ورشة المنامة: أحاديث ودية ومقاطعة فلسطينية.. وختام غامض

جاريد كوشنر أطلق خطة حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من البحرين

وضعت المشروبات بأناقة على الموائد، وقدمت اللحوم، بينما الإدارة الأمريكية تروج للجانب الاقتصادي من خطة تسوية في الشرق الأوسط في منتجع فخم بالمنامة، شهد اختلاطا غير مسبوق بين نزلائه.

كوشنر أطلق خطة حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من منتجع بالبحرين:
  • وقال تقرير لفرانس برس” من المنتجع البحريني، أطلق مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وصهره جاريد كوشنر مبادرته لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، بغياب الفلسطينيين، وبحضور 30 إسرائيليا تبادلوا الحديث الودي مع مدعوين خليجيين، في سابقة في المملكة الصغيرة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
  • في الأروقة المبردة بعيدا من طقس حار في الخارج وصل إلى 40 درجة مئوية، تحدث وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة باللغة الإنجليزية إلى مجموعة من المشاركين الإسرائيليين الذين تناولوا طعاما أُعد خصيصا لهم ليراعي تقاليد معينة.
  • كان من بين أعضاء الوفد الإسرائيلي سبعة صحفيين حصلوا على موافقة البيت الأبيض لحضور ورشة العمل، بينما سار آخرون وقد اعتمروا القلنسوة اليهودية في الممرات إلى جانب مسؤولين وممثلين لدول خليجية ارتدوا اللباس التقليدي الأبيض.
  • تمنى الحاخام مارفن هير لو كان “كل بلد عربي مثل البحرين” قبل أن يترأس صلاة في كنيس في المنامة شارك فيه نحو 15 شخصا.
  • بين الدول العربية ال22، لا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة سوى مع الأردن ومصر.
  • حصل تقارب بين إسرائيل ودول عربية أخرى في السنوات الأخيرة، ولعب العامل الإيراني دورا أساسيا في هذا الأمر.
  • يتهم خصوم إيران، طهران بالتدخل في شؤون عدد من الدول العربية عبر محاولة تعزيز نفوذها في هذه الدول عن طريق دعم وتمويل وتحريك مجموعات مسلحة وأحزاب.
 حضور إسرائيلي وغياب فلسطيني:    
  • في مقابل الحضور الإسرائيلي في ورشة العمل، قاطع الفلسطينيون أعمال المؤتمر الذي قالت الإدارة الأمريكية أن هدفه دعم الاقتصاد الفلسطيني قبل الدخول في الجانب السياسي من خطة السلام والذي قد لا يُكشف عنه قبل نوفمبر/ تشرين الثاني، وقد لا ينص على إقامة دولة فلسطينية.
  • تقول السلطة الفلسطينية إنه لا يمكن الحديث في الاقتصاد قبل السياسة، وتتخوف من أن تكون المبادرة التي تنص في شقها الاقتصادي على جمع 50 مليار دولار على شكل استثمارات على عشر سنوات، مقدمة لحرمانهم من دولة مستقلة.
  • لكن فلسطينيا واحدا تحدث في الورشة التي افتتحت مساء الثلاثاء واختتمت الأربعاء، وقال رجل الأعمال المغمور أشرف الجعبري الآتي من الخليل، إنه جاء إلى البحرين على أمل تعزيز الاقتصاد الفلسطيني.
  • في جلسة مع نيك غاوينغ من شبكة (بي بي سي) الذي أدار معظم الجلسات التي عقدت على شكل حلقات حوارية، قال الجعبري عدة مرات وقد سال العرق من جبينه طوال المقابلة، إنه يرفض مناقشة موقف السلطة الفلسطينية.
  • وأوضح متحدثا باللغة العربية “لم نأت إلى هنا للحديث في السياسة، فالسياسة من اختصاص السلطة الفلسطينية”.
  • حضر الورشة أيضا رجال أعمال أثرياء من الهند ونيجيريا ليقدموا رؤيتهم حول الاقتصاد الفلسطيني، وقال كوشنر للصحافيين إن جميع المدعوين أتوا “لأنهم يؤمنون بهذه المنطقة”.   
رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار يتحدث إلى صحفية إسرائيلية- 25 يونيو
البحرين اضطرابات وعقوبات إعدام:
  • أوضح تقرير فرانس برس، أن البحرين، نفسها تشهد اضطرابات منذ 2011، حين قادت الأغلبية الشيعية في المملكة التي تحكمها سلالة سنية، تظاهرات ضخمة، تعاملت معها السلطات بقبضة من حديد.
  • أصدرت المحاكم البحرينية عقوبات قاسية بالإعدام والسجن وسحب الجنسية على مئات المواطنين منذ بدء الاضطرابات في خضم أحداث الربيع العربي، وتعرضت لانتقادات من منظمات حقوقية هاجمت سجلها في هذا المجال، وخصوصا محاكمة النشطاء الحقوقيين. 
  • تلقي البحرين اللوم على إيران جراء استمرار الاضطرابات، متهمة طهران بتدريب وتسليح بحرينيين على شن هجمات ضد قوات الأمن، وهو ما تنفيه السلطات الإيرانية.
   ختام غامض.. وضجيج:
  • وفي ذات شأن ورشة البحرين، قال تحليل (للأناضول) بعبارات إنشائية، وغموض، طوت ورشة المنامة، التي تمثل الشق الاقتصادي لخطة سلام أمريكية بالشرق الأوسط، صفحة الجدل الدائر حولها عقب يومين من المناقشات التي لم تشارك فلسطين بفعالياتها، وسط حضور عربي محدود.
  • تحدث البيان في ختام أعمال الورشة، عن “تفاؤل كبير” حول التنمية الاقتصادية والاستثمار لصالح الشعب الفلسطيني، دون أن يترجم لوقائع بعيدا عن العبارات الإنشائية.
  • امتلأ البيان بتلك العبارات، مثل” التركيز على تحقيق الازدهار الاقتصادي لفلسطين، والشروط والآليات اللازمة لتحقيق التحول الاقتصادي، وإفساح المجال أمام الفرص الاقتصادية”.
  • كرر البيان الصادر في ختام أعمال الورشة الحديث عن أغلب أزمات المنطقة المعروفة مثل المعدلات المرتفعة للبطالة، والحاجة إلى التواصل الفعال مع فئة الشباب، وأهمية تهيئة الظروف المناسبة لتطوير القطاع الخاص.
  • حتى كلمة ولي العهد البحريني سلمان آل خليفة، في الجلسة الختامية للورشة الأربعاء، تركزت على أمنيات عدة بينها تطلع بلاده إلى تحقيق فرص اقتصادية نوعية ومستدامة في جميع دول المنطقة، بجانب الدعوة لتكاتف الجهود وتوحيد المساعي من أجل تحقيق مستقبلٍ اقتصادي مزدهر.
  • لم تقدم الورشة بيانا تفصيليا حتى الساعة بالمستهدفات جراء انتهاء تلك الورشة، التي طرح خطوطها الأولى جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
  • تتمثل الأرقام المعلنة مسبقا في ضخ استثمارات في الأراضي الفلسطينية بقيمة 28 مليار دولار، بينما ستخصص استثمارات أخرى (منح وقروض مدعومة)، بقيمة 22 مليار دولار في بلدان الأردن ومصر ولبنان.
  • روج كوشنر، عبر فيديو في اليوم الأول لمشاريع تنموية واستثمارية لضخها في المنطقة، سيما الضفة الغربية وقطاع غزة، دون الإشارة إلى شكل حدود دول المنطقة، بما فيها إسرائيل وفلسطين رغم حديث واشنطن عن فرصة تاريخية لحل الصراع.
احتجاجات في غزة على ورشة خطة السلام الأمريكية بالبحرين
رفض بالصوت العالي:

 صوت الرفض للصفقة، كان عاليا من مسؤولين وحركات عربية، وظهر عبر تجمعات عربية في دول عربية عدة، وتنظيم فصائل وقوى وطنية وإسلامية فلسطينية، بغزة، وتأكيد من سعد الحريري رئيس وزراء لبنان، ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، على رفض الصفقة.

  • وصل الأمر إلى تأكيد فلسطيني بأن ورشة المنامة فشلت، بحسب توصيف حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في مؤتمر صحفي برام الله.
  • السلطة الفلسطينية، كانت رفضت المشاركة في ورشة البحرين، ودعت البلدان العربية لمقاطعتها، متهمة الولايات المتحدة، بتنفيذ الخطوات العملية لصفقة القرن، بدءا بالشق الاقتصادي.
  • وحتى ضجيج كونشر عن استبعاد مبادرة السلام العربية لم يفلح ولم يخرج بنتيجة، حيث جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، الأربعاء، في اتصال هاتفي تمسكهما بمبادرة السلام العربية، القائمة على رؤية حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
  • وذهبت صحيفة (الغارديان) البريطانية في افتتاحية الثلاثاء، إلى القول بأن الخطة الاقتصادية التي طرحها كوشنر، مسرحية هزلية تستحق الاستقبال الساخر الذي لاقته.
  • الثلاثاء، أمام روشة المنامة قال جاريد كوشنر، إنه إذا تم التوصل إلى تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فلن يكون ذلك على أساس المبادرة العربية.
  • ويتردد أن صفقة القرن تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل في ملفات القدس واللاجئين وحدود عام 1967، مقابل تعويضات واستثمارات ومشاريع تنموية.
  • عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، متوقفة منذ أبريل / نيسان 2014. بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان وعدم قبولها بحدود ما قبل حرب يونيو / حزيران 1967 أساسا لخيار حل الدولتين وكذلك الإدارة الفلسطينية تقاطع الإدارة الأمريكية منذ اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل في أواخر 2017.
فلسطينيون يحتجون على خطة صفقة القرن لحل القضية الفلسطينية
المصدر : وكالات