وزير بعهد مرسي يكتب لواشنطن بوست عن لقاء السيسي مع CBS

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

قال وزير مصري سابق خلال فترة حكم الرئيس محمد مرسي في العام 2013 إن مقابلة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي مع قناة (سي بي إس) الأمريكية تحمل رسالة تحذير لكافة الطغاة حول العالم.

وأوضح يحيى حامد وزير الاستثمار بحكومة الدكتور هشام قنديل، في مقال للرأي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأربعاء، أن الرسالة المتضمنة في تلك المقابلة وما صاحبها من جدل تتمثل في “تحذير للطغاة والمستبدين في كل مكان “مفادها أنهم” وإن تمتعوا بتأييد سياسيين في البلدان الديمقراطية فإن الشعب والصحافة هم من سيعملون على محاسبتهم على الجرائم التي يرتكبونها”.

أبرز ما ورد في مقال يحيى حامد:
  • من الأمور ذات الدلالة، أنه عقب جلوس عبد الفتاح السيسي لإجراء مقابلة مع شبكة (سي بي إس) الأمريكية، حاولت الحكومة المصرية منع ظهور تلك المقابلة التي سعت لإجرائها مع برنامج (60 دقيقة) لإرضاء غرور السيسي الذي أدرك فور بدء المقابلة أن الأسئلة وإجاباته عليها ليست من النوعية التي يرغب في أن يشاهدها العالم.
  • كان من المحرج مشاهدتها، فهو- أي السيسي- لم يكن مستعدا للمقابلة، كما أن فريقه الرئاسي سعي لمنع ظهورها حتى لا تتحول إلى قصة أكبر. كانت مزاعمه خلال المقابلة مثيرة للدهشة، فقد ردد طوال اللقاء تأكيدات معروف علي نطاق واسع بأنها غير حقيقية.
  • على سبيل المثال، ادعى السيسي أنه لا يوجد سجناء سياسيون في مصر رغم أن منظمة العفو الدولية و” هيومن رايتس ووتش” وعشرات المنظمات الحقوقية الأخرى وثقت عن كثب انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظام السيسي في مصر منذ وصوله للسلطة في العام 2013.
  • كافة المنظمات وثقت وجود أشخاص في سجون النظام من كافة ألوان الطيف السياسي المصري، وكذلك من غير المنتسبين لأي تيار سياسي في البلاد، بمن فيهم الرئيس المعزول محمد مرسي الذي تشرفت بالخدمة كوزير في حكومته قبيل الانقلاب عليه.
  • إنكار الحقائق لم يقف عند هذا الحد، فعندما سُئل عن المذابح التي تمت في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في العام 2013، ظن السيسي أن بمقدوره الدفاع عن جرائمه بالادعاء بأن تقرير “هيومن رايتس ووتش” الصادم عن عمليات القتل في تلك المذابح لم يكن “سليمًا”.
  • بناء على أوامر السيسي، تم قتل أكثر من 800 شخص بدم بارد بسبب اقترافهم لـ ” جريمة الاحتجاج السلمي”، وكانت إجابته على سؤال في هذا الصدد هو أن القناة (سي بي إس) لا تتابع الموقف في مصر عن كثب، قبيل أن يناقض نفسه بالقول إنه حاول بكل الطرق السلمية فض تلك الاعتصامات.
  • نظام السيسي نفي من قبل أن مصر وإسرائيل يعملان معا في شبه جزيرة سيناء حيث يشن السيسي حربا سرية ضد مدنيين ترقى الى أزمة إنسانية وشيكة، فقد اعترف في تلك المقابلة بالتعاون بين الجانبين رغم النفي السابق.
  • في فبراير من العام 2018 الماضي، أكد السيسي لصحيفة نيويورك تايمز عدم وجود تعاون عسكري بين مصر وإسرائيل في مواجهة المتمردين في سيناء كجزء من مساعيه لتصوير نفسه على أنه إصلاحي مع العروبة وضد إسرائيل في الثوب أو القالب الخاص بالجنرال والرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر.
  • لذلك، لا يتعين الاندهاش من مطلبه بسحب المقابلة ومنع بثها للمشاهدين، نظرا لأنه أطلق أكاذيب طوال تلك المقابلة، وهو ما تبدى في أنه لم يكن مرتاحا خلالها، فقد تعرق بوضوح كما أصبحت استجاباته أكثر دفاعية.
  • من خلال مواجهته بصحافة حرة، فقد أظهر نفسه في تلك المقابلة حساسا وهشا وخائفا من تحميله مسؤولية الجرائم التي ارتكبها.
  • على غرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، فإن السيسي من خلال دعم بعض الناس، وكذلك عبر تشجيع من خلال تسامح ضمني من القادة الدوليين، فإن السيسي عزز منذ فترة طويلة رواية مفادها أنه يقوم بمكافحة التطرف معتقدا أن هذه الرواية تمنحه ” جواز مرور” أو شيكا علي بياض لفعل كل ما يريده.
  • بظهور السيسي في برنامج (60 دقيقة)، ظن أنه سوف يلاقي معاملة تليق بهذا الدور (دوره في مكافحة الإرهاب) باعتباره ” صديق عظيم وحليف” للولايات المتحدة، وفقا لما يقوله ترمب في مثل تلك الحالات، لكنه بدلا من ذلك تمت مواجهته بأفعاله.
  • في نقطة ما خلال المقابلة، تم توجيه السؤال مباشرة للسيسي عما إذا كان قد أصدر أوامره لرجاله لفتح النار على المعتصمين، لكنه لم يقدم إجابة على هذا السؤال، رغم أن الإجابة واضحة. الحقيقة هي أنه قام بالفعل بقيادة عمليات القتل الجماعي للرجال والنساء والعديد منهم من الشباب في تلك الاعتصامات في القاهرة في العام 2013.
  • كارثة مقابلة السيسي مع قناة (سي بي إس) الأمريكية يتعين أن تمثل تحذيرا للطغاة والمستبدين في كل مكان مفادها أنهم وإن تمتعوا بتأييد سياسيين في البلدان الديمقراطية فإن الشعب والصحافة هم من سيعملون على محاسبتهم على الجرائم التي يرتكبونها.
خلفيات:
  • يحيى حامد وزير الاستثمار المصري السابق في حكومة الدكتور هشام قنديل في ظل الرئيس المصري المعزول الدكتور محمد مرسي. يعد يحيى ثاني أصغر وزير في تاريخ مصر بعد فؤاد سراج الدين وزير الداخلية في حكومات حزب الوفد قبل حركة الضباط الأحرار في 23 يوليو من العام 1952.
يحيي حامد وزير الاستثمار فى وزارة الدكتور هشام قنديل فى ظل الرئيس محمد مرسي
  • ترأس حامد في العام 2013 مكتب المتابعة الذي قام من خلاله بالإشراف على العديد من المشروعات من أهمها: طرح منظومة للمراقبة على منتجات البترول، ومنطومة تحرير سعر الدقيق، ودعم القطاع السياحي من خلال تسهيلات في التأشيرات والطيران، الإشراف على مشروع مدينة مطار القاهرة، تطوير محور قناة السويس، عمل برنامج للشراء الحكومي الموحد.
  • تخرج حامد في كلية الألسن عام 1999، وحصل على ماجستير في الإدارة العامة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ودبلوم مبيعات وتسويق من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ويعمل حاليا مديرا لمنتدى (غلوبال ساوث) للحوار الاقتصادي والدولي والذي يتخذ من مدينة إسطنبول التركية مقرا له.
  • أثار حوار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع برنامج “ستون دقيقة” على قناة سي بي إس الأمريكية التي بثته الأحد الماضي ردود فعل واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي.
  • في حين انشغل الكثيرون بمظهر السيسي وتفاعله مع أسئلة المحاور سكوت بيلي، قال آخرون إن المقابلة جرت بشكل جيد ولا يوجد سبب يجعل السلطات المصرية تطلب منع المقابلة.
  • لكن أغلب التعليقات انتقدت اعتراف السيسي بالتعاون غير المسبوق بين الجيشين المصري والإسرائيلي في سيناء.
  •  الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قال إن حوار السيسي مع قناة (سي بي إس) الأمريكية خطأ تحول إلى فضيحة بعد طلب القاهرة من القناة عدم بث المقابلة.
المصدر : الجزيرة مباشر + نيويورك تايمز