واشنطن تدعو الرياض للإفراج عن عائلة الجبري ووقف اضطهادها

ضابط الاستخبارات السعودي سعد الجابري

ردت وزارة الخارجية الامريكية على رسالة كان قد أرسلها أعضاء في الكونغرس الشهر الماضي مطالبين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالعمل على الإفراج عن أبناء ضابط الاستخبارات السعودي سعد الج

وجاء في الرسالة الموقعة من مساعد وزير الخارجية بالوكالة رايان كالدهال أن سعد الجبري يعد شريكا تقدره الحكومة الأمريكية وعمل معها عن قرب لضمان أمن وسلامة الأمريكيين والسعوديين.

وأضافت الخارجية أنه لسنوات كان الجبري شريكا للسفارة الأمريكية في الرياض في جهود مكافحة الإرهاب والحكومة الأمريكية تقدر مساهماته للحفاظ على أمن مواطنيها.

وأوضحت الخارجية الأمريكية أنها قلقلة مما يقال عن أنشطة أدت إلى فرار الجبري لكندا.

وأكدت أن أي اتهامات بإساءة التصرف ضد الجبري يجب التعامل معها من خلال القنوات القضائية وبشفافية.

وأن أي اضطهاد لأفراد عائلة الجبري أمر غير مقبول مشيرة إلى أنها طالبت مرات عديدة السلطات السعودية بتوضيحات بشأن اعتقال أبناء الجبري.

دعوى قضائية ضد ابن سلمان

وحصلت الجزيرة على مستندات الدعوى القضائية التي رفعها ضابط الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري بواشنطن ضد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يتهمه فيها بأنه أرسل فريقا لاغتياله في أمريكا وكندا سعيا وراء تسجيلات مهمة.

وتتهم الدعوى ولي العهد السعودي الذي تشير إليه بمحمد بن سلمان، بتشكيل فريق لترتيب قتل الجبري من ثلاثة أشخاص هم بدر العساكر وسعود القحطاني وأحمد العسيري، وكلهم من كبار مساعديه.

وتؤكد الدعوى أن ابن سلمان أرسل فريقا لاغتياله خلال إقامته في مدينة بوسطن الأمريكية عام 2017، وأنه حاول على مدى أشهر نشر عملاء سريين في الولايات المتحدة في محاولة لتعقب مكان الضابط السابق.

وبعد فشل تلك المحاولات أرسل ولي العهد السعودي فريقا آخر لاغتيال الجبري في كندا، وذلك بعد أسبوعين من اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 من أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وتضمنت الدعوى القضائية نص رسالة من ولي العهد السعودي يطلب فيها من الجبري العودة خلال 24 ساعة وإلا سيقتل.

وتشير أوراق الدعوى التي اطلعت عليها الجزيرة تفصيلا إلى أن سعد الجبري يتهم محمد بن سلمان بالسعي لقتله لمنعه من تقويض علاقاته الخاصة مع الولايات المتحدة وإدارة الرئيس دونالد ترمب.

وتقول الدعوى إن استهداف المدعى عليه بن سلمان للجبري يؤثر بصورة مباشرة على المصالح الأمريكية، لأن ولي العهد السعودي يرى أن علاقات الجبري الوثيقة مع مجتمع الاستخبارات الأمريكي تقف في طريقه لتعزيز النفوذ والسلطة بين المسؤولين في الحكومة الأمريكية.

وأضافت أن سعد الجبري شكل تلك العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة بعد أن جعل السعودية أحد أهم شركاء واشنطن في مكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي وداخل المنطقة.

وأشارت إلى أن هذه الروابط ساهمت في إنقاذ حياة مئات وربما آلاف الأمريكيين بسبب إحباط الجبري ومساعديه لخطة تنظيم القاعدة لتفجير طائرتي شحن متجهتين إلى الولايات المتحدة.

وتطالب الدعوى التي رفعها ضابط الاستخبارات السعودي السابق، بتعويضات من محمد بن سلمان ومقربين منه لتدبيرهم محاولة الاغتيال.

بدوره، قال خالد نجل سعد الجبري في تغريدة على حسابه في تويتر إنهم استنفدوا السبل الودية لحل القضية، وإنه لم يبق لهم سوى إحقاق العدالة والمحاسبة عبر القضاء الأمريكي.

ردود فعل دولية

وقد توالت ردود الفعل في كندا والولايات المتحدة بعد الدعوى القضائية التي أقامها سعد الجبري المستشار السابق لولي العهد السعودي، ضد الأمير محمد بن سلمان أمام القضاء الأمريكي.

واعتبر أعضاء في الكونغرس ما ورد في تفاصيل الدعوى مروعاً ويتطلب التحقيق.

أما السلطات الكندية فأكدت علمها بالملاحقات التي تستهدف معارضي ولي العهد، ووصفتها بغير المقبولة.

وقال وزير السلامة العامة الكندي بيل بلير إن كندا لن تتسامح أبدا مع جهات أجنبية تهدد أمنها القومي أو سلامة مواطنيها وسكانها.

وأضاف بلير في تصريح للجزيرة بأن كندا على علم بالحوادث التي حاولت فيها جهات أجنبية مراقبة الكنديين والمقيمين فيها أو ترهيبهم وتهديدهم.

وأشار بلير إلى أن وكالات كندا الأمنية لديها المهارات والموارد اللازمة للكشف عن التهديدات والتحقيق فيها والرد عليها، لكنه أوضح أنه لن يعلق على قضايا محددة معروضة حاليا أمام المحاكم.

الإنتربول يرفض

وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الإنتربول” رفضت طلبا سعوديا باعتقال سعد الجبري أوائل يوليو/ تموز 2018، واعتبرت أنَّ دوافعه سياسية وليست قانونية.

وأضافت الصحيفة أن الإنتربول اعتبر حظر السفر والإجراءات التقييدية على عائلة الجبري غير مبررة وأن للقضية دوافع سياسية.

ووفق الصحيفة، فإن الإنتربول رأى أن الحجج التي ساقها ممثلو الحكومة السعودية تستند إلى مزاعم ضد الجبري من اللجنة العليا لمكافحة الفساد، كما اعتبر الإنتربول وفق وثيقة الرفض التي أطلع عليها فريق الجبري القانوني وواشنطن بوست، اعتقالات ولي العهد السعودي لرجال أعمال وأفراد من الأسرة الحاكمة انتقائية وغير قانونية.

وقال الإنتربول إن اللجنة السعودية لمكافحة الفساد تعمل كجزء من استراتيجية سياسية لمحمد بن سلمان لاستهداف منافسيه ومعارضيه وتعزيز سلطته.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات