرى معهنّ من تعذيب وتحرش أثناء الشهور الأولى من الاعتقال.
  • تحدثت إيمان النفجان عن أنّها حاولت الانتحار بعد ما تعرّضت له من تعذيب وتحرش وإهانات، وذكرت للقضاة كيف أنّ رجالا تحرّشوا بها وقاموا بلمس جسمها في مناطق حساسة وضربوها بعصي ثخينة من أجل الإدلاء باعترافات لم تقم بها.
  • خلال الجلسة تحدثت لجين الهذلول عن جميع ما جرى معها، وقالت في بداية حديثها كيف أنّ عددا من الرجال الذين كانوا غالبا في حالة ثمالة قد أخذوها من زنزانتها إلى قبو سري قريب، وتابعت بجميع ما سبق وتم نشره عن التعذيب والتحرش.
  • بكت إحداهنّ (لم يسمها) بشدة أثناء كلامها حتى لم تحتمل متابعة الوقوف والكلام”.
  • بعد انتهاء الناشطات من الدفاع، والحديث عن تفاصيل ما جرى معهنّ من تعذيب وتحرش جنسي، ردّ ممثل النيابة العامة بأنّ كل ما قالته الناشطات هو مجرد مزاعم وادعاءات غريبة لا أساس لها من الصحة.
  • الناشطتان سمر بدوي ونسيمة السادة لم تكونا بين المعتقلات الـ11 اللواتي حضرن جلسة اليوم.
  • تمّ منع جميع الصحفيين الأجانب وعدد من الدبلوماسيين وأفراد حقوقيين مستقلين من حضور جلسة المحاكمة.
  • قالت وكالة رويترز إن السلطات منعت دبلوماسيين غربيين ووسائل إعلام منها رويترز من دخول الجلسة وأخرجتهم من مبنى المحكمة رغم التماسهم السماح لهم بالحضور.
الناشطة لجين الهذلول (رويترز)
محاكمة الناشطات
  • في وقت سابق الأربعاء، أكد حساب “سعوديات معتقلات” و”معتقلي الرأي” السعوديان، أن المحكمة الجزائية في الرياض تنظر اليوم الجلسة الثانية لعدد من الناشطات أبرزهن “لجين الهذلول، وإيمان النفجان، وعزيزة اليوسف”.
  • دشن الحساب وسم (إلا_النساء) للتأكيد على براءة المحتجزات والمطالبة بإطلاق سراحهن.
  • قبل أسبوعين، وجهت النيابة العامة أثناء الجلسة الأولى لمحاكمة للناشطات، اتهامات تتمثل في “التواصل مع جهات وقنوات إعلامية معادية، وتقديم دعم مالي لجهات معادية خارجية، وتجنيد أشخاص للحصول على معلومات تضر بمصلحة المملكة”.
  • كانت السلطات السعودية أوقفت الناشطات في مايو/أيار 2018، قبل أن تعلن النيابة، لاحقا اتهامات بحق بعضهن تتعلق بالإضرار بمصالح البلاد.
  • قال شقيق لجين الهذلول لأعضاء في الكونغرس هذا الشهر إن الاتهامات الموجهة لها هي الاتصال بما بين 15 و20 صحفيا أجنبيا في السعودية في محاولة للتقدم لوظيفة في الأمم المتحدة وحضور دورة تدريبية.
  • تم القبض على عشرات الناشطين الآخرين وبينهم مثقفون ورجال دين بشكل منفصل خلال العامين المنصرمين فيما يبدو أنه محاولة للقضاء على أي معارضة محتملة.
  • قال النائب العام السعودي في مايو/ أيار إن النساء، مع عدد من الرجال، محتجزات للاشتباه في إضرارهن بمصالح السعودية وعرض الدعم لعناصر معادية بالخارج. ووصفت وسائل الإعلام الرسمية بعضهن بالخونة وعملاء السفارات مما أثار ضيق الغرب.
تضررت بشدة صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد مقتل جمال خاشقجي واعتقال الناشطات
انتقادات غربية وحقوقية
  • في 2 مارس/آذار الجاري، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، إنه ناقش مع وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، قضايا بينها قضية الناشطات المحتجزات، التي تقول تقارير حقوقية إنهن “يتعرضن لتعذيب” رغم نفي المملكة ذلك.
  • تصريحات “هنت”، جاءت بعد بضع ساعات من إعلان النيابة العامة السعودية عزمها إحالة قضية الناشطات للقضاء، وسط انتقادات من منظمة “هيومن رايتس ووتش” لتلك الخطوة، التي اعتبرتها منظمة العفو الدولية، “إشارة مروعة على تصعيد حملة قمع نشطاء حقوق الإنسان” في المملكة.
  • أثار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع السلطات السعودية خلال زيارته للرياض في الفترة الأخيرة.
  • دعت نحو 36 دولة، منها جميع دول الاتحاد الأوربي وعددها 28 وكندا وأستراليا، الرياض إلى إطلاق سراح الناشطات.
  • كتب تسعة من الأعضاء البارزين بمجلس الشيوخ الأمريكي رسالة الأسبوع الماضي تطالب الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية بالإفراج الفوري غير المشروط عن المحتجزين “بتهم مشكوك فيها ترتبط بنشاطهم” وأشاروا في رسالتهم إلى كثير من النساء اللائي يحاكمن حاليا.
  • تقول جماعات حقوقية إن بعض النساء محتجزات في سجن انفرادي ويتعرضن لسوء معاملة وتعذيب بما في ذلك الصعق بالكهرباء والجلد والاعتداء الجنسي. وينفي مسؤولون سعوديون هذه المزاعم.
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أثار القضية مع السلطات السعودية خلال زيارته للرياض
رسالة
  • تكهن نشطاء ودبلوماسيون بأن الهدف من اعتقال الناشطات ربما يكون توجيه رسالة للنشطاء لعدم الدفع بمطالب لا تتسق مع جدول أعمال الحكومة إلا أن ولي العهد نفى ذلك متهما النساء بالعمل مع المخابرات القطرية والإيرانية.
  • لم يتضح بعد ما إذا كانت الرياض ستخضع للضغط الدولي بمنح النساء أحكاما بالبراءة أو العفو عنهن، أم أنها ستواصل إصدار عقوبات قاسية في قضية يقول منتقدون إنها كشفت حدود تعهدات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتحديث المملكة.
  • نُقلت القضية إلى المحكمة الجزائية بالرياض بدلا من المحكمة المتخصصة في الفصل في قضايا الإرهاب في اللحظة الأخيرة دون تفسير وهو ما يشير على الأرجح إلى أسلوب أكثر لينا في التعامل مع القضية بعد شهور من الضغط من الحكومات الغربية.
  • سعى ولي العهد لاستمالة الغرب لدعم إصلاحاته الاقتصادية والاجتماعية الطموحة لكن صورته تضررت بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، في أكتوبر/ تشرين الأول داخل القنصلية السعودية بإسطنبول والذي أثار غضبا عالميا.
المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي + وكالات