واشنطن بوست ترصد الدوافع الحقيقية للاحتجاجات في لبنان والعراق

متظاهر يحمل لافتة خلال مظاهرة مناهضة للحكومة في وسط بيروت

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأحد، مقالا تحليليا يسلط الضوء على الدوافع الحقيقية للاحتجاجات التي اندلعت في كل من لبنان والعراق.

أبرز ما جاء في المقال التحليلي
  • اندلعت احتجاجات ضخمة وغير متوقعة في جميع أنحاء لبنان، الخميس الماضي، بسبب خطة حكومية لفرض ضريبة على مكالمات تطبيق المراسلة واتساب، إلا أن الغضب الشعبي كان أعمق بكثير من ذلك.
  • يعاني اللبنانيون من أزمة اقتصادية كبيرة، بما في ذلك الركود والتضخم وزيادة الدين العام ووقف متقطع لإمدادات البنزين الشهر الماضي وانقطاع في خدمات الصراف الآلي.
  • قاد فشل الحكومة في توفير الخدمات الأساسية في 2015 إلى اندلاع احتجاجات شعبية من خلال حملة “طلعت ريحيتكم”، فيما فشلت الحكومة في مواجهة حرائق الغابات الأسبوع الماضي.
  • اللبنانيون من مختلف الطوائف والمناطق يحشدون جهودهم ضد النخبة السياسية والاقتصادية في البلاد. وخلافا للاحتجاجات التي قادها المجتمع المدني 2015، فإن المواطنين الأكثر فقرا هم من يقفون في وجه قادتهم الطائفيين هذه المرة.
  • أثارت عقود من السياسات النقدية التي تحابي الأغنياء نوعا من الانتفاضة الموحدة، التي من المفترض أن تمنع قيامها انقسامات الهوية في النظام الطائفي.
  • تظهر الاحتجاجات في لبنان والأحداث التي وقعت خلال الشهر الماضي في العراق، أن الانقسامات الدينية والطائفية، لا يمكن أن تكون وراء جميع الأحداث السياسية في العالم العربي.
الماضي الطائفي والحاضر الاقتصادي
  • قوة النظام الطائفي اللبناني هو نتاج للكيفية التي يعمل بها الهيكل المؤسسي للنظام السياسي والاقتصاد السياسي في انسجام، ما يجعل أي بدائل تبدو غير قابلة للتصور.
  • ساعد الفساد في القطاعين العام والخاص في تليين الاقتصاد السياسي لما بعد الحرب الأهلية، ولكن بتكلفة دفعت المالية العامة للبلاد إلى حافة الانهيار.
  • تثبت الاحتجاجات الاقتصادية هذا الأسبوع في لبنان إمكانية العمل السياسي خارج هذا النظام الطائفي.
ماذا عن العراق؟
  • قوبلت الاحتجاجات في العراق بقمع عنيف من قبل قوات أمن الدولة بالمليشيات الشيعية.
  • قاد حملة القمع النخب السياسية الطائفية التي جاءت بعد 2003 بدعم من إيران. لكن المحتجين اتحدوا ضد فشل النخبة السياسية في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
  • الاحتجاجات تهدد النظام الطائفي الذي فرض مؤخرا، والذي يهدف إلى منع الناس من التنظيم جنبا إلى جنب مع الفئات الوطنية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى.
  • تجربة العراق مع الطائفية هي تجربة حديثة، ومحاولة السياسيين الطائفيين، والسلطة الاحتلال الأمريكي وإيران لبناء نظام سياسي عرقي وطائفي، تعتبر ظاهرة ما بعد عام 2003.
  • على غرار النظام الطائفي في لبنان، ساهم فرض نظام جديد على العراق بعد عام 2003 إلى تنظيم الاستفادة من موارد الدولة والمناصب العامة والتعبئة السياسية على أسس عرقية وطائفية.
  • سرعان ما تطورت الاحتجاجات في العراق ضد المحسوبية والفساد والبطالة والبنية التحتية المتداعية والطغيان الشديد للميليشيات الطائفية، إلى دعوات للقيام بثورة.
  • معظم الاحتجاجات وقعت إلى حد كبير في المناطق التي يهيمن عليها الشيعة، غير أنها لم ترفع أي شعارات طائفية ولم تثنها عن الاستمرار في الاحتجاج مناشدات التضامن الطائفي.
  • قوبلت الاحتجاجات في العراق بالعنف الشديد من قبل النخبة السياسية التي تدافع عن النظام السياسي الطائفي والاقتصاد السياسي الذي يخدم مصالحهم الضيقة ومصالح رعاتهم الأجانب.
  • استخدام العنف ضد المحتجين الذين يقاومون نظام ما بعد 2003، يعكس ضعف المنظومة الطائفية في العراق.
     

    العراق شهد احتجاجات مناهضة للحكومة أدت لوقوع مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين
هل الإصلاح ممكن؟
  • مطالب المحتجين بمحاسبة المسؤولين ووضع اقتصادي أفضل ووضع حد للفساد، يتناقض مع التضامن الطائفي القائم على الهوية.
  • تساءلت الصحيفة، هل ستحفز الاحتجاجات ذات الدوافع الاقتصادية التي تدعو إلى سقوط النظام الطائفي، السياسيين العراقيين أو اللبنانيين على الإصلاح الفعلي؟
  • الرد حتى الآن في العراق كان القمع من قبل الدولة والميليشيات الطائفية، وسقوط عدد كبير من القتلى.
  • وضع القمع حداً للاحتجاجات السياسية في الوقت الحالي، لكنه سيزيد من الاستياء الشعبي من النظام الحالي.
  • في لبنان، استجابت الحكومة بالفعل وقامت بإلغاء ضريبة واتساب، لكن مطالب الشعب بالإصلاح مستمرة.
  • تفضل الحكومة الاستمرار في استخدام الطائفية والفساد للحفاظ على مصالحها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
  • الاحتجاجات تشير إلى أن الاقتصاد السياسي للطائفية ما بعد الحرب وصل إلى طريق مسدود وأن العديد من الأشخاص الذين كان من المتوقع أن يتبعوا قواعد النظام الطائفي يرفضون القيام بذلك.
  • في كل من العراق ولبنان، يثور الناس ضد الظلم الاجتماعي والاقتصادي والسخط الناجم عن النظام الطائفي. إنهم يبحثون عن مستقبل أفضل يتجاوز الطائفية.
المصدر : الجزيرة مباشر + واشنطن بوست